[ad id=”10069″]
متابعة: أحمد الشامي
أغلبكم يعتقد أن الأرض لم تسكنها مخلوقات عاقلة غير البشر والجن، لكن بعد قرائتك لمقالي هذا ستغير فكرتك تماماً، وتعلم أشياء لم تكن تعلمها من قبل.. لقد كانت هناك مخلوقات قبل الإنسان تدب على سطح الأرض تواردتها ألسنة الأمم بعربيها وأعجميها في متون كتب الذكر الأول وما بعد الذكر الأول ، في أمهات صفحات الزمن الغابر بكل تفاصيلها ، وبكل ما كان يحدث بها ومعها وكيف اختفت من وجه البسيطة وأين ذهبت؟ مخلوقات سكنت على هذه الأرض قبل البشر تسمى “الحن والبن” ذكر العلامة ابن كثير في كتابه البداية والنهاية “خُلقت الجن قبل آدم عليه السلام وكان في الأرض قبلهم الحن والبن فسلط الله الجن عليهم فقتلوهم وأجلوهم عنها وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم…
[ad id=”10069″]
(( البداية والنهاية لابن كثير ص 50 )). فمن هم الحن والبن؟ هم خلق من خلق الله ليسوا من البشر ولا من الجن، وخلقوا قبل الجن واستوطنوا الأرض في أزمان غابرة، فقتلوا بعضهم بعضا، وارتكبوا المعاصي وسفكوا الدماء وعصوا الله، فسلط رب العزة الجن عليهم فقتلوهم وشردوهم ومزقوهم، بعد أن قامت معركة كبيرة على الأرض بين الحن والبن من جهة والجن من جهة أخرى وتقابل الطرفان في مواجهة عنيفة وحاسمة، انتهت بانتصار الجن على الحن والبن، ومنذ تلك اللحظة غابت هذه المخلوقات ولا أحد يعرف هل تمت إبادتهم نهائياً، أم هربوا إلى مكان ما في هذا الكون، هناك من يعتقد أن يأجوج ومأجوج هم أنفسهم الحن والبن، هربوا إلى جبال القوقاز بعد خسارة المعركة مع الجن، ثم ظهروا بعد نزول البشر للأرض، وفتكوا بقبائل الإنس حتى جاء ذو القرنين وحجزهم خلف السد الذي شيده من الحديد والنحاس.. ويخرجون آخر الزمان تأكيد وجود مخلوقات قبل البشر حقيقة وجود هذه السلالة التي ذكرتها لا تتعارض (مالم تكن تؤيد) الرواية القرآنية بخصوص ظهور مخلوقات قبلنا ..
[ad id=”10069″]
فحين أخبر الله ملائكته بأنني (جاعل في الأرض خليفة) قالوا عن سابق تجربة (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) وأتفق المفسرون على أنهم لم يكونوا من الجن، بدليل (يسفك الدماء) فهل للجن دماء..؟ يقول المؤرخ المسعودي “خلق الله قبل آدم ثمانيا وعشرين أمة على خلق مختلفة”.. وذكر منهم
1- ذوات أجنحة وكلامهم قرقعة.
2- ما له أبدان كالأسود ورؤوس كالطير ولهم شعور وأذناب وكلامهم دوي
. 3- ما له وجهان واحد من قبله والآخر من خلفه وأرجل كثيرة
. 4- ما يشبه نصف الإنسان بيد ورجل وكلامهم مثل صياح الغرانيق.
5- ما وجهه كالآدمي وظهره كالسلحفاة وفي رأسه قرن وكلامهم مثال عوي الكلاب.
6- ما له شعر أبيض وذنب كالبقر.
7- ما له أنياب بارزة كالخناجر وآذان طوال… والكثير عددهم المسعودي في كتابه تاريخ الأمم لكن الله لم يخلق أجمل من الإنسان على وجه الأرض ، فالله عز وجل ” خلق سيدنا ” إسرافيل ” عليه السلام وهو الأقرب صورة من الإنسان ، ويعتبر ” إسرافيل ” من أقرب الملائكة عند الله عز وجل
[ad id=”10069″]
وفي حديث : “لا تضربوا الوجوه فإنها على صورة إسرافيل”.
