[ad id=”66258″]
بقلم ..الداعية محمود فايق ذكي…
أمام وخطيب مسجد المنزلاوي الجديد بابوصير غربية
متابعه ….عبده البربري
الأمانة جوهر الدين، وحقيقة الإسلام، وعنوان المؤمن، وصفة الموحد، وضد الخيانة.
وتعريفها عند أهل العلم: حفظ ما يعهد به إليك، وتستأمن عليه، ويطلب منك حفظه ورعايته وحمايته, هذه هي الأمانة.
والدليل عليها من الكتاب: قوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27].
وقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء:58] وقوله سبحانه وتعالى: {إنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} [الأحزاب:72].
ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، قوله في توجيه نبوي كريم: (أدِ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك) بل جعلها النبي صلى الله عليه وسلم هي الإيمان، ونفى الإيمان عمن لا أمانة لديه فقال صلى الله عليه وسلم: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له).
فهذه الأمانة وهذا الخلق العظيم اتصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى كان يلقب عند أهل مكة قبل البعثة والرسالة بالصادق الأمين، وكان الناس يستودعونه أماناتهم وأموالهم.
وللأمانة تعريف واصطلاح عند العلماء، تعريف عام، ويقصد بها: جميع ما استودعك الله عز وجل عليه، وائتمنك عليه وطلب منك حفظه من أمور دينك ودنياك، ومما يتعلق بما بينك وبين الله، وبينك وبين نفسك، وبينك وبين الناس، سواء كان الناس أقارب أو أباعد، كل هذا أمانة، وأنت مطالب بحفظها.
فالصلاة أمانة, وكذلك الصيام, والزكاة, والحج, وبر الوالدين, والصدق في التعامل مع الناس, وطاعة ولي الأمر… إلى غير ذلك من أنواع الأمانات.
[ad id=”1177″]
ومن أعظم الأمانات أمانة الكلمة, وقد أكد الإسلام على خطورة الكلمة، فبكلمة -أيها المسلم الحبيب- تدخل دين الله، وبكلمة تخرج من دين الله، وبكلمة تنال رضوان الله، وبكلمة تنال سخط الله، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة واللفظ للبخاري أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يُلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم).
وها نحن مقبلون على أمر عظيم تتوقف عليه نهضة بلادنا ألا وهو (الانتخابات الرئاسية) فهذه شهادة وأمانة سنسأل عنها أمام الله عز وجل يوم القيامة, قال تعالى: {وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}الآية [البقرة: 283], فيجب على كل مصري أن يؤدي هذه الأمانة بما يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
أسأل الله عز وجل أن يحفظ بلدنا مصر, وأن يجعلها أمنًا أمانًا سخاء رخاء, وسائر بلاد المسلمين