سها البغدادى :
خاص /القاهرة. أبو ظبى
يقول د. ناصر الخبجي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في هذه اللحظة التاريخية الحساسة من مسيرة الثورة الجنوبية، التي مرت بتطورات طبيعية وموضوعية وانتقلت الى المربع السياسي الهام، عقب تحقيقها الانتصارات الميدانية، أصبح الجنوب اليوم على أبواب الاستحقاقات السياسية الكبرى في ظل المتغيرات المحلية والظروف الاقليمية والدولية التي اصبحت جميعها ترجح كفة ميزان شعب الجنوب وقضيته.
وأكد الخبجى إن من أبرز ما نتجت عنه مرحلة ما بعد تحرير الجنوب جغرافياً، كنتيجة طبيعية لقيام عاصفة الحزم التي اعلنها الاشقاء في دول التحالف العربي، وما نتج بعد ذلك من تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، فقد تمكن الجنوبيين من كسر الحصار السياسي المفروض على الجنوب منذ عقود، وايضاح المسار السياسي الذي يتمسك بموجبه شعب الجنوب لبلوغ اهدافه، ولابد من تعزيز ذلك برؤية سياسية جنوبية وجعل القرار السياسي لشعب الجنوب على أرضه كحقيقة قائمة على الارض لتحقيق تطلعات شعبنا الجنوبي في استعادة استقلال دولة الجنوب كاملة السيادة بحدود ما قبل 1990م .
ومن هذا المنطلق، واستشعارا بالمسؤولية الوطنية التاريخية والسياسية التي تحملها المجلس الانتقالي الجنوبي، في اصعب الظروف والمراحل المعقدة، وتاكيدا على اهمية العمل المشترك والرؤية الجنوبية السياسية الموحدة، فقد سادت ( لقاءات ابوظبي ) التي رعتها مشكورة دولة الامارات العربية المتحدة، تفاهمات كبيرة، يمكن تسميتها بالتفاهمات التاريخية، والتي كان عنوانها حرص الجميع الوطني على التقارب وتوحيد الرؤية والمسار السياسي والاصطفاف الوطني الجنوبي .
واضاف الخبجى قائلا :لقد كانت لقاءات مثمرة، وتم التوافق على كثير من النقاط والخطوط العريضة، ولا تزال مستمرة وسوف تفضي إلى خطة عمل واسعة، تشمل توسيع المجلس وتعزيز عمله وتحسين وظائفه التمثيلية والإدارية، بمشاركة القوى الجنوبية الفاعلة بالداخل والخارج، ولن تتوقف على نقاط معينة بقدر ماهي عملية تطويرية وكذا حوارية كبيرة تناقش فيها كافة القضايا المصيرية التي تحدد مصير ومستقبل الجنوب السياسي والإداري وتلبية تطلعات شعبه.
وأكد ايضا الخبجى أن من الواجب تعزيز العمل السياسي المشترك ووجود الرؤية الجنوبية السياسية الجامعة استعدادا للعملية التفاوضية من خلال فريق جنوبي واحد يحمل القضية الجنوبية ويعبر عن الإرادة الشعبية الجنوبية التي تنشد استعادة دولة الجنوب كهدف استراتيجي، من خلال تحقيق تواجد الجنوب سياسيا على الصعيدين الاقليمي والدولي، وتثبيته كطرف رئيسي في عملية التفاوض السياسية، وتعزيز تواجده الميداني، لنيل الاستحقاقات الجنوبية السياسية وتحقيق تطلعات شعبه المشروعة.
بالمجمل كانت لقاءات قيادات الجنوب في ابوظبي، إيجابية جدا وتكاد تكون لأول مرة تحدث، اذ سادتها الألفة والشفافية، وحققت التقارب بين القيادات التي تباينت كثيرا واختلفت في وجهات النظر، نتيجة القطيعة وعدم التواصل، ولكنها اليوم بالتقارب واللقاء ذابت التباينات وتم ردم الفجوة، استشعارا من الجميع بالمسؤولية الوطنية والتاريخية والتصدي للمخاطر الجمة المحدقة بالجنوب ومصيره وتضحيات شعبه ومستقبلهم.
وأكد الخبجى ان اللحظة الراهنة اليوم التي يعيشها الجنوب، هي سياسية انتقالية، ستنتقل بالجنوب من مرحلة الى مرحلة اخرى متقدمة، ولابد فيها من تهيئة الارضية الجنوبية وارساء مداميك صلبة يقف عليها الجنوبيين استعدادا لقيام دولة الجنوب الفيدرالية الجديدة بنظامها الجديد وشكلها الحديث الذي يتطلع فيه كل الجنوب الى العدالة والمساواة وصون وحماية حقوق الانسان واحترام المعاهدات الدولية وحماية الامن والسلم والدوليين.