[ad id=”10069″]
تحقيق سحر الشربيني
يعتبر شئ طبيعي مع أنه محزن للغاية أن نسمع عن حالات الشذوذ الجنسي بالمدارس بين الأولاد والبنات البالغين ؛ لكن أن يقوم بممارسة هذا السلوك الشاذ أطفال صغار بمدارس إبتدائية سواء خاصة أو حكومية فالأمر ليس قاصراً على فئات بعينها فهذا ما يدعونا لدق جميع أجراس الخطر ومناقشة الأمر بجدية وعمق ومعرفة أسبابه وعلاجه وطرق اكتشافه وتصرف المدراس إزاء هذه الحالات لأن الأمر قد تعدى من كونه حالات فردية وأصبح ظاهرة لا يجب أبداً التستر عليها كما يحدث من قِبل إدارات المدارس خوفاً من الفضيحة وحفاظاً على سمعة المدارس والمناصب دون الالتفات للصغار وما يمكن أن يحدث لهم في المستقبل من جراء هذه الممارسات الشاذة , فعندما تحدث هذه الأمور بين أطفال الشوارع سيكون لها أسبابها ودوافعها المعروفة ؛ ولكن أن تحدث في المدارس الموكل إليها بالتربية والتعليم وفي هذا السن الصغير فهذا ما يدعونا للاستفسار عن سبب ذلك فهل هو مرض نفسي أو عضوي يصيب الطفل ؟ أم أنه شاهد الأبوين في حالة خاصة ويحاول التقليد ؟ أم أن براءة ونقاء الأطفال قد تم اغتيالهما على أيدِ التليفزيون والدراما الفاضحة والأغاني الهابطة والإنترنت .
فقديما عند اكتشاف مراسلات بين طفلين في عمر الزهور كنا نضحك ونقول إنها مشاعر أخوية بريئة فهل نستطيع أن نقول ذلك الآن ؟
رسالة جنسية من تلميذ إلى زميلته بالصف الثاني الإبتدائي
تقول مس نيرمين المدرسة بإحدى المدراس التجريبية الإبتدائية بالقاهرة ضبطت مراسلات ورقية بين تلميذ وتلميذة في الصف الثاني الإبتدائي بالكاد يعرفون القراءة وكشفت المراسلات عن وجود حالة عاطفية بين الطفلين وفي نهاية الكلام كان يوعدها بالزواج عندما يكبر وإلى الآن يبدو الكلام طبيعياً إلى حدٍ ما لكنني قد صُدمت بعد ذلك من الكلمات الجنسية في الرسالة والتي تشير إلى ميول جنسية غير سوية عند الطفل .
الممارسات الجنسية بين التلاميذ في دورات المياة
وفي دورات المياة بالمدارس يحدث ما تشيب له الرؤوس فقد شكى أحد التلاميذ بإحدى المدارس الإبتدائية الحكومية بمحافظة الشرقية وهو يبلغ من العمر تسع سنوات أن زميله في الفصل وهما في حمام المدرسة خلع بنطلونه وأمسك بعضوه الذكري وطلب منه هو الآخر خلع البنطلون لكي يغششه في الإمتحان ولكنه على حد قوله خاف منه وجرى دون أن يعلم أي شئ عن سبب طلبه هذا وعندما رجع التلميذ إلى بيته و قص على والدته ما حدث ذهبت في اليوم التالي وهي مذعورة إلى المدرسة وطلبت من ابنها أن يحكي لمدير المدرسة ما حدث له فثار المدير واستنكر واتهم الأم بأنها تريد ( الشوشرة ) على سمعة المدرسة وظل يعطي لها محاضرة عن أخلاق تلاميذه ولم يتخذ أي إجراء ضد التلميذ حتى ولو باستدعاء والدته لمعرفة ظروفه المحيطة ولم يخشَ أن يكون هذا الفعل متكرراً في مدرسته وربما يوجد أطفال حدث معهم نفس الموضوع وخافوا أن يفصحوا به وكل ما استطاعت أن تقوم به الأم هو نقل ابنها إلى مدرسة أخرى وقد لا تنتهي المشكلة عند هذا الحد خاصة إذا كانت المدرسة الجديدة المنقول إليها التلميذ تدار بنفس الأسلوب التربوي الذي تدار به المدرسة السابقة مما يعني أن الظاهرة موجودة في جميع المدارس وإن كانت بدرجات
وفي إحدى المدارس الإبتدائية الخاصة بإحدى المدن الجديدة قالت تلميذة بالصف السادس أن زميلتها بنفس الصف وهما في حمام المدرسة نادتها بحجة قفل السوسته لها وأغلقت باب الحمام وبدأت تتحسس جسدها بشكل مشين وهي تقول لها ستحسين بشئ ممتع جداً وعندما حكت ما حدث لإحدى المدرسات بالمدرسة استدعت التلميذة التي بكت بكاءً حاراً قائلة : أن الخادمة هي التي علمتني هذه الأمور فكانت تقوم بتحسسي ثم تطلب مني فعل ذلك حتى اعتدت على الأمر وصرت أطلبه وأبحث عنه .
