تقارير تكشف ما وراء لقاءات مسؤولين وقيادات رفيعة المستوى من شرق ليبيا وغربها

أحمد أسامة

في إطار التطورات المتسارعة في ليبيا بعد طرح مبعوث الأمم المتحدة الى ليبيا عبدالله باثيلي مبادرته بشأن إجراء انتخابات في البلاد قبل نهاية العام الجاري، من المرتقب أن تتم زيارة قائد لواء طارق بن زياد، العميد صدام حفتر للعاصمة طرابلس في الأيام القليلة القادمة. حيث قال رياض الناكوع، مؤسس حملة وقفة خوت إنه “بعد العيد بقليل سنرى صدام حفتر في العاصمة طرابلس”، بحسب منشور له على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك. ويأتي تعليق الناكوع بعد وصول عدد من قيادات المنطقة الشرقية إلى العاصمة طرابلس، حيث أكدت مصادر في البعثة الأممية، إن عبد الله باثيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة، شهد حفل إفطار في العاصمة يوم الأحد بحضور أعضاء «5+5» وعدد من قادة كتائب وميليشيات المنطقة الغربية، مشيرة إلى أن هذا اللقاء هو فاتحة اجتماعات مماثلة ستُجرى لاحقاً على التوالي في بنغازي وسرت، تمهيداً للإعلان عن تشكيل «قوة مشتركة» من شرق البلاد وغربها لإرسالها إلى الجنوب لتأمين الحقول النفطية. وكان الحضور من طرف القيادة العامة للجيش الوطني، وكيل داخلية حكومة باشاغا المُكلفة من مجلس النواب فرج اقعيم، وآمر اللواء 128 معزز حسن معتوق الزادمة، وآمر كتيبة طارق بن زياد، عمر امراجع، بينما حضر من المنطقة الغربية مجموعة من قادة المجموعات المسلحة بينهم آمر اللواء 444 محمود حمزة، وغنيوة الككلي رئيس جهاز دعم الإستقرار، ووزير الداخلية المكلف عماد مصطفى الطرابلسي.

وكشفت مصادر صحفية أن الهدف من الاجتماع هو توحيد الجهود من أجل تنظيم الانتخابات ووضع الآليات للتواصل بين الوحدات الأمنية والعسكرية لتأمينها، وأشارت أيضاً إلى أن الاجتماع الذي حصل والاجتماعات القادمة تحظى بدعم أمريكي كبير. وترجع هذه اللقاءات بحسب مراقبين ليبيين، الى أن هناك صفقة تمت سراً بين الولايات المتحدة وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، تقضي بتواصل الأخير مع قيادات الغرب الليبي الأمنية والعسكرية، في إطار العمل بمبادرة باثيلي ودعم الوصول الى الإنتخابات، مقابل تخلي الإدارة الأمريكية عن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، وإقصائه عن الإنتخابات القادمة عبر فضح بعض مؤامرات الفساد التي يخوضها في البلاد وبالتالي محاكمته. وتحاول واشنطن بهذا فرض شروطها على الأطراف الليبية فيما يتعلق بإجراء الإنتخابات وفق مبادرة باثيلي، وتأمين عمل القطاع النفطي في البلاد دون توقف وبالتالي تحقيق غاياتها في السيطرة الكاملة عليه. وهذا ما تؤكده الزيارة القادمة لنجل المشير حفتر صدام، ذي الثقل الكبير في الشرق الليبي الى طرابلس. يُشار الى أن طموح المشير حفتر السياسي واضح، وهو كان قد رشح نفسه للإنتخابات الرئاسية التي كان من المزمع عقدها في 24 ديسمبر 2021، وتم عرقلتها، بفعل عوامل عديدة منها سياسة الدبيبة وتفعