خروج بنى اسرائيل من مصر هل هو اسطورة وطنية حماسية اسرائيلية ام حقيقة واقعية

بقلم : سناء فاروق
تصوير عماد اسحاق
نظمت كلية اللاهوت الانجيلية بالعباسية ندوة هامة عن خروج بنى اسرائيل من مصر تكلم فيها عالم الحفريات المشهور الاستاذ الدكتور جيمس هوفماير استاذ دراسات العهد القديم وحضارات الشرق الادنى القديم حيث قال فى كلمتة فى العالم الاكاديمى او الوسط الاكاديمى هناك كثيرون لايؤمنون بان بنى اسرائيل عاشو فى مصر وان الخروج لم يحدث ولايوجد اى شئ فى التاريخ يدل على الخروج والرحلة فى البرية وهذا ما اكدة الدكتور زاهى حواس عالم الاثار فى مجلة نيو تايمز منذ عدة سنوات حيث قال” باعتبارنا علماء اثار يجب ان نقول ان قصص ابراهيم ويوسف وموسى لم تحدث قط لانة لايوجد دليل تاريخى عليها ” وهذا الرأى لايخصة وحدة ولكن يوجد عدد كبير من العلماء مقتنع بهذا وخصوصا فى الوسط الامريكى فقد نبذ علم الاثار الحديث الى حد كبير تاريخ قصة البطاركة والخروج مع اعادة هيكلتها بصورة ما لتكون اسطورة وطنية حماسية اسرائيلية فبنو اسرائيل وثقافتهم وفقا لعلم الاثار الحديث لم يفتحوا المنطقة بالقوة بل تشعبوا من الشعوب والثقافة الكنعانية من خلال تطوير عبادة الة واحد متميزة – ثم التوحيد فى وقت لاحق – مع التركيز على يهوة واحد من الالهة الكنعانية القادمة وهذا الفهم يقلص الهنا المبارك لمجرد الة كنعانى قديم بمعنى انة ليس الالة المخلص لشعبة ليس الالة الذى اعلن لشعبة فى مصر واعطاهم الوصايا العشرة فى سيناء ومن اجل ذلك نطرح سؤال هام هل هناك ادلة اثرية على وجود العبرانين فى مصر؟ واصارحكم اننى لم اجد اى نقش يقول ان موسى مكث هنا وهذا يأخذنا الى طريق ان كلام زاهى حواس صحيح كما لايوجد ايضا دليل من الاثار على وجود العبرانين فى مصر لكننا نجد ادلة كثيرة على وجود مصر فى الكتاب العبرى ولو صح الكلام فأن قصة الخروج كتبت فى القرن السادس او السابع قبل الميلاد وبذلك تسفر كل الادلة على وجود مصر فى العهد القديم ومن هذة الادلة اركزعلى الطريقة التى اثرت بها الديانة المصرية والحضارة المصرية على الحضارة والدين فى اسرائيل فأذا كان كلام الكتاب المقدس صح فن العبرانين عاشوا فى مصر عدة قرون فمن المنطقى لو عاشو فى ارض مصر فانهم استوعبو جوانب متنوعة من الديانة المصرية ومثال على ذلك لو عاش شخص امريكى لعدة شهور فقط فى مصر سوف تجدة يقول “معلش – بكرة – انشاء اللة … وهكذا ” وهذا امر طبيعى اى اقلية تعيش وسط اغلبية بتاخد من هذة الاغلبية اشياء كثيرة وقد كشف بحثى الشخصى ان هناك عناصر مصرية كثيرة جدا موجودة فى الكتاب المقدس العبرى فماهى هذة العناصر وماهى العناصر المصرية التى تم استبعادها ففى اية يقول فيها الرب بما معناة انة لايريد ان شعبة يسلك مسلك المصريون ومعنى ان يصدر الرب الالة امر كهذا انة عندما خرجو من مصر خرجو ومعهم بعض التأثيرات من مصر فماهى هذة الامور التى احتفظوبها من الحضارة المصرية توجد بعض الامور والصور المسيئة والتى تم رفضها بالكامل مثل قضية العجل الذهبى فى” خروج 32 ” وعلى النقيد نجد بعض الايقونات او الاساليب الفنية وخصوصا المعمارية هذة العناصر تم دمجها واستخدامها فى بناء خيمة الاجتماع واثرت فما بعد فى تاريخ بنى اسرائيل واعتبرها بنى اسرائيل امور محايدة واوضح الدكتور جيمس هوفماير قصدة بالتأثر بالمصريين عن طريق بعض الاسماء العبرية القديمة والموجودة بالتوراة مثل “مريم – فنحاس – موسى – ملاوى – هارون – فوطيئيل فشحور ” كل هذة الاسماء اسماء اناس من سبط لاوى بعضهم كانو كهنة وهى كلها اسماء مصرية او على الاقل ترتبط باللغة المصرية فكيف نفسر تسمية رجال الدين الكبار والعظماء من مؤسسى الديانة الاسرائيلية القديمة بهذة الاسماء المصرية الا وانهم فعلا خرجوا من مصر ويوجد اربعة اسماء تشمل على اسم الالة المصرى حورس والشئ المثير للانتباة ان حورس كان مشهور فى الوجة البحرى وفى الدلتا خصوصا وبالتحديد فى الشرقية وبحسب الكتاب المقدس العبرانين كانوا يقيمون فى ارض جاسان فمنطقى ان يقيم العبرانين فى هذة المنطقة التى اشتهر بها هذا الالة وعلى فكرة اسم الالة حورس او مشتقاتة كان موجود فى العصر المسيحى مثل اسم عالم الكنيسة ارجانوس وهذة الاسماء بتدل على ان هولاء الاشخاص عندما ولدو كانو مقيمين فى مصر ولذلك سمو اولادهم باسماء مصرية واود ان اخبركم ان فى مصر القديمة الاسبوع لم يكن سبعة ايام بل كان عشرة ايام ولم يكن فية عطلة نهاية الاسبوع ولم يكن اسمة اسبوع بل كان الشهر ثلاثة دورات كل دورة عشرة ايام ومجموعهم يكونو الشهر وكان شئ شيق جدا ان يكون اول وصية اوصاها اللة لهم عند خروجهم من مصر هو حفظ السبت “خروج 16” كان ذلك قبل اعطائهم لوحى الشريعة ووصلهم لجبل سيناء وتكلم الدكتور جيمس هوفمايرعن عبادة العجل الذهبى فى مصر القديمة ولولا خروج شعب اللة من مصر لكان مصيرهم هو عبادة هذا العجل الذهبى وكان العجل موجود فى مدينة الشمس مدينة اون وايضا ابيس عجل ممفيس الموجود بسقارة وغالبا ان هذا العجل هو الذى عملو على صورتة العجل الذهبى وكان الملك رمسيس يقدم التقدمات للعجل الالة كما صورتها النقوش والرسومات الجدارية على حوائط المعابد ومن القصص الغريبة اثناء الهروب والتوهان فى البرية قصة التمرد التى ذكرت فى سفر “العدد16″واشير تحديد الى رجل اسمة قورح حيث “اخذ قورح بن يصهار بن قهات بن لاوى وداثان وابيرام ابنا الياب واون بن قالت بنو راوبين يقاومون موسى مع اناس من بنى اسرائيل ” وقورح يعنى اصلع الرأس او حليق الرأس فهل قورح اللاوى كان كاهنا فى مصر ؟ وايضا يوجد احد المتأمرين على موسى اسمة اون واون هو الاسم المصرى القديم لمركز عبادة الة الشمس اى مدينة الشمس بمصر فهل عاش اون فى مصر ؟ كذلك حما يوسف الصديق كان اسمة فوطيفار كاهن اون ” تكوين 41:45″ كذلك شخص يدعى فينحاس ابن حفيد هارون ويمكن ان ترى لة رسم عندما تزور الاماكن الاثرية بالمعابد فتجدة مع مجموعة من الكهنة حليق الرأس والسؤال هنا هل قورح والذى معنى اسمة حليق الرأس واعوانة قد عاشو فى مصر فترة وكأن اللة يقيم كهنوت فى اسرائيل ولكنة من نوع اخر يختلف عن كهنوت المصريون وفى العدد16 :6 يقول موسى لقورح “كن انت وكل جماعتك امام الرب انت وهم وهارون غدا وخذوا كل واحد مجمرتة واجعلوفيها بخور وقدمو امام الرب كل واحد مجمرتة مئتين وخمسين مجمرة وانت وهارون كل واحد مجمرتة ” وكلمة مجمرة بالمصرية تقال خت اى نار ويمكن ان تعنى محرقة كذلك عن الكروبيم فى خيمة الاجتماع الاية تقول “واما المسكن فتصنعة من عشر شقق بوص مبروم واسمانجونى وارجوان وقرمز بكروبيم صنعة حائك حاذق تصنعها ” خروج 1:26 كذلك جاء الاية ” فصنعوا كل حكيم قلب من صانعى العمل المسكن عشر شقق من بوص مبروم واسمانجونى وارجوان وقرمز بكروبيم صنعة حائك حاذق صنعها ” فى خروج 36:8 وايضا عن الكروبيم على تابوت العهد نجد الاية تقول “وتصنع كروبين من ذهب صنعة خراطة تصنعهما على طرفى الغطاء “خروج25:18″ومن هذة