[ad id=”1177″]
بقلم الاديبة / رولا حسينات
وقت الغروب يا صغيرتي لي معك ألف حكاية، ربما تذكرينها، وربما قد نسيتين! والحمرة تنغمس في خديك تذوب فيّ ما تبقى من عاشقٍ توسد الغياب، وراق له الغروب…الغروب الذي رفلت فيه شمسك بثوبها الخجل من ليل امتهن التهام معشوقته قطعةً قطعةً، وتفنن بمجون الحبِّ واستباح طي الدفاتر العائمة فوق موجه ومراسيل التائهين… وهي بتيهها تحلُّ جديلتها وتتحلل من ثوب الحياء… لتبيت في حجره يتسامر وإياها، وهالة من نور ترمي شباكها على حجرتهما، وغطائهما السماوي… يروي لها فوق سرير من غيوم قصص العاشقين، ويصيد لها أنجم الصائمين ، ويتسامران على من تبقى من مهوسيين بجمع ذهبك الأحمر من فوق موج قد غشيه موج ومن فوقه سحاب… قبل المغيب يا حبيبتي تتمايل شمسك فوق صفحة البحر الرائق مخليةً ألف قتيل وقتيل، وتمضين مثلها بسهمك وكأنما تصَّعد عليه أرواح البائسين…
[ad id=”1177″]
وتغيبين بين الصفحات، وتحصدين أعناق الأقلام، وتنثرين ما في المحابر من كلمات مسجونة، وأحلام مرسومة على لوحة الغياب، وتعتصرين حزناً على الباقين على ذكراك عند الشطآن، وقد انحسر المد وغاب المداد وتبقين… أما دروا أن عاشقك المجنون…يئن تحت سياط الفراق…؟ ويديرون رحى القصائد…وصفاً لسقيم عليل، ومن منا السقيم يا رفيق؟ أما استمهلوا الفراق ولو ساعة…أريق على بابك المسجور دماء العشق؟ وأنت يا صغيرتي…تبصرين من شق رفيع في الغياب صوري المنكسرة وتكتحلين! وقد خبأك عاشق مجنون بين ثناياه… فلم يبصر أيٌّ منّا سنن الأولين… على أيِّ فتيلٍ من مودةٍ أُرقيك… فتنسل منه قطرات من دمائي، وتناديك…؟ على أيِّ أدراجٍ من ذكرىً ناعسةٍ أجرُّ راحلتي وأبكيك…؟ يناديني حبٌّ مجنون، ويكويني ولهٌ مفتون وأبقيك…
[ad id=”1177″]
كفي عن دلالك، وفارقين… كما تفارق الشمس التي كانت تذيبنا بهجيرها حين ينصت الكون إلى قيثارة الحب الأزلي… ويسود الصمت، وتبقى حبات العرق كخمرة تتساقط في كؤوس، كؤوس من مدام عشقك الأبدي… عن أي عشق أبحث وأنت لي الدفاتر العائمة فوق موج البحر… وعلى أجنحة الريح وفوق وسائد الغمام… يا مدادي لم أسقيتني الفراق وغبت… وسلبتني كل ما زرعناه معا… ما أنبتناه معا… ومضيت… تختالين بمشيتك بمسامير الفراق على قلبي الجريح… فيحيل البحر المالح إلى دم حلو أريق على غياب الأحبة… وتصلبت كل مفاصل الحنين… وغلّقت كلُّ صنابير العشق… وجف الحبر في الدواة… وبقيتُ عند كانون شتوي يُذيبني على كل ذكرى حلوة كانت بيننا… وتلفحني زفرة كانون فتحيلني تمثالا من آهات… أيُّ وحش سلمتِه أمرك ليلتهمك وأنت تنظرين؟؟ وخليت العاشق يشعل كل فتيل يسوق له الشوق ولو بفاتورة في جسده السقيم…
[ad id=”1177″]