كتب أحمد أسامة
تحركات مثيرة للجدل من الولايات المتحدة الأمريكية حول ما يخص ليبيا وإدعاءات لإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة في البلاد حصراً وفق مبادرة المبعوث الأممي لدى ليبيا، عبد الله باثيلي، والتي جاءت للتشويش على التوافق الليبي-الليبي الذي تم بين مجلس النواب والمجلس الاعلى للدولة.
فقد اكد المبعوث الأمريكي وسفير الولايات المتحدة لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، خلال لقاءه مع رئيس دولة الكونغو ورئيس لجنة الإتحاد الإفريقي رفيعة المستوى بشأن ليبيا، دينيس ساسو نغيسو، دعم بلاده وبقوة لمبادرة عبد الله باثيلي والتعجيل بإجراء الإنتخابات الرئاسية والجمع بين القادة الليبيين.
تصريحات نورلاند بخصوص الجمع بين القادة الليبيين تتناقض تماماً مع ما تقوم به واشنطن في ليبيا من مساعي لإقصاء القائد العام للقوات المسلحة الليبية شرق البلاد المشير، خليفة حفتر، من المشهد السياسي مستغلةً في ذلك الحرب الأهلية الدائرة في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
حيث قررت واشنطن أن تتهم المشير خليفة حفتر بدعمه لأحد طرفي النزاع في السودان وعلى وجه الخصوص قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، عن طريق تعاون الجيش الوطني الليبي مع قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر وتوفير ممرات آمنة عبر الحدود الجنوبية الشرقية للوصول إلى السودان.
المثير للسخرية هو أن طرف النزاع المُستفيد من إتهام واشنطن للمشير خليفة حفتر وتدخل قوات فاغنر والمتمثل في رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق، عبد الفتاح البرهان، نفى حقيقة وجود قوات فاغنر في السودان وعدم تقديم قوات الجيش الوطني الليبي لأي دعم عسكري أو لوجستي لقوات الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع. وفي السياق ذاته نفى رئيس قوات فاغنر العسكرية الخاصة، يفغيني بريغوجين، تواجد عناصر قواته داخل الأراضي السودانية.
كما أكد المتحدث الرسمي بإسم القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية اللواء، أحمد المسماري، في بيانٍ له عدم تقديم أي دعم لأيٍ من طرفي النزاع في السودان وقال: “تنفي القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية نفياً قاطعاً تقديم الدعم لطرف ضد الطرف الآخر في السودان”.
إلا أن واشنطن تتجاهل هذه التصريحات وتوجه تحذيرات مباشرة للقائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية من التدخل في الأزمة السودانية ووقف أي دعم مُقدم لقوات الدعم السريع في السودان. هذا التحذير والتهديد المباشر جاء على لسان مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربارا ليفي.
الكاتب الصحفي والمهتم بالشأن السياسي الليبي، خالد المنصوري، يرى أن واشنطن تدّعي دعمها للمسار السياسي السلمي في ليبيا ومساعيها تحقيق مطالب الشعب وإجراء إنتخابات رئاسية حرة ونزيهة، لكنها في حقيقة الامر تبحث عن سبل لإشعال حرب اهلية جديدة في البلاد.
حيث إستند المنصوري في تحليله إلى حقيقة أن واشنطن تسعى لإيجاد طريق يُحقق مصالحها في البلاد ويُقصي المشير خليفة حفتر من المشهد السياسي في ليبيا لدرايتها بأن إجراء الإنتخابات الرئاسية وفق تطلعات الشعب الليبي لن يتم في حال عدم مشاركة خليفة حفتر فيها، وبالتالي تسعى واشنطن لتلفيق التهم ضد المشير لإقصاءه وبالتالي إفشال الإنتخابات المُنتظرة.