سكونٌ وطوفان

د. أحلام الحسن

عتابي على نفسي بُكاها بألحاني
وباتتْ تداري جمْرَ دمْعٍ بأجْفاني

فليتَ العُيونُ الخُضر لمْ تعترفْ حُبًّا
وليتَ التّمنّي لمْ يُرتّلْ بوِجْدانيْ

سأغْزو ديارَ الشّوقِ يومًا بواديكَ
وأرمِيكَ بالشّوقِ الّذي منه أشجاني

فذا الصّخْبُ لا أُخْفي بجمْرٍ قد كواني
ْويُضني حنينُ الشّوقِ قلبًا هو الجاني

وأُخْفي عتابَ العقلِ خوفَ الملاماتِ
ويَسْمو حنيني فوق خوفيْ وقضباني

وقد كنتُ عاندتُ المنامَ الّذي طابَ
وتلكَ الدّياجي لا تراعي لتبْياني

فهل غادرتْ أطيافُ أحلامُكَ الودَّ
وهلْ بعتَ باقي حُبّيَ الجارفُ الفاني

ومنْ أصْعبُ العُشّاقِ من لم يطلْ ثغرًا
وفي دفْتري منْ تمْتماتي وكُتماني

ألا ليْتَ هانَ الحُبّ في جوفِ دقّاتي
وقلبٌ يُعاني سوف يَعصي لسلطاني
َ
تَباتُ العيُونُ السّهْدَ في ليْلِ دمعاتي
وتطوي صحافَ العهْدِ في يومِ نسْياني

وعصيانُ عذْبُ الوصْلِ يجفو ودادًا ليْ
مِرارًا يُذيقُ القلْبَ هجْرًا فأعيَاني

غزتْ مُهْجتي منْ لحْظِ عينيكَ لوحاتٌ
فقلْ لي حياتي منْ هو الفارسُ الجانيْ ؟!

تنادتْ بليْلِ العشْقِ بُومُ الخراباتِ
كأنّ السّجيْنَ الحرَّ منْ غير سجّانِ

أُنادي حَبيْبَ القلبِ في ليْلِ أفْكاري
حياتيْ أُداري عنك ضعفي وأحزاني

ويطفو شعورٌ بي وفوقَ المسافاتِ
فيا ليتني غيثًا ليرويْ فمًا جاني

فأنتَ الأماني ليْ ونهرًا لأوتاري
وأنتَ الأغاني ليْ ومعزوفُ ألحاني

وداديْ يحفُّ القلبَ شوقٌ ولهفاتٌ
وينْتابني خوفٌ وينْتابُ أركاني

وفاضي قنانٍ ليس يروي فمَ الظّامي
ومُرُّ القناني يحتسيهِ الشّتيْتانِ

وتبكي تغاريدي فراقًا سيدميني
سكونيْ بطوفانيْ حميْمٌ بِبركاني

بحرُ الطّويل

Related posts

Leave a Comment