الشاعره الدكتوره. احلام الحسن
نازحونَ اليومَ أغصانُ الدّيارْ
عانقوا الموتَ بلونِ الإحمرارْ
أُمّةُ العُربِ كأطلالٍ رجعنا
كيف تبغونَ لهم ذلَّ الدّمارْ
أُغمضتْ العينُ فما عادت ترى
أعظمُ الجرحِ هُنا بين الدّيارْ
طالبونا بنزوحٍ لم يروا
غير تشريدِ صغارٍ وكبارْ
سريانُ النّارِ من بينِ الشّجرْ
جفوةٌ في الأهلِ والقُربُ احتضارْ
تَرعشُ الأجسامُ فيهم والشّفاهْ
بين حرّ ٍ وجليدٍ وانصهارْ
عيشةً ضاقوا مَرارًا علقما
لبسَ الخائنُ فيها ألفَ عارْ
وعيونٌ ظُلمتْ كيفَ تنامْ !!
ضرّها السّهدُ وهمُّ الإنكسارْ
ودموعًا إستقرّت في المُقلْ
وعَزيزُ الدّمعِ يأبى الإنحدارْ
والنّساءُ النّادباتُ الباكياتْ
في صحارٍ دون مأوى لاقرارْ
ألفَ رُعبٍ قد سقوهُ للنّساء
كُلّ ليلٍ ونهارٍ كأس نارْ
وطنٌ قد غادرتهُ كَبدًا
رَحَلَ الأحبابُ عنهُ والصّغارْ
كيف ينعى الموتُ ينبوعَ الحياة
في احتضارٍ وانتظارٍ واستعار ْ
في عراءٍ وبحورٍ والتياع ْ
شَربَ الحُزنَ بصمتِ الإصطبار ْ
دونَ أمنٍ دونَ رزقٍ يُرتجى
دونَ فَرشٍ دونَ دفءٍ ودثار ْ
بشرٌ تلكَ الضّحايا أمْ جماد ْ !
ياضميرًا صارَ رهنَ الإحتضار ْ
ورصيدًا باسمهم كم إمتلا
ولهم جوعٌ وسُقمٌ لا خَيَار ْ
قِطَعُ الليلِ استهلّتْ فتنًا
كم عُصاةٍ إدّعتْ رأيَ القرار ْ
كم نسوا أمنًا لشعبٍ آمنٍ
وعدوًّا خلْفَ ظهرٍ يُستدار ْ
كم شربنا سُمّهُ في جُرعٍ
سلبتْ أوطانَنا منّا جِهار ْ
قد أضعنا بعضنا بعضًا هنا
ورجعنا فكرَ جهلٍ وغبار ْ
بحرُ الرمل