كتبت / مرفت مصطفى
تعرضت إثيوبيا مؤخرا لسلسلة من انزلاقات التربة التي خلفت ورائها خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وقد أعادت إلى المخاوف المتعلقة بسلامة سد النهضة الإثيوبي.
ماذا يحدث بإثيوبيا؟
كما تشهد إثيوبيا أسوأ انزلاق للتربة، كما أنها تعد ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في القارة الإفريقية (120 مليون نسمة) والواقعة في القرن الإفريقي.
وقد أكدت الأمم المتحدة ضرورة إجلاء أكثر من 15 ألف شخص معرضين للخطر والموت؛ وذلك بسبب احتمال حدوث انهيارات أرضية جديدة في إثيوبيا.
وجدير بالذكر قد تجاوز عدد الضحايا الى 250 شخصا، وتم نقل 12 شخصا آخرين إلى المستشفيات، وعمليات البحث مازالت مستمرة عن الضحايا.
وقد أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير، أن عدد الوفيات بعد الانهيارات الأرضية في منطقة جيزي جوفا في جنوب إثيوبيا قد يصل إلى 500 شخص.
كما ذكر رئيس لجنة الاستجابة للطوارئ بالمنطقة هابتامو فتينا، إن فرق الإنقاذ قامت بانتشال 157 جثة حتى الآن، مضيفًا أن من بين المتوفين 105 رجال و52 امرأة، بينهم أطفال. كما أكد مسئولون محليون أن حصيلة القتلى قد ترتفع مع تواصل عمليات الإنقاذ.
وقد زادت المخاوف حول احتمالات انهيار سد النهضة، خاصة أن ”أديس أبابا” لا تملك الخبرة اللازمة لتشييد السدود هو بالمقارنة مع مصر التي أقامت السد العالي، بناء على خبرة، فقد سبق لمصر بناء سد أسوان، وقناطر إسنا، وقناطر نجع حمادي فضلا عن عشرات السدود الأخرى.
زيادة المخاطر على سد النهضة
في هذا الصدد ذكر الدكتور وفيق نصير أستاذ الهندسة البيئية عضو البرلمان العالمي، إن منطقة سد النهضة مختلفة جيولوجياً عن المناطق التي شهدت الانهيارات ولكن هناك عوامل كثيرة قد تؤثر على سلامته ؛
الحركات الأرضية: الدراسات تشير إلى أن هناك حركات وهزات أرضية قد تؤثر على استقرار السد، وقد تم رصد هبوط أرضي في الجانبين الشرقي والغربي للسد وهذا يزيد من المخاطر.
الضغط المائي: وجود كميات كبيرة من المياه في السد قد يؤدي إلى زيادة الضغط، ومن الممكن أن يتسبب في مشاكل إنشائية إذا لم تكن هناك تدابير كافية للتعامل مع هذه الضغوط.
الظروف المناخية: تزداد المخاطر مع استمرار هطول الأمطار والانزلاقات الأرضية وهذا قد يؤثر على استقرار السد على المدى الطويل.
أما عن الاستنتاجات والتوقعات فأضاف الدكتور وفيق نصير خلال تصريحات أنه لا توجد دلائل قاطعة على أن سد النهضة سيتعرض لانهيار وشيك، فإن الظروف الحالية تشير إلى أن هناك مخاطر متزايدة تتطلب مراقبة دقيقة، ومن المهم أن تتخذ السلطات الإثيوبية تدابير وقائية وذلك لضمان سلامة السد بما في ذلك:
تحسين الدراسات الجيولوجية: إجراء دراسات شاملة لتقييم المخاطر الجيولوجية المحيطة بالسد.
تطوير خطط الطوارئ: وضع خطط للتعامل مع الفيضانات والانزلاقات الأرضية المحتملة.
تعزيز البنية التحتية: يجب التأكد من أن تصميم السد قادر على تحمل الضغوط المائية والجيولوجية المتزايدة.
وتابع: بناءً على المعطيات الحالية، يمكن القول إن هناك احتمالات لزيادة المخاطر على سد النهضة، ولكن لا يمكن الجزم بانهياره في المستقبل القريب وذلك دون وجود دلائل واضحة على ذلك.