[ad id=”1177″]
التلوث مشكلة خطيرة يهملها المجتمع وتحتاج لجهود كبيرة وتوعية وقوانين وطرق لتنظيم للتخلص من هذه
الظاهرة والحد منها
هل يدرك مجتمعنا مدى خطورة التلوث بكافة جوانبه
من تلوث الغذاء والهواء والتربة والضجيج والحراري والإشعاعي والضوئي والسمعي وغيرها
لنتحاور مع ا.د. حسن شحاتة ونناقش موضوعي
التلوث البيئي
البداية مع الأستاذة روعة محسن الدندن
ــــ دكتور حسن في البداية أحب أن نأخذ فكرة عن معنى التلوث البيئي؟
ــ ا د حسن شحاتة
التلوث البيئي هو من أصعب المشكلات ومن أخطر الأمور التي تواجه الانسان مع نهاية القرن العشرين وبداية القرن والحادي والعشرين..
والتلوث بمفهومه العام هو الحاق الضرر والأذى بالبيئة وعناصرها مما يخل بالتوزونات الموجودة بها مما يؤدي إلى حدوث أضرار فادحة لكافة الكائنات التي تعيش في البيئة
وفي الحقيقة..فان التلوث قد أصاب كل شيء…فما من شيء الإ وقد شابه شيء من التلوث…فالهواء الجوي تلوث..والمياه تلوثت…والمزروعات تلوثت…حتى أن التلوث قد أصاب الجمادات…والأكثر من ذلك أصاب الأمور المعنوية…فنحن نسمع الآن عن التلوث البصري والتلوث الأخلاقي…وغيرهما كثير
“””””””””””””””””””””””””””””””””
ـــــ. نعاني من تلوث الهواء والماء والتربة والضجيج والمواد الكيماوية في الأغذية وانتشار هذا التلوث هل يعلم مجتمعنا خطورة هذا التلوث أم أنه يعاني التخلف في إدراك هذا التلوث وخاصة انتشار التلوث الحراري والضوئي والإشعاعي؟
بقلم الأستاذ الدكتور أ.د ا.د. حسن شحاتة
[ad id=”1177″]
في الحقيقة…فإن تلوث الهواء يعد من أخطر أنواع التلوث…وأنا لي كتاب بعنوان:”تلوث الهواء .. القاتل الصامت “
نعم فربما تنفس الإنسان غاز خانق عديم الرائحة مما يؤدي إلى اختناقه وموته…
وأحب أن أوضح شيئا مهما…
أن الله سبحانه وتعالى خلق لنا بيئة صحية مناسبة لحياة أمنة للانسان وكافة الكائنات…ولكن الإنسان نتيجة ممارساته غير الرشيدة أضر وأفسد كل شيء…
فالهواء الجوي النظيف مكون من مجموعة من الغازات أهمها غاز النتروجين وغاز الأكسجين وغاز أول اكسيد الكربون وغاز ثاني أكسيد الكربون وبعض الغازات الآخرى بنسب ضئيلة جدا
فنجد مثلا غاز أول أكسيد الكربون فهو غاز سام…وخطورته تكمن في أن قدرته على الإتحاد بهيموجلوبين الدم تفوق قدرة الأكسجين بحوالي 300 مرة ..ولكن ومن حكمة الله سبحانه وتعالى أنه موجود بنسبة 0.00001%…وهي نسبة ضئيلة جدا إذا قورنت بغاز الأكسجين اللأزم للتنفس والذي تصل نسبته إلى حوالي 20.8% .وبالتالي وعند هذه النسب يصبح غاز أول أكسيد الكربون مهمل مقارنة بالأكسجين..وبالتالي وعند هذه النسب لايسبب اي مشاكل صحية تذكر لأن نسبته تكاد تكون مهملة…ولكن نتيجة النشاطات الصناعية وعوادم السيارات زادت نسبة وجوده في الهواء الجوي حيث تصل في بعض الأماكن إلى نحو 0.01%…وهي نسبة عالية وبالتالي تؤثر وتقلل من نسبة الأكسجين…حيث تزداد نسبة أول أكسيد الكربون في الدم علي حساب الأكسجين…مما يؤثر علي كمية عاز الأكسجين الواصلة للمخ والخلايا…
وهنا تبدأ أعراض تسمم الدم بأول أكسيد الكربون..والتي نلخصها في التالي:
– الشعور بالصداع
– الشعور بالغثيان
– الشعور بالدوخة
– الشعور بالإختناق
– الشعور بالإرتباك والتوتر
وهي أعراض يعاني منها سكان المدن المزدحمة بالسيارات حيث الاختناقات المرورية وعودام السيارات الكثيفة الغنية بغاز أول اكسيد الكربون
“””””””””””””””””””””””””””””””””
ــ التلوث السمعي و البصري أظن أن وقع الإسم يبدو غريبا للبعض فهل يمكن أن توضحه معاليك؟
ــــ أد حسن شحاتة
.التلوث السمعي هو التلوث الضوضائي…
والضوضاء هي الأصوات غير المرغوب فيها عالية الشدة…
وتقاس شدة الأصوات بوحدة تسمي الديسيبل
والأصوات حتي 30 ديسبل تعتبر آمنة وغير ضارة
ولكن إذا وصلت شدة الأصوات إلى أكثر من 70 ديسبل فإنها تصبح ضارة وتسبب الآذى للإنسان..
وتطلق كلمة التلوث عندما يحدث الضرر والآذى..
فالتلوث الضوضائي هو تلك الاصوات العالية التي تسبب الآذى والضرر للإنسان…
وفي الحقيقة فإن التلوث السمعي أو الضوضائي هو مسؤول عن إصابة الإنسان بالكثير من الأمراض…
فقد أثبتت الأبحاث والدراسات الطبية الحديثة مسؤولية الضوضاء عن إصابة الإنسان بقرحة المعدة…
ياااااه قرحة المعدة؟؟؟!
نعم الضوضاء مسؤولة عن ذلك
وسوف أوضح ذلك في السطور التالية
ــــ. تتجمع الأصوات عالية الشدة من خلال صيوان الآذن…ثم تنتقل عبر الألياف العصبية إلى الخلايا العصبية بالمخ…فتؤثر عليها وتهيجها…مما يجعلها تعطي إشارات خاطئة لأجهزة الجسم المختلفة…فتعطي إشارة خاطئة للمعدة ..التي تزيد من إفرازاتها الحمضية…مما يؤدي إلى تأكل جزء من جدار المعدة مسببة ثقب بهذا الجدار وهو ما يعرف بقرحة المعدة
[ad id=”1177″]
ويقال نفس الكلام…حيث تصل اشارة خاطئة للبنكرياس مما يؤثر سلبا علي إفراز الأنسولين…مما يسبب إصابة الإنسان بمرض السكر…
ومما تجدر الإشارة إليه ارتفاع نسبة الإصابة لمرض السكر بين الشباب والأطفال…بسبب ممارساتهم الخاطئة وتعرض الأذن الأصوات العالية الصدرة من الإستريو والد ج ي وغيرهم
كما تؤثر تلك الأصوات العالية سلبا على الشرايين والأوردة وتجعلها تنقبض وتضيق مما يؤثر على انسابية الدم خلالها مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم …ومما يلاحظ ارتفاع الضغط بين شباب اليوم…علما بأنه في الماضي كان هذا المرض يصيب كبار السن فقط نتيجة تصلب شراينيهم مع تقدم عمرهم
“””””””””””””””””””””””””””””””””
ـــ نحتاج أن يعرف المجتمع والعامة أضرار هذا التلوث للحد منه كيف يمكننا ذلك؟
التلوث الضوضائي له تأثيرات نفسية وسلوكية على الأفراد…فهو يتسبب في حالة الإرتباك التي يعاني منها البعض…كما أنه يتسبب في شعور البعض بعدم الإنسجام ويسبب حالة من القلق والتوتر…وربما نلاحظ ذلك في تعاملات الناس مع بعضها…حيث يسود بينهم العنف والتحفز والمشاحنات لأتفه الأسباب بعكس الماضي حيث كان يسود الحب والتفاهم بين الناس..وأنا أوكد هنا على مسؤولية الضوضاء عن تلك السلوكيات
وإذا انتقلنا إلى تلوث الغذاء…فالكلام يطول…
فأساليب الزراعة الحديثة قد أضرت بالمزروعات من خلال الإسراف في الأسمدة الكيميائية والإسراف في رش المبيدات…ناهيك عن ري المزروعات بمياه ملوثة بعناصر كيميائية خطيرة مثل العناصر الثقيلة التي تتغلغل في أوراق وثمار وأنسجة النباتات..وعندما يتناول الإنسان هذه الثمار أو المزروعات الملوثة فإن تلك العناصر الثقيلة تترسب في بعض أعضاء الجسم مثل الكلية أو الكبد…وللأسف فان الجسم لا يمكنه التخلص من تلك العناصر الثقيلة… مما يؤدي إلى ترسبها في أعضاء الجسم…ومع الوقت تزداد تركيزاتها مما يصيب العضو بالفشل…مسببة الفشل الكلوي أو الفشل الكبدي…أعازنا الله واياكم من جميع الأمراض