وحكت لي إحدى الأمهات أن صغيرها عاد ذات يوم من المدرسة وكان يمشي بطريقة غريبة ويتحسس نفسه من الأمام والخلف كل فترة وانزوى في غرفته رافضاً الأكل وبعد محاولات مستميتة منها لمعرفة السبب فوجئت به يقول بأن زميله الأكبر منه بالصف الخامس الإبتدائي وبينما كان في الحمام فتح الباب وحمله وطلب منه أن ينظر إلى مكان الكاكا ( البراز ) ثم أدخل إصبعه فيه وعندما صرخ ضربه وهدده إذا قال لأحد سيضربه ضرباً مبرحاً حتى الموت
فهل يمكن أن يتواجد لدى الأطفال هذه الميول الجنسية الشاذة والغريزة لديهم مازالت كامنة ؟
[ad id=”10069″]
وقال أحمد هلال استشاري الطب النفسي هناك أفلام كارتون للأطفال تحتوي على إيحاءات جنسية تغرس في الأطفال قيماً لا تتفق مع المجتمع المصري في ظل عدم وجود رقابة كافية من الأسرة وأشار هلال أن صناعة أفلام الأطفال يسيطر عليها اليهود الذين يشنون حرباً شرسة على النشأ من خلال الأفلام التي يصدروها لنا وعلق على هذه الأفلام مع غياب الرقابة مسئولية انتشار التحرش بين الأطفال في المدراس
يقول الدكتور أحمد عبدالله أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق أن الشذوذ الجنسي ناتج عن عدم التوجيه الصحيح من الأسر للمفاهيم للأطفال منذ سن الطفولة والطرق غير الصحيحة التي تمارسها الأمهات عند تبديل ملابس أطفالهن ومداعبتهم في هذه الأماكن كنوع من اللهو وهو ما يعتاد عليه الأطفال حتى البلوغ
[ad id=”10069″]
ما التصرف الأمثل للمدرسة عند اكتشاف حالات الشذوذ والتحرش بها ؟ تقول إيمان جوده الأخصائية الإجتماعية أول شئ يجب اتخاذه هو إبلاغ ولي الأمر وتواجهنا دائماً مشكلة أن بعض أولياء الأمور يستنكرون ويرفضون التصديق وهذا ما يؤخر حالة أولادهم ويجعلها تتدهور للأسوأ , ثانياً يجب على ولي الأمر أن يفهم ابنه ألا يلمسه أحد سوى ماما وبابا والدكتور ونعمل سلسلة من الندوات بالمدرسة بحضور أخصائي نفسي وأحد الشيوخ لترغيب الطفل وترهيبه من ناحية الحرام والحلال ويجب إنذار الطفل إذا قام بممارسة هذا العمل مرة ثانية سيتم استبعاده من المدرسة أو نقله إلى مدرسة بعيدة ومن أهم الأشياء التي فقدناها بمدارسنا وجود عاملة خاصة بالحمامات تقوم بالإطمئنان على الأولاد إذا تأخروا بداخل الحمام ولا تسمح بدخول تلميذين معاً .
كيف نحمي أطفالنا من التحرش ؟ وكيف تعرف الأم أنه تعرض لهذا الحادث الأليم ؟وكيف تتصرف إن وقع بالفعل ؟
يقول دكتور محمد شريف استشاري الطب النفسي وعضو الجمعية المصرية للطب النفسي
علمي طفلك أن هناك أجزاء خاصة من جسمه لا يصح أن يلمسها أحد وأن عليه أن يصرخ إذا حاول أحد لمسها , أجيبي عن أسئلة طفلك عن الجسد أو الجنس وهناك مقالات وكتب تتناول هذه النوعية من أسئلة الأطفال وكيفية الإجابة عنها بطريقة تناسب سنه ,
علميه ألا يدخل أحد عليه وهو يقضي حاجته أو يبدل ملابسه إلا ماما ,
اعرفي من يقضي طفلك معه الوقت واحرصي على عدم تركه مع الغرباء فترة طويلة ,
افتحي قناة للحوار مع طفلك واسأليه عن يومه في المدرسة أو مع الخادمة ,
[ad id=”10069″]
حافظي على التواصل مع المدرسة للتعرف على أي تغيير يطرأ على سلوكه
ويستطرد دكتور شريف وهناك بعض العلامات التي تجعل المربي يشك أن الطفل قد تعرض للإساءة الجنسية ومنها خوفه من شخص أو مكان أو أنشطة بشكل ملفت رغم أنه لم يكن يخافها من قبل ويكون رد فعله غريباً عند سؤاله إن كان أحد قد لمسه , ويقوم أحياناً بعمل رسومات تحتوي على إشارات جنسية , وحدوث عدوى جنسية أو تغير في الشرج أو الأعضاء التناسلية ,ومحاولة إجبار غيره من الأطفال على أفعال جنسية , وصعوبة في المشي أو الجلوس , والمعاناة من الكوابيس واضطرابات في النوم , وتغير ملحوظ في شهيته
, واضطراب حالته المزاجية ونوبات الرعب والغضب والبكاء الشديد والميل للعزلة والإنطواء , والقيام بحركات عاطفية عنيفة كأن يقبلك فجأة أو يكشف عن أعضائه الحساسة , وتغير عاداته في استخدام الحمام , وظهور جروح أوكدمات وطفح جلدي على جسمه دون وجود سبب واضح , ويكمل قائلا :
إذا شككت أن طفلك تعرض للتحرش فاستعيني باستشاري نفسي ليؤكد لك شكوكك ويساعدك على التعامل مع الموقف وابقي هادئة وثابتة ولا تظهري هلعك وتجنبي نقد طفلك وأكدي له أنه ليس له ذنب فيما حدث ,
وفري له جواً من الحب والأمان وأكدي له تفهمك لما يشعر به من ذعر وصدمة , احترمي خصوصية طفلك ولا تخبري بالموضوع إلا من يستطيع مساعدتك , تجنبي الضغط على طفلك كي يتحدث حتى لا تؤذيه نفسياً
[ad id=”10069″]