[ad id=”1177″]
بقلم الشيخ السيد العباسي
ابدأ كلماتي بمقولة ..
العلم نور والجهل ضلال.
واذا اردنا أن نسأل عن أي بلد أو مجتمع عرفناه من علمائه ومفكريه .
ولكن كلماتي اليوم عن شمعة مضيئه تنير الدرب لجميع الأجيال .
وهو السفينه التي تبحر في بحور المعرفه لينهل الطلاب منها .
وهو …المعلم…
وككل سفينة تحتاج الي قبطان شجاع وقائد وقدوه يعمل علي قيادتها والإبحار بها للوصول الي شاطئ الأمان .
وإن صلاح الأرض يُصلح الزرع وفسادها يُفسد الزرع …والمعلم الصالح يزرع كل ماهو جميل في نفوس الطلاب .
أما الفاسد فهو يفسد ويدمر المجتمع بأجمعه .
فالمعلم هو قائد السفينه فمنه تعلم القاضي والشرطي و الطبيب والمهندس والموظف .
ولذلك فهو يتولي مسئوليه عظيمه وهي تغذية العقول بالفكر والثقافه والمعرفه ويقوم بتنشأة الأجيال ليخدموا أنفسهم ويرفعوا شأن دينهم ووطنهم .
[ad id=”1177″]
فالأمم تُعرف بمعلميها وقد كان للمعلم قدر كبير عند السلاطين والأمراء فلاتكاد تخلوا المجالس منهم لأنهم هم المعلمين والمربين لأبنائهم وكانوا يستشيرونهم في أمر دينهم ودنياهم .
فقد جلس الكسائي العالم والمعلم في وجود الأمير هارون الرشيد .
فقال له هارون من أفضل الناس ياكسائي ؟
فقال الكسائي أو غيرك يستحق الفضل ياأمير المؤمنين !
فقال له الأمير إن أفضل الناس من يتسابق ابنائي الأميران الي الباسه خفيه..أي حذاءه..
ولنعلم… أن أول مانزل علي الحبيب النبي من القرآن هو ..إقرأ..
وقال الله تعالي ..وقل رب زدني علما..
إن لكل معلم هيبته سواءا امام المسجد أو معلم المدرسه ولانريد أن نقول لقد تدهورت مكانة وهيبة المعلم في المجتمع وربما أصبحت مهنته مصدر تضجر .
ولو سألناه عن همومه سيقول .
مايعانيه من هموم من فقدان قيمته في المجتمع فهل اصبحنا نري ولي أمر الطالب والطالب يعطون له حقه من الاحترام والتقدير !
فكيف نريد منه الاخلاص والصدق في عمله الا اذا رأي الاحترام والتقدير ..
[ad id=”1177″]
ولننظر الي هذا القاضي النبيل .
الذي أتته قضيه وكان يحكم فيها ولما رأي طرفي القضيه وقرأ الأسماء .
اذا به ينزل من منصة القضاء ويُقبل يد المُدان الذي عليه الدين ؛ فتعجب الرجل وكان معلما وتعجب الحاضرون وقام بدفع المبلغ له .
فتعجب الحاضرون أكثر لماذا فعلت ذلك ؟
فقال هذا الرجل لايذكرني ولكنني أذكره فقد كان سببا في اعتلائي منصة القضاء فهو استاذي في المدرسه وهو الذي حببني في التعليم وانا احفظ له الجميل ولاأنساه ابدا .فأي احترام وتقدير هذا فلم يتردد لحظه في النزول من منصته وتقبيل يده وهو يستحق ذلك فما كان الوزير والقاضي والطبيب لولا المعلم بفضل الله .
وأقول لأولياء الأمور اذا كنت تخاف علي ابنك ومستقبله فعليك بتوقير المعلم واظهار الإحترام له امام ابنك .
وإن رأيت عقابا من المعلم لولدك فلايتغير حالك ولاتنهار ولاتهين المعلم اذا كان له الحق في معاقبة ابنك
.وأقول للمعلم.
عليك أن تكون نعم القدوه في مهنتك لأنها أرقي الوظائف والمهن فلاتفعل افعالا كما نري من بعضهم من يستهتر بأفعال فيها اهانه لكل معلم أو تتلفظ بلفظ يهين مهنتك أو يكون همك جمع المال والدروس الخصوصيه مما يزيد من أعباء ولي الأمر
وذلك ..لأن كل كلمه وكل فعل محسوب عليك لأنك تحت منظار المجتمع كله فأنت المُربي والمعلم .
وانصح كل وسائل الإعلام بأن تتقي الله في قيمة وقامة المعلم وإظهاره في صوره جيده طيبه بدلا من الاستهزاء والتقليل من شأنه
وعلينا ..
اذا اردنا علو الشأن ورفعة الوطن والوصول الي أعلي مكانه فلن نصل الا بالعلم ولن نصل الي العلم الا باحترام أهل العلم
لأن المعلم مقياس تقدم الأمم
[ad id=”1177″]