ولا ننسي خروج المرآة الي العمل…وما تبع ذلك عن غيابها عن البيت لفترات..مما جعل الأسرة تعتمد بصفة أساسية على الوجبات سابقة التجهيز …أو المنتجات الغذائية المصنعة أو المعلبة…وجميعها أغذية في منتهي الخطورة لما تحتوية من مواد حافظة غير أمنة صحيا أو احتوائها على ألوان صناعية محرمة دوليا أو نكهات ومكسبات طعم كيميائية لها تأثيرات خطيرة على أجهزة جسم الإنسان المختلفة
كذلك أحظر من العصائر المعلبة…لأنها غير أمنة على صحة الإنسان وأنصح بالإعتماد علي العصائر الفرش الطازجة
وعندما نتحدث عن تلوث المياه…نستطيع أن نؤكد أنه ليس هناك مياه صحية يمكن الوثوق بها…حتى زجاجات المياه المعدنية التي تباع على أنها صحية…فهي غير أمنة بل وملوثة …فلقد وردت إلى معاملنا 6 أنواع من زجاجات مياه معدنية أو صحية لشركات مختلفة وأتضح احتوائها على أنواع من البكتيريا والطحالب وغيرها مما يؤكد من خطورتها ويجعلنا نوصي بإستخدام مياه الصنبور بديلا عنها
وكما هو معلوم أن مياه الشرب قد تختلط بمياه الصرف في بعض المناطق…مما يجعل هذه المياه ذات آثر خطير على الإنسان وصحته
ــالأستاذة روعة
. لماذا إذا الدولة على تقوم على تهيئة مصارف المياه بعيدة عن المياه التي يستخدمها الإنسان للحد من هذه الخطورة؟
ونشير إلى التجاوزات التي تحدث من بعض القائمين على مشروعات تسمين الماشية حيث يعمدون إلى حق الماشية بأنواع معينة من الهرمونات بهدف أن تزيد من لحومها أو من أضرارها للبن…وفي الحقيقة فإن هذه الهرمونات تسبب سرطنة لحوم وألبان تلك الماشية مما يجعلها سببا لإصابة من يتناولها بالأمراض الخطيرة
ـــالأستاذة روعة
ـوحتى النباتات التي يتم حقنها بالهرمونات لتحسين إنتاجها تدخل في هذا الباب أيضا؟
ومن الملاحظ انتشار أمراض السرطانات بأنواعها المختلفة غي عصرنا هذا مما يؤكد مسؤولية التلوث البيئي بكافة صوره عن انتشار هذه الأمراض بعكس زمان أبائنا وأجدادنا الذين لم يعرفوا هذه الأمراض ولم تكن منتشرة بينهم مثل الآن
[ad id=”1177″]
ــ الأستاذة روعة
لدي سؤال من ضيوفي دكتور
سؤالي للضيف الكريم ما مدى خطورة التلوث على البيئة خلال الأعوام القادمة وماهو الدور الذي تقوم به الجهات المختصة للتوعية بخطورة التلوث على صحة الفرد والمجتمع ؟؟
أ.د حسن شحاتة
بصراحة شديدة…فإن الأرقام والإحصائيات لا تبشر بخير…فمعدلات التلوث مازالت مرتفعة
وبالنسبة للدور الذي يمكن أن يساعد في التقليل من مخاطر التلوث…
فأنا أقول أن هناك دور للدولة ودور للجامعات والمعاهد البحثية ودور للأفراد والمواطنين…