الايات نتذكر مشهد جسم مركبة تحتمس الرابع (1400 -1390ق م )ونجد الكروبيم بمعبد عين دارا بسوريا “وهذا عمل القواعد لها اتراس والاتراس بين الحواجب وعلى الاتراس التى بين الحواجب اسود وثيران وكروبيم ..”1مل 7 :28” وايضا الكتان فى خيمة الاجتماع هو نبات مصرى مئة فى المئة حيث ذكر الكتان فى التكوين والخروج بالارتباط مع خيمة الاجتماع (خروج 1:26, 36,31)فهناك ادوات وخامات تم استخدامها فى خيمة الاجتماع اهمها الكتان وفى العبرية كان للكتان اسمان ففى الخروج كان يسمى شيت وهى كلمة مصرية ولانجد هذة الكلمة مستعملة الافى سفر الخروج والتكوين وكان ايضا يوسف الصديق عايش فى مصر وذكر انة كان يلبس لباس من الكتان وذكر ايضا فى كتابات عبرية اخرى خارج التوراة باسم بوص وطبعا هذا ليس صدفة ان يكون فى سفرى الخروج والتكوين فى الوقت الذى بة العبرانيين فى مصر فهذا سرد تاريخى حقيقى والكلمة المستخدمة هى شيش وهى مصرية وخارج التوراة اى فى الكتابات اللاحقة ترد الكلمة العبرية بوص كذلك وجة الشبة الكبير بين صدرية الكاهن الذى يدخل خيمة الاجتماع وصدرية توت عنخ امون فقد جاء فى “خروج 28:15-21 ” عن الصدرية انها كانت مزينة ومطعمة بالاحجار الكريمة والذهب ” وتصنع صدرة قضاءصنعة حائك حاذق كصنعة الرداء تصنعها من ذهب واسمانجونى وارجوانى وقرمز وبوص مبروم تصنعها وتكون مربعة متنية طولها شبر وعرضها شبر وترصع فيها حجراربعة صفوف حجارة صف عقيق احمر وياقوت اصفر وزمرد الصف الاول والصف الثانى بهرمان وياقوت ازرق وعقيق ابيض والصف الثالث عين الهر ويشم وجمشت والصف الرابع زبرجر وجزع ويشب تكون مطوقة بالذهب فى ترصيعها وتكون الحجارة على اسماء بنى اسرائيل اثنى عشر على اسمائهم كنقش الخاتم كل واحد على اسمة تكون لىثنى عشر سبطا واذا قمنا بمقارنة بسيطة بين هذة الصدرية وصدرية توت عنخ امون 1800 -1600 قبل الميلاد نجد التاثير الكبير بها كذلك توجد اوجة للشبة كثيرة فى عادات وملابس وادوات كانت عند المصرين القدماء تمت محكاتها عندالاسرائلين مما يرجح وبقوة وجود الاسرائلين فى مصر قبل خروجهم ويوكد الخروج وجود ملابس كهنوتية تحتانية استخدمها اليهود اثناء اقامة الشعائر الدينية وجدت مسجلة ومنقوشة على معابد المصرين القدماء اثناء عبادة الالة القديمة و الزنار الذى يلبس حول الخصر ويسمى افيط وذكر فى (خروج 9,29,40,39,4:28) وفى لاوين 4,16,13,7:8) كذلك عمامة الكهنة او قطعة قماش تلبس على الرأس ونجد المقابل لها شريط يلبس او عقال فوق الرأس كذلك كاسات المنارة وتمثل ابواق توت عنخ امون فى سفرالعدد 2:10 وهى ابواق تستخدم لحشد القوت واستدعائهم وقد سجلت فى حملة رمسيس الثالث فى النوبة المستخدمة فى مهرجان اوبت قرص الشمس المجنح ومن الادلة والبراهين الاخرى اكتشف مؤخرا فى القدس لختم على يد ايلات مزار “لاويين 1:18-3 ” وهو عبارة عن جزء من الصلصال بة رسم لقرص الشمس المجنح واسم ملك اسرائيل حزقيا وهو الملك الذى قام بأصلاح دينى وعلى ختمة اشياء مصرية محايدة وانا ارى ان استعارة عناصر من الحضارة المصرية لم يكن خطء فنحن المسحيون المصريون بتراثنا وحضارتنا كان لنا تأثير كبير على الديانة والحضارة اليهودية وفى النهاية قال الدكتور الدكتور جيمس هوفماير انا شخصيا اؤمن بكل ما جاء فى الكتاب المقدس فاذا قال الكتاب المقدس بان فى مصر عاش الاثنى عشر سبط فأنا اؤمن بذلك ما لم يقم دليل عكس ذلك.
17454784_721885307992602_1388609378_o

Related posts

Leave a Comment