بقلم / جيهان عزمى..
ياله من صباح يوم جديد استيقظت فيه على حوار هام جدا بين بعض العصافير التى تسكن بين أغصان تلك الشجرة القابعة بجوار نافذة غرفتى
جلست إلى جوار تلك النافذة اتابع ذلك الحوار الشيق وأنا استمتع بفنجان القهوة الصباحى المعتاد ولكن صوت رسالة من على التليفون قطعت متابعتى لهذا الحوار
(( احتاج إلى الحديث معكى هل ممكن أن نتقابل اليوم)) ، رسالة من كلمات قليلة ولكنها القت بالقلق داخلى ….
صديقة قديمة ربما باعدت بيننا مشاغل الحياة ولكنى اذكرها جيداً رقيقة جميلة ناجحة محط أنظار الجميع عقلانية فى جميع قراراتها حاول الكثيرون التودد إليها ولكنها كانت تردد دائما جملتها الشهيرة (أنا لا ؤمن بالحب)…
ذهبت أليها حسب الموعد وجدتها فى انتظارى ولكن كانت مثل زهرة ذابلة بعد لحظات من الصمت التى مرت كأنها ساعات ثقيلة خرجت منها كلمات آلمت أُذناى قبل قلبى :
لقد اكتشفت أساليبه من خداع واضح ، وكذب معلق على جبينه ولكن … هذا الإكتشاف جاء مع الأسف بعد ستة أشهر طوال… كلمات ممتزجة بمرارة دموع ساخنة تنسكب على وجنتيها.
لقد عشت قصة حب ملتهبة طوال شهور عديدة مع شخص أوهمهنى اننى الكون كله وها أنا اكتشف أننى لم اكن سوى حلقه فى سلسلة علاقاته المتعددة، كان كل ما أتمناه أن أسمع منه كلمة أحبك تلك الكلمة الكفيلة أن تبدل يومى 180 درجة..
شردت قليلا بذهنى لدرجة اننى لم أستطع سماع بقية كلماتها، هل هى تلك صديقتى التى لم تكن تؤمن بالحب اطلاقا ؟كيف استطاع سرقة قلبها و الإستحواز على عقلها بل وحياتها بالكامل ؟
كيف استطاع أن يمحو شخصيتها ويجعلها تابع ذليل ينتظر منه نظرة عطف او مجرد كلمة ” أحبك” ؟…
تلك الكلمة اللينة القاتلة كالسيف التى يتفوه بها البعض بشكل يفقدها قيمتها ومعناها العميق يتلونها وكأنهم يلقون تحية الصباح على الآخرين وربما دون اكتراث لافرق لديهم بين كلمة” أحبك”، و ” صباح الخير”
كم من فتاة راودها ذلك الحلم الجميل بفارس الأحلام الذى يشبع آذانها بتلك الكلمة الرقيقة أحبك، وكانت النتيجة أنها تعلقت بحبال واهيه وسقطت فى بحر الأوجاع…
تلك الأوجاع التى لا تبرأ بسهولة بل تشد على المفاصل وتضغط بعناد على شرايين القلب ، ترحل ولكنها تبقى فيها وكأنها تستمتع بأنين الأعصاب الممزقة..
أحبائى (بعض )الحب يعصف بالنفوس كأعصار يمزقها ويسدل ستار أسود على العيون ، فيدفع الإنسان إلى الهاوية حتى السقوط..
لا نتحدث عن الحب بصفة عامة ولكن بعض الحب ذلك الذى يجعل الإنسان لعبة فى يد القدر ويحوله إلى ريشة فى مواجهة رياح الغدر..
البعض يسرق الزمن بإسم الحب فى انتظار اللحظه المناسبة ليوجه صفعة قاسية لمن أوهمه بالحب أو لنقل بمعنى أخر يوجه سهم قاتل إلى قلب فريسته، ويتركها لتكتشف أن جراحها لن تندمل أبدا وأن كل كلمة حب تغلغلت إلى أعماق قلبها لم تكن إلا جلدة سياط ستظل عالقة كالوشم على جدران قلبها البرئ…
أحبائى إياكم والحب الكاذب فالشخص الذى يحبك بصدق لن يتركك وحيدا تعانى من جراح ألم غيابه..
الشخص الذى يحبك يتحملك وقت غضبك أو عنادك ، يحتويك ويخبرك أنه سيكون دائما معك. …
الذى يحب قد يفعل ما لايحب من أجل من يحب…
أختتم كلماتى بجملة قرأتها وتركت فى قلبى أثراً بالغاً :”لاشئ أسوأ من أن تكتشف أنك أعطيت من لا يستحق أكثر من حقه”..
أفقت من شرودى على صوت صديقتى وهى تقول: “سئمت البكاء كل ليلة أهلكنى وجعى ممن أحببت”…
إحتضنتها قائلة :إن انهاء العلاقات المؤذية هو حقا نجاة وأخذت اربت على كتفهاربما استطعت أن أخفف عنها بعض آلامها…..