محمد عادل حبيب ومحمد العباسى _ محافظة الدقهلية
أقام مركز شباب قرية ميت طريف، بمحافظة الدقهلية، اليوم الخميس، محاضرة عن تنمية الذات والوطن، بحضور الاستاذة نفين أبو المعاطى، مديرة مكتب المحافظ، برفقة المحاسب محمد ليلة، رئيس مركز ومدينة دكرنس، والاستاذ عبد المنعم حبيب، نائب رئيس المدينة، والاستاذ محمد الزهيرى، رئيس الوحدة المحلية بالقرية، والاستاذة رباب حمدى، مديرة مركز الشباب بالقرية، والدكتور محمد صلاح عاشور .
وأكدت «أبو المعاطى» أن الشعور بالأمان، والإحساس بالولاء لمكان ما، يعطي الصلابة بالدفاع عنه، حيث يشعر المرء بأنه جزء من هذه المنظومة الكبيرة التي تتشكل حوله، فما هي المعادلة التي يحققها الشعور بالانتماء لمكان ما؟ وما المردود المادي والمعنوي للاستقرار النفسي نتيجة هذا الشعور، حيث تربط بين مسألة تطوير الذات والشعور بالانتماء والاستقرار.
وقال «ليلة» أن الانتماء للوطن الجسر الذي يجب أن نعبر عليه لترسيخ الهوية الوطنية، فالإنسان منذ بدء الخليقة كان انتماؤه الحقيقي إلى ذاته، ومن أجل ذاته سعى إلى المحافظة على هذه الذات فظهرت الاختراعات ونشأت الحضارات وتطورت المجتمعات، ومع هذا التطور تعددت انتماءات الإنسان فامتد انتماؤه خارج دائرة ذاته إلى أسرته وقبيلته وعشيرته، وتنوعت الانتماءات الدينية والسياسية والمهنية وغيرها العديد من الانتماءات التي تمثل جزءاً من هوية الإنسان.
وأشار «عاشور» إلى أن بعض المفردات في حياة الأطفال بالتحديد تجعلهم يكبرون مع هذه المفاهيم التي تترسخ في ذواتهم، وتقسم الانتماء إلى قسمين، فتقول إنه انتماء مكاني وانتماء معنوي. وتقول “الانتماء المكاني يبدأ من الأسرة، ثم المدرسة وينتقل إلى المفهوم الأوسع وهو الوطن، أما المفهوم المعنوي للانتماء فهو كل ما يتعلق بالتقاليد والعادات، من لباس وأكل وموروث ثقافي بشكل عام، وعقائدي أيضا”.
ووضح «عبد المنعم» أن الهوية والشعور بالانتماء عبارة عن وحدات تكبر مع الفرد منذ صغره، فلها مفردات مثل النشيد الوطني والعلم، وهي مفردات تعزز فخره ببلده، لافتة إلى أن الانتماء والشعور به لا ينموان فجأة، بل يتدرجان مع كل مرحلة عمرية، ومنبعهما الأساسي الأسرة ثم المدرسة وصولاً إلى حب الوطن، وهذا الشعور يخلق إنسانا متزنا.
ووضحت «نفين ابو المعاطى» أن الولاء للوطن عملية تراكمية لا تتكون بين عشية وضحاها، والإنسان الذي يكبر عنده هذا الشعور يعيش مستقيما متزنا، يخدم بلده ويفخر به.
وتضيف «مديرة مكتب المحافظ» يبقى الانتماء إلى الوطن الحصن المنيع الذي يجعل الإنسان يقف على أرض صلبة، ويظل ثابتاً مهما كانت المتغيرات، والوطن بكل مفرداته المكان والزمان والثقافة والموروثات والعادات والتقاليد واللغة والدين، قوة هذا الانتماء لهذه المفردات هي العامل الرئيس لترسيخ الهوية الوطنية، وكانت ولا تزال السبيل الأمثل لتقدم المجتمعات وبناء الحضارات”، مشيرة إلى أن الانتماء إلى الوطن يوجد نوعا من الالتزام الأخلاقي تجاهه، ويسهم في تطوير أداء الفرد في كل المجالات من أجل مصلحته، فالإخلاص في العمل والمحافظة على موارده والاقتداء برموزه التاريخية، والحرص على العادات والتقاليد الإيجابية بل كل خطوة يخطوها الإنسان من أجل رفعة وطنه والإعلاء من شأنه أن يسهم في تجسيد قيمة الانتماء، ويحولها من مجرد معنى مطلق أو شعار إلى سلوك ملموس له آثاره الإيجابية.