” وجهة نظر ” في فهم محاولة لفهم ( الروح ، النفس )

 

الروح هي من أمر الله ينفخها الخالق في كل إنسان .. وهي التي تعطي الجسد الحياة:

الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ ﴿٧﴾ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ ﴿٨﴾ ثُمَّ سَوَّاهُ ((( وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ۖ ))) وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ ﴿٩﴾ السجدة

عند الموت تسحب الملائكة هذه الروح من هذا الجسد فيموت الإنسان .. يحدث الموت بانتهاء عمل النفس المتحكمة في البدن .. ويتحلل الجسد إلى تراب الأرض وغذاء للدود .

الروح في الإنسان ليست مادة ولا تموت، لأنها من روح الله سبحانه وتعالى الحي .. فهي أزلية مجردة لا تحكمها مادة .. بعكس البدن الذي يموت ومن ثم ينشئه الله تارة أخرى.

مثال:

الهاتف الخلوي: هو الإنسان
نظام السوفيت وير الموجود فيه : هو النفس
الطاقة الموجودة في البطارية : هي الروح

ولكن هذه الطاقة لها أجل وعندما تخرج من البطارية، يموت الجهاز ..

**وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٥﴾ الاسراء**

جاءت كلمة الروح بعدة سياقات في القرآن الكريم:

رُوحَنَا

روح القدس

الروح الأمين

الروح

المفسرين قالوا بأن رُوحَنَا، هي الروح القدس، هو نفسه الروح الأمين، وهي تصف رسول الله إلى الرسل، أي جبريل عليه السلام، ولكن ربما المعنى أوسع من ذلك. حيث أن المعنى يؤخذ من السياق:

وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (٨٧) البقرة

أما

رُّوحِنَا، فهذه هي المعنية في الاية:

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٥﴾ الاسراء

لاحظ كذلك أن كتاب الله به روح من أمر الله، لقوله تعالى:

وَكَذَٰلِكَ ((( أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ )))) مَا كُنتَ تَدْرِي مَا (( الْكِتَابُ ))) وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٢﴾ صِرَاطِ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴿٥٣﴾ الشعراء

والإنسان فيه روح من روح الله:

فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَ ((( نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ))) فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾ الحجر

لاحظ أن عيسى عليه السلام المؤيد بالروح القدس، كان ينفخ كذلك الروح في الأجسام فتحيا بإذن الله .. هنا النبي عيسى عليه السلام ينفخ في الطير من روح الله التي أيده بها الله تعالى وسماها الله تعالى بالروح القدس (أي الطاهرة النقية) وهذا يحصل باذن الله فقط.:

وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي ((( أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ ))) فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا ((( بِإِذْنِ اللَّـهِ ۖ)) وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ (((( وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّـهِ )))) ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٤٩﴾ ال عمران

قدرة إحياء الموتى عند عيسى عليه السلام بإذن الله، كانت بإعادة النفخ بالروح القدس في أجسادهم .

وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ … (٨٧) البقرة
النفس هي جزء من الجسد والتكوين البشري للانسان والمتحكمة في البدن. أي أن النفس هي جزء من الفطرة وجزء من الصبغة والتركيب الجيني للخلايا الجسدية ..
والصبغة هي التي تحدد مسار النفس البشرية..، فإن كانت الصبغة مطابقة للفطرة عندها يكون الإنسان قد زكا نفسه ، فتكون حياته في مرضاة الله..

أما عندما تكون الصبغة بغير ما يرضي الله ، ومخالفة للفطرة التي فطرنا الله عليها، فيكون الإنسان قد دس نفسه ، والنتيجة .. خيبة ! :

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿٧﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿٨﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ﴿٩﴾ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴿١٠﴾ الشمس

 

كتب أحمد البياسي

Related posts

Leave a Comment