كتب: محمد صبري الشامي
قد شدد الله تعالى على عقوبة عقوق الوالدين في الدنيا قبل الاخرة و، لا شيء أقسى وأبشع من الإهمال وعقوق الوالدين، الذي ربما يكون قاتلا أكثر من أي سلاح آخر، وهو ما انطبق على جريمة شاب حاصل على بكالوريوس تجارة، حيث دفعه الطمع فى ميراث والده ومعاشه الضئيل و3 شقق إيجار، إلى إهمال والده وعقوقه حتى وفاته وحيدا في شقته.
وكان المتهم قد عثر على جثة والده والذى يقيم بمفرده بشقته فى حالة تعفن كامل، وبدلا من الاسراع فى دفنها إكراما له ولحرمة الميت، خاف من اتهامه بالعار لأنه لا يزوره ولم يكتشف وفاته فى حينه حتى تعفنت جثته، وفكر فى معاشه وإيجار 3 شقق يملكها الأب ويحصل هو على الإيجار شهريا وأن كل هذه الحصيلة تدخل جيبه ولا تحصل شقيقاته الثلاث على أى جنيه منها وانها ستتبدد فى حال إعلان وفاة والده.
قاده ذهنه المريض والشيطانى إلى إخفاء موته وحمل الجثة فى ملاءة سرير وبطانية ونقلها من الشقة بسيارته والقى بها على جسر ترعة القاصد بالطريق السريع، واعتقد أن جريمته لن تنكشف لأن ملامح الجثة غير واضحة ولا يوجد أي بيانات شخصية تدل على صاحبها وعاد إلى شقته ليغير ملابسه وتوجه لمقابلة خطيبته.
وانكشفت تفاصيل الجريمة البشعة عندما تلقى اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية، بلاغا من العميد محمد السروجى مأمور مركز طنطا، بالعثور على جثة شخص فى حالة تعفن كامل، وانتقل العقيد وليد الصواف مدير فرع البحث الجنائى بمركز طنطا، والرائد احمد جعيصة رئيس مباحث المركز، وتبين أن الجثة مجهولة الاسم والعنوان ولا تظهر ملامحها بوضوح وبالفحص عثر بداخل البطانية على ورقة صغيرة تبين أنها تذكرة صرف الخبز المدعم.
وعلى الفور قام فريق البحث بقيادة العقيد وليد الصواف وضم النقيبين يوسف الجندى ومحمد النحراوى معاوني المباحث بالبحث عن صاحب البطاقة التموينية بالتنسيق مع مباحث التموين وتبين انها لشخص يدعى “ع . ا” (67 عاما، بالمعاش) ويقيم بمفرده بعد وفاة زوجتة وزواج بناته ، وانه كان يعمل بمجلس مدينة طنطا وله محل اقامة بمنطقة العجيزى.
وبمناقشة نجله ويدعى ا . ع 299 عاما وسؤاله عن والده انكر معرفته بمكانه وأنه يقيم بمفرده وبمعاينة شقة المتوفى تبين وجود اثار التعفن وسحب الجثة واختفاء ملاءة السرير.
وبمواجهة الابن العاق اعترف تفصيليا بعثوره على جثة والده في حالة تعفن فنقلها بسيارته حيث عثر عليها وبرر جريمته البشعة بخوفه من كلام الناس ومعايرتهم له بالعار والعقوق، لأنه لايقوم بزيارة والده ولم يكتشف موته إلا بعد أن أكل الدود جثته وبعد مرور عدة أسابيع.
وبالفحص تبين أيضا وجود اطماع مالية تخص الورث حيث إن للمتهم 33 شقيقات وأنه يصرف معاش والده ويحصل على إيجار 3 شقق يملكها الأب واعتقد أن غياب والده وعدم معرفة أنه توفى يمكنه من الاستمرار فى صرف أمواله دون حدوث مشكلات بسبب الميراث
وأحيل المتهم للنيابة التى قررت حبسه 44 أيام على ذمة التحقيق.