كشفت الصحفية والمحللة السياسية المصرية المختصة بالشأن اليمنى” سها البغدادى “، في تقرير لها عن حضرموت خلال فترة سيطرة عناصر القاعدة عليها من تهريب وتجارة للمخدرات والأسلحة والأعضاء البشرية، مميطة اللثام عن دور أحد الألوية العسكرية التي انشأها نظام الحكم السابق لإيجاد موضع قدم للمتطرفين في هذه المحافظة الغنية بالثروات الباطنية.
لم تشهد محافظة حضرموت في تاريخها أي نوع من أنواع تهريب وتجارة المخدرات والأسلحة وتجارة الأعضاء البشرية مثل ما تشهده في الوقت الحاضر. ولسوء الحظ ، أصبحت حضرموت غير قادرة على أن تستعيد سمعتها التاريخية كمكان يسوده السلام والأمن والقيم العظيمة.
وبسبب موقع حضرموت وحدودها المترامية الأطراف كانت وما زالت تستخدم كمحطة للتهريب من وإلى البلدان المجاورة.
ومع مرور الزمن، أُضيفت لحضرموت مهمة أخرى تمثلت في تحويلها إلى حاضنة لجماعات القاعدة لخدمة الهدف الرئيس للمافيا الكبيرة في الجمهورية اليمنية(ج ي).
وبدأت هذه المهمة فور انتهاء حرب 1994م حين أُنزِلت جماعات المجاهدين، التي اشتركت في الحرب ضد الشيوعية ( القوات الجنوبية) في شواطئ حضرموت.
وقد اتخذ الرئيس الهالك علي عبدالله صالح، والقيادى الاخوانى علي محسن الأحمر، القرار بتجنيد أولئك المجاهدين وترقيمهم رسمياً وتأسيس لواء عسكري لهم سُمي باللواء 27 ميكا، وعُهد بقيادته منذ تأسيسه لعبد العزيز مقالح الزنداني، وهو أحد مقاتلي القاعدة ومن أبناء عمومة الشيخ عبد المجيد الزنداني.
وبتأسيس هذا اللواء بدأ التهريب والإرهاب ينتشر وازدهرت شبكاته بقوة ونسج خيوطه من شواطئ حضرموت إلي البلدان المجاورة، بل إلى داخل المحافظات المجاورة لحضرموت.
وليس للواء 27 ميكا موقع واحد، بل ينتشر تدريجياً من شاطئ حضرموت وعلى طول الطريق إلى البلدان المجاورة بهدف تأمين الحدود لعمليات التهريب والإرهاب بصفة رئيسة.
[ad id=”1177″]
ويتكون هذا اللواء من خمس كتائب تتموضع في مواضع إستراتيجية، ولكل منها وظيفتها، كما يلي:
1- كتيبة حرس الشواطئ: وهي التي تؤمِّن إنزال المواد المهربة من خارج الجمهورية اليمنية. وتؤمِّن تهريب البترول والديزل والنفط الخام من حضرموت عبر السفن إلى السوق السوداء العالمية.
2- الكتيبة الرابعة: وموقعها ميناء الضبة: وهو الميناء الرسمي لتصدير النفط الخام، ويقود هذه الكتيبة مجاهد القطيبا.. وهي تعتبر بمثابةغرفة عمليات للتهريب والإرهاب . فلها ارتباطات بالمهربين المحليين والمهربين العالميين وجمعيات الاصطياد السمكي المحلية ، وكذلك تحمي الاتجار والتهريب في موازاة خط أنابيب النفط إلى وادي حضرموت
3- كتيبة حماية الشركات النفطية: لهذه الكتيبة مهمتين أساسيتين: – المهمة الأولى: هي حماية جمع الإتاوات غير الشرعية من الشركات النفطية والتي تُقَدَّر بربع مليار دولار في السنة، وهذا المبلغ يذهب مباشرة لمافيا النفط ككلفة حماية دون أن تحال إلى خزينة الدولة. وقد وردت هذه القضية في تقارير حكومية وصحفية عدة مرات.
– المهمة الثانية: وهي حماية خطوط التهريب في وسط الوادي وضمان عدم تعرضها لأية معوقات.
والشخص المسئول عن هذه الكتيبة هو محمد القحم، مع أن تغييره قد تم قبل عام ونيف بشخص أكثر فساداً وهو أحمد الضراب.
4- كتيبة حماية شركة توتال: شركة توتال تسهم بجزء معين في تقوية هذه الشبكة ، بقصد أو بغير قصد، من خلال إقامة تحالف بينها وبين القوى التقليدية ومافيا النفط لحماية نفسها وبالتالي حماية شبكة التهريب.
5- كتيبة السويري: هذه الكتيبة استُحدِثت في البداية كمخيم تدريب للمجاهدين وللعائدين من أفغانستان وتقع مباشرة تحت إمرة علي محسن الأحمر، ثم بعد ذلك جرى تحويل مخيم المجاهدين هذا إلى كتيبة مجاهدين تتبع اللواء 27 ميكا