هناك دليل مادي لوجود مخلوقات أشبه بالإنسان (لها دماء) وهي العظام التي اكتشفها العلماء عام 1994م قرب إحدى البحيرات في إثيوبيا تعود إلى أربعة ملايين سنة. وفي شمال شرق سوريا اكتشفت بعثة يابانية 400 كهف قديم كانت تستخدمها هذه المخلوقات كمحطة مرور، إذ كانوا يتنقلون خلالها، وأظهرت الفحوصات إنها نحتت صناعيا من قبل مخلوقات شبيهة بالإنسان في طبقة صخور مشبعة بكربونات الكالسيوم في حدود 5 مليون سنة، وأن سبب حفرها يعود إلى أغراض دفاعية وقتالية، حيث كانت هذه المخلوقات عنيفة وشرسة تتقاتل فيما بينها باستمرار، بل وكانت تأكل لحوم بعضها البعض، واستخدمت بعد ذلك الكهوف كقبور لإلقاء جثث القتلى والموتى بها حيث كانوا لا يعرفون سنة دفن الموتى. بعد انتصار الجن على الحن والبن في المعركة الكبيرة، استفرد الجان بالأرض وسكنوها لوحدهم، ومضت السنين، وبدل أن يداوموا الشكر للرب على ما أنعم عليهم من النعم، فسدوا في الأرض وتقاتلوا فيما بينهم وعاث الجن في الأرض الفساد وعصوا ربهم وابتعدوا عن طاعته..فأمر الرب جنوده من الملائكة بغزو الأرض لاجتثاث الشرّ الذي عمها وعقاب بني الجن على إفسادهم فيها، وغزت الملائكة الأرض وقتلت من قتلت وشردت من شردت من الجن ..
[ad id=”10069″]
وفرّ الجن واختبأوا في الجزر والبحار وأعالي الجبال.. وبنهاية المعركة وجد الملائكة صبيا صغيراً من الجن، لم يقتلوه بل أخذوه معهم وصعدوا به إلى السماء، فتربى مع الملائكة وكان يقلدهم في التسبيح والعبادة لله حتى غدا من أشد الملائكة اجتهادًا، وأكثرهم علمًا، وعبادة وتقديساً لله، فما من مكان بين الأرض والسماء إلا وسجد فيه، فأطلقت عليه الملائكة اسم عزازيل، وكان من أشرف الملائكة ومن رتبة أولى الأجنحة الأربعة، فصار أميراً لملائكة سماء الدنيا، هذا الصبي هو إبليس..! سنين مضت.. وأخبر الله ملائكته أنه سيخلق بشراً، فخلق آدم عليه السلام، وأمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم تشريفاً وتعظيماً له فسجدوا جميعًا، ولكن إبليس رفض أن يسجد، وتكبر على أمر ربه، فسأله الله -عز وجل- وهو أعلم: {يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين} [ص:75] فَرَدَّ إبليس في غرور: {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} [ص: 76] فطرده الله -عز وجل- من رحمته وجعله طريدًا ملعونًا، قال تعالى: {فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين} _[ص: 77-78]. فازداد إبليس كراهية لآدم وذريته، ووجد الملعون طريقة لإغواء آدم، فعصا آدم ربه، وهنا عاقب الله آدم بالخروج من الجنة والهبوط إلى الأرض، التي يسكنها الجن، ولم يستطع إبليس زحزحة آدم عن الأرض، لكنه نجح في إحداث فتنة بين أولاده بدأت بقتل قابيل لأخيه هابيل، وبعد موت آدم بفترة وعندما تكاثرت ذريته وشعر الجن أن البشر صاروا ينافسونهم على الأرض، ظهرت الجن عياناً للبشر، وجمع إبليس جموعه وأعد عدته للفتك بالإنس، ونشوة انتصارهم على الحن والبن تقودهم لمواجهة البشر، وفي هذا الوقت الحرج ظهر من ذرية آدم رجل عظيم وقوي وهو مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، والذي سيقود البشر في معركة كبرى وفاصلة مع الجن هذة قصص.
[ad id=”10069″]