أعد التقرير/عبدالحميدشومان
تواصل جريدة الجمهورية اليوم جولاتها بين دول العالم للتعرف علي طقوس شهر رمضان في كل دولة كنا بالأمس الرابع عشر من شهر رمضان في المملكة البحرينية بينما نحن اليوم الخميس المصادف اليوم الخامس عشر من شهر رمضان الفضيل باليمن ..ومما لاشك فيه انه يختلف عن الخامس عشر من رمضان في السنوات الماضية..
ففي الحاضر الأليم
رمضان في اليمن.. موائد بلون الدم وظروف معيشية صعبة
حيث استقبل اليمنيون شهر رمضان الكريم على وقع حرب دامية بين الجيش الوطني وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، فبدلا من الاحتفال بشهر الخير، خطف الموت الفرحة من قلوب المؤمنين لتتحول موائدهم إلى لون الدم.
ويقضي اليمنيون شهر رمضان في أحلك الظروف، بداية من الظلام الدامس الذي تشهده البلاد طوال اليوم في ظل وجود أزمة وقود، ونقص المواد الغذائية في بعض المحافظات.
مريم مسعود ربة منزل قالت: إنها “تقضي ما بين 4 إلى 5 ساعات في البحث عن قطرات المياه بسبب عدم تشغيل المشروع الخاص بتغذية العاصمة صنعاء بالماء كون التيار الكهربائي مقطوعا تماما منذ 26 مارس الماضي”، الصباح اليمني.
وأضافت أن ليل رمضان تحول إلى كابوس بسبب الظلام الدامس قائلة: “لم نشاهد الكهرباء منذ 3 أشهر، بات الليل مزعجا بالنسبة لكل يمني.
رمضان في اليمن ماضي جميل
كان رمضان في السنوات الماضية ينور كل منزل وتجد الروحانية في كل بيت”.
في اليوم الأخير من شعبان الكل يترقب الإعلان عن رؤية هلال رمضان، البعض لا يبارح المسجد بعد صلاة المغرب, عله يعود لأهله بخبر دخول الشهر الكريم, حتى إذا ما علموا بيومه جعلوا الليلة السابقة له ليلة سمر حتى ساعة متأخرة من الليل، والشائع أن يواصلوها حتى الفجر بالتهليل والتكبير والترحيب عبر المآذن والسمر, وستجد النساء ليلة رمضان منهمكات في بيوتهن بالتنظيف والترتيب والتبخير للبيت، وبعدها بإعداد أول وجبة سحور سيستمتع أفراد العائلة بالتهامها وسط أجواء من الانشراح والابتهاج، وربما يجتمع الأقارب أو الجيران أو الأصحاب معاً في هذه الوجبة، بينما سيتبادل بعض الجيران ألواناً مختلفة من الأطعمة التي حرصت النسوة على إعدادها خصيصاً لمناسبة كهذه. فيما يقوم الأطفال بإحراق إطارات السيارات كتعبير عن الفرحة بقدوم شهر الصوم.
يا نفس ما تشتهي
ولأهل صنعاء ومناطق أخرى قليلة عادة ينفردون بها عن سواهم، ففي اليوم الأخير من شعبان يعملون بها ما يسمونه ب “يا نفس ما تشتهي”، حيث يلتقي الرجال والشباب والصبيان في المساجد، وبعض الأحيان في المنازل وقد أحضر كل فرد منهم شيئا مما تطيب له نفسه من المأكولات والمشروبات، فيجتمعون في حلقات صغيرة واضعين ما أتوا به مع بعض ليشتركوا في تناوله، ويتبادلوا الأحاديث الممتعة وذكريات رمضان ثم يتفرغوا للتسبيح والتكبير وحمد الله, وهو الحال نفسه بالنسبة للنساء ويفضل بعض النساء في صنعاء استحضار مغنية لتطربهن حتى ساعة متأخرة من الليل, فيما تقوم أخريات بالذهاب إلى الحدائق مع أطفالهن وينشغلن عنهم بتناول كل ما لذ وطاب من المأكولات فيما يتيه الأطفال في زوايا الحدائق.
