كتبت/مرثا عزيز
لا يفرق الإرهاب بين مصلين أبرياء ذهبوا لتقديم العبادة لرب الخلق وبين عسكريين يواجهونهم.. كما لا يفرق بين كنيسة ومسجد.. فبوحشية وجرم اعتاد عليه أصحاب الضمير الدموى الذى لا يرويهم سوى مشاهد الدماء تم استهداف أقدم كنيسة فى الكاتدرائية والتى يزيد عمرها عن 100 عام.
استهدف الإرهابيون بدماء باردة ووحشية مقيتة الكنيسة البطرسية فى العباسية، والتى يعود تاريخ بناءها إلى عام 1911 تخليدا لذكرى رحيل بطرس غالى باشا، حيث تم بناءها فوق ضريحه وتولت عائلته وقتها تكاليف بناءها، ويوجد حتى الآن مدفن خاص بالعائلة أسفل الكنيسة.
وبالإضافة إلى جثمان “بطرس غالى باشا”، يرقد جثمان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بطرس بطرس غالى، الذى وافته المنية فى فبراير الماضى.ولهذه الكنيسة أهمية خاصة من الناحية الفنية والتاريخية، فلقد بنيت على الطراز “البازيليكى” ويبلغ طولها 28 مترا وعرضها 17 مترا، ويتوسطها صحن الكنيسة، مكان تجمع المصلين، الذى يفصل بينه وبين الممرات الجانبية صف من الأعمدة الرخامية فى كل جانب.وقد تولى تصميم المبانى والزخارف مهندس السرايات الخديوية “أنطون لاشك بك”. فى عام 1924، قرر نظار وقف الكنيسة، عمل مسابقة بين فنانين تشكيلين عالمين، لتصميم زخرفة حوائط الكنيسة، وفاز البروفيسور “بريمو بانتشيرولى” الإيطالى الجنسية بالجائزة الأولى، حيث يعلو صف الأعمدة داخل الكنيسة مجموعة من الصور التى رسمها ” بابتشيرولى”.وأمضى الرسام الإيطالى الشهير خمس سنوات فى تزيين الكنيسة بهذه اللوحات الجميلة والتى تمثل فترات من حياة المسيح والرسل والقديسين.وتضم الكنيسة العديد من لوحات الفسيفساء التى قام بصناعتها ” الكافاليرى أنجيلو جيانيزى” من فينسيا مثل فسيفساء التعميد، والتى تمثل السيد المسيح ويوحنا المعمدان فى نهر الأردن، ويوجد أمامها حوض من الرخام يقف على أربعة عمدان، كما توجد صورة بالفسيفساء فى قبة الهيكل تمثال للسيد المسيح العرش وعلى يمينه السيدة العذراء وعن اليسار “مارمرقس الرسول”.وتضم الكنيسة 9 أبواب، يؤدى الباب الرئيسى إلى الرواق الأوسط الذى ينتهى إلى سلم آخره ضريح بطرس باشا، الواقع تحت أرض الكنيسة،
وخصصت مساحته لدفن كل أفراد العائلة به.
وفى عام 1960 قام المهندس واصف بطرس غالى، بتصميم امتداد جديد للكنيسة، شمل إلغاء الثلاثة مداخل المطلّة على شارع رمسيس، واستبدالها بباب واحد يفتح على صحن سماوى محاط بثلاثة أروقة، بها مقر جمعية الآثار القبطية، وقاعة السيدة صفا التذكارية، نسبة لزوجة بطرس باشا غالى، والمتحف الذى يحتوى على مقتنياته.
وقام البابا كيرلس الخامس، بتكريس وافتتاح الكنيسة فى حفل حضره مندوب الخديوى عباس حلمى وكبار رجال الدولة والطائفة. وفى عام 1922، قام نظار الوقف بشراء الأراضى الموجودة حول الكنيسة بشارع رمسيس، لضمان عدم إقامة عقارات قرب الكنيسة وتشويه منظرها.