نبدأ أولا بالدور الذي يجب أن تلعبه الدولة …وسوف أتخذ من مصر مثلا نتحدث عنه…فلقد استشعرت مصر أهمية البيئة والحفاظ عليها وأدركت مدى خطورة التلوث البيئي فأنشأت جهاز شؤن البيئة…ثم أنشأت وزارة لشؤون البيئة…وهذا شيء جيد أن تكون هناك وزارة بكل مؤسساتها للحفاظ على البيئة …وفي الحقيقة فإن الوزارة في سنواتها الأولى أصدرت القانون رقم 4 لسنة 94 … وهو من أروع وأشمل القوانين التي صدرت في شأن البيئة…ولكني أزعم أنها غير منفذ أو مطبق بسبب تجاوزات الأفراد وحيلهم المختلفة للهروب من الإلتزام بما اقره القانون لمصلحة الناس والبيئة…
دور الجامعات ومعاهد البحث العلمي…
في الحقيقة فإن هناك عشرات من رسائل الماجستير والدكتوراة التي تتصدى لبعض مشكلات البيئة..فهناك رسائل تتناول معالجة المياه وتنقيتها من العناصر الكيميائية الضارة…وهناك رسائل تتناول قضايا تلوث الهواء وغيرها…
كما أن الجامعات تنظم العديد من المؤتمرات التي تهتم بالبيئة ومشكلها وتنميتها…كما أنها تنظم العديد من الندوات التثقيفية بهدف نشر الوعي البيئي…
ثم يأتي دور الفرد…وهو أهم وأخطر الأدوار على الإطلاق…لأن الإنسان بسلوكياته الخاطئة هو المسؤول عن تلوث البيئة وتدهورها
ولذلك أنادي بنشر الوعي البيئي بين المواطنين… وأن يكون للإعلام دورا مهما في هذا المجال…وأن تشارك الدراما السينمائية والتلفازية والمسموعة في إعداد برامج وأفلام ومسلسلات هادفة توضح للناس السلوكيات الخاطئة الصادرة عنهم وتوجههم لما هو صحيح ومفيد لصحتهم وبيئتهم
[ad id=”1177″]
الأستاذة روعة
وأنا لايسعني الإ أن أشكرك دكتور ا.د. حسن شحاتة لهذا الحوار الأكثر من رائع والقيم من خلال معلوماتك وأشكر معاليك لقبول دعوتي وأرجو أن أكون وفقت في حواري مع أستاذي
لك مني أرق التحيات وألف شكر لحضرتك
أ.د. حسن شحاتة
حضرتك قامة إعلامية كبيرة…وأشكرك على أسالتك التي غطت الموضوع من جميع جوانبه…وأرجو أن أكون قد نجحت في توصيل ولو معلومة صغيرة للسادة الضيوف الكرام…
خالص تقديري واحترامي وامتناني لشخصك الكريم معالي الأستاذة روعة محسن الدندن.. وللسادة ضيوفك الكرام…وأشكركم لتحملك لي كل هذه الفترة
الأستاذة روعة
صدقني موضوعنا له بحث كبير ومناقشة أوسع وأتمنى أن نكون وفقنا في توصيل موضوعنا كما يجب وحضرتك أنرت بهذا اللقاء
وإستفدنا من علمك أستاذي
الأستاذ حسن شحاتة
معلومة…بل نصيحة .. أوجهها لكل إنسان …وأرجو إضافتها في ختام حوارنا…وهي:
“الأ تعتاد نمط غذائي ثابت”
غير من طعامك…
لا تفطر كل يوم نفس الطعام…
أكثر من تناول البصل والثوم
الأستاذة روعة
أشكر كل من تابعنا وكل من شاركنا وأشكر المسؤولين الذين تابعوا الحوار وتواصلوا معي
وأصدقائي في جامعة العرب للثقافة والأدب
لكم مني كل الحب والود أصدقائي
روعة محسن الدندن
[ad id=”1177″]