كتب- إبراهيم عوف
في الإجتماع الستين للإتحادات العربية النوعية، تحت مظلة مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بجامعة الدول العربية، ألقى الدكتور أشرف الفار، الأمين العام للاتحاد العربي لمنتجي ومصنعي التمور، كلمة هامة تناول فيها مسألة الفجوات الغذائية والأمن الغذائي في العالم العربي.
أشار الدكتور الفار إلى أن الفجوة الغذائية في العالم العربي تتسع مع زيادة تعداد السكان والتحديات المتزايدة التي يفرضها التغير المناخي. وأوضح أن التغيرات الكارثية، مثل ارتفاع درجات الحرارة، تؤثر سلبًا على الزراعة وتهدد استدامة المحاصيل التي يحتاجها الإنسان لتحقيق الأمن الغذائي.
وأكد الدكتور الفار على الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه التمور العربية في سد هذه الفجوة أو على الأقل الحد من اتساعها، مشيرًا إلى أن التمور تتميز بكونها من الفواكه المستدامة والغنية بالقيمة الغذائية العالية. ودعا الدول العربية إلى الاستثمار في قطاع التمور وتوسيع نطاق إنتاجها، معتبرًا أن هذا التوجه لا يسهم فقط في تحقيق الأمن الغذائي، بل أيضًا في دعم الاقتصادات العربية.
كما شدد على ضرورة إدراج التمور ضمن الغذاء الصحي العالمي، الذي يمثل سوقًا عالميًا قويًا تبلغ قيمته أكثر من تريليون دولار. وأكد أن هذا السوق العالمي الواعد يمثل فرصة للتمور العربية، التي تمتلك تاريخًا يمتد لأكثر من 6000 عام، للانضمام إلى طليعة المنتجات الغذائية الصحية. وأشار إلى أن فواكه مثل الكيوي والأفوكادو رغم حداثتها قد حققت مكانة كبيرة في هذا السوق، في حين أن التمور – رغم أهميتها وقيمتها – لم تأخذ بعد مكانتها المستحقة.
واختتم الدكتور الفار كلمته بتأكيد أن التمور قد تكون بمثابة “البترول الثاني” للأمة العربية، مشجعًا الدول العربية على توجيه المزيد من الاهتمام والاستثمار لهذا المنتج الأصيل، الذي يمكن أن يكون رافدًا اقتصاديًا وصحيًا حيويًا، ويعزز مكانة العالم العربي في الأسواق العالمية. واختتم الفار حديثه بتوصيات استراتيجية تسهم في تعزيز مكانة التمور كغذاء صحي عالمي، مع الابتعاد عن أي ارتباط ديني أو ثقافي خاص وتوجيه الاهتمام نحو الفوائد الصحية والتسويقية للتمور، يمكننا وضع توصيات تركّز على الصورة الحديثة للتمور كمنتج غذائي صحي ومبتكر. مرفق بعض الأفكار للتوصيات بشكل استراتيجي قابل للتنفيذ:
التوصيات الاستراتيجية لترويج وتسويق التمور كغذاء صحي عالمي:
1. إعادة تعريف العلامة التجارية للتمور كغذاء صحي عالمي:
• العمل على إعادة صياغة الصورة الذهنية للتمور بحيث يتم تسويقها كغذاء صحي معاصر غني بالعناصر الغذائية، مناسب لجميع الأنظمة الغذائية حول العالم.
• إطلاق حملات توعوية تستهدف الأسواق العالمية لتعريف المستهلكين بقيمة التمور كجزء من الغذاء الصحي وليس كرمز ديني أو ثقافي.
2. التطوير والابتكار في منتجات التمور الصحية:
• تشجيع تطوير منتجات جديدة تعتمد على التمور كعنصر أساسي، مثل مشروبات الطاقة، ومكملات غذائية، وحلويات خالية من السكر، بهدف جذب فئات مختلفة من المستهلكين المهتمين بالصحة.
• الاستثمار في البحوث العلمية لإبراز فوائد التمور للياقة البدنية وصحة القلب والتحكم في الوزن، لتعزيز مكانتها كغذاء “سوبرفود” عالمي.
3. زيادة التعاون مع شركات الأغذية والمشروبات الصحية:
• إقامة شراكات مع الشركات الكبرى في قطاع الأغذية الصحية لتطوير وابتكار منتجات جديدة قائمة على التمور، مثل ألواح الطاقة، والوجبات الخفيفة، ومنتجات البروتين النباتي.
• تعزيز التعاون مع العلامات التجارية التي تهتم بالغذاء الصحي لتسويق التمور كمكوّن رئيسي في منتجاتها.
4. تعزيز وصول التمور للأسواق العالمية المتقدمة:
• التوسع في تصدير التمور للأسواق العالمية الواعدة التي تنمو فيها ثقافة الغذاء الصحي، مثل الولايات المتحدة، وأوروبا، وشرق آسيا والصين .
• التركيز على توفير التمور في المتاجر الكبرى، والأسواق الإلكترونية العالمية مثل Amazon وAlibaba، مع تقديمها كمنتج صحي عضوي وخالٍ من الإضافات الصناعية.
5. إعداد شهادات اعتماد للجودة والنقاء تتماشى مع المعايير العالمية للصحة:
• تطوير معايير صارمة للجودة والتعبئة تعتمد على معايير التغذية العالمية لتقديم التمور كمنتج غذائي موثوق، وحاصل على شهادات معترف بها عالميًا، مثل عضوي، خالٍ من الغلوتين، نباتي، وما إلى ذلك.
• اعتماد ملصقات على المنتجات تشير إلى الفوائد الصحية، مثل “خالية من السكر المضاف” و”مصدر طبيعي للألياف”، مما يجعل التمور أكثر جاذبية للمستهلكين الصحيين.
6. إطلاق حملات ترويجية عالمية تستهدف الجمهور العام:
• إطلاق حملات رقمية على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو لتسليط الضوء على الفوائد الصحية للتمور وتعزيزها كوجبة خفيفة غنية بالعناصر الغذائية.
• التعاون مع المؤثرين والمدونين المتخصصين في الصحة والعافية لتعريف جمهورهم بالتمور كبديل صحي ومغذٍّ.
7. الاستفادة من الفعاليات والمؤتمرات الصحية العالمية:
• تنظيم مشاركات وفعاليات في المعارض الصحية العالمية ومؤتمرات الغذاء مثل “معرض الصحة والعافية العالمي”، و”مؤتمر الأغذية الصحية”، لعرض الابتكارات في مجال منتجات التمور.
• تقديم ندوات وعروض تقديمية حول القيمة الغذائية للتمور في مثل هذه الفعاليات لتعزيز تواجدها كمكون أساسي في النظام الغذائي العالمي الصحي.
8. البحث المستمر في الفوائد الصحية للتمور ونشر النتائج:
• دعم الدراسات العلمية التي تثبت فوائد التمور الصحية وتأثيرها الإيجابي على صحة القلب، وتنظيم مستويات السكر، والجهاز الهضمي، ونشر النتائج في المجلات العلمية والصحية العالمية.
• بناء منصة معلوماتية تتيح للمستهلكين والعاملين في القطاع الصحي الوصول لمعلومات عن التمور وفوائدها كجزء من النظام الغذائي الصحي.
هذه التوصيات تهدف إلى خلق سوق جديد عالمي للتمور يصل إلى قاعدة جماهيرية أوسع بكثير، مع إبرازها كغذاء صحي عالمي ينافس المنتجات الصحية الأخرى.