انقلاب المشهد اليومي
وقد انقلب المشهد منذ حلول اليوم الأول لهلال رمضان في اليمن ؛ حيث تحول في العاصمة إلى سكون وعدم حركة كالليل، وليله أصبح كالنهار صخب وحلوى وقات وسهر، حيث يبالغ الصائمون في الاستمتاع بهذا الشهر الذي ينتظرونه طوال العام بزيادة استهلاك المواد الغذائية, أما الموظفون في أجهزة الدولة فهم ملزمون بدوام يبدأ عند الساعة العاشرة صباحا وينتهي الساعة الثالثة ظهرا أي بعد الموعد المقرر عليهم في الأيام العادية بساعتين، ومع ذلك تتحول الحياة في النهار إلى حالة جمود غير عادية وكأن الوقت ليل، إلا من بعض أصوات طلاب المدارس الذين توزعت دراساتهم على فترتين الأولى من الساعة التاسعة صباحا إلى الثانية عشرة و 45دقيقة والثانية تستمر بعد صلاة الظهر إلى الساعة الرابعة عصرا, وبالمقابل تحول الليل الرمضاني في اليمن إلى نهار بكامل الحركة والتسوق والتجول في الشوارع، حيث يقضي معظم اليمنيين ليلهم في تخزين ومضغ “القات” الذي يتضاعف استهلاكه في رمضان ثلاثة أضعاف الكميات المستهلكة في الأوقات العادية حيث يزاد سوق القات ا ازدحاما خلال رمضان وخاصة بعد صلاة العصر وصلاة التراويح حيث يقبل الناس على شرائه باعتبار القات مادة منبهة تساعد على السهر في الليالي الرمضانية, في حين يتوزع الناس إلى عدة جماعات بعضها تمارس طقوسها الرمضانية الدينية والبعض الآخر تتسمر أمام الفضائيات وفرقة ثالثة تعمل في وظيفتها الحكومية.
وتعج الشوارع بالناس حتى أذان الفجر، والكثير من الشباب لا يتورعون عن العمل في هذا الموسم مستغلين نشاط حركة السوق, حتى وإن كانوا طلاباً أو موظفين وأجمل ما في اليمن أنها مع التكبيرة الأولى لأذان الفجر تتحول كل أسواقها إلى مدن مهجورة لا بشر فيها غير مئات المحلات والفرشيات المغطاة بقطع من القماش وليس من أحد يحرسها غير الثقة بالله.
اطعمة جزء من التراث الرمضاني
يميز شهر رمضان الإقبال الشديد على بعض المأكولات والمشروبات الشعبية المشهورة حتى أصبحت جزءا من التراث الرمضاني وغالبية البيوت اليمنية، وتضم المائدة اليمنية في وجبة الافطار أو العشاء في رمضان صنوفا من الاطعمة .”
يزداد الطلب كثيرا على بعض الحلويات التي يرتبط بعضها برمضان فقط ومن أشهر هذه الحلويات “الرواني” و”القطائف” و”الشعوبية” و”السمينة” ولا يقتصر الإقبال على محلات الحلويات الشعبية فمحلات بيع العصائر الشعبية هي الأخرى تشهد إقبالا كبيراً عليها في شهر رمضان من قبل الصائمين الذين يفضلون الإفطار على هذه العصائر وهي “الزبيب” و”الشعير” المنقع وكذلك عصير “الدبا”, وعادة ما تنتعش الأسواق الشعبية اليمنية بصفة عامة في شهر رمضان فالزائر لها يشعر بولوج حقبة تاريخية قديمة لبدائية صناعاتها وطريقة عرض بضائعها بأساليب تقليدية قديمة تشعر الزائر بأنه يقلب صفحات من التاريخ فهنا يرى معمل طحن البن والجمل يدور حول المطحنة معصوب العينين وهناك معمل آخر لعصر السمسم وبطريقة مشابهة للأولى وفي ألجمه الأخرى أنواع مختلفة من الحبوب والبهارات المعروضة بأكياس وأواني لتمثل في ألوانها المختلفة شكلا يجذب الزبون ويلفت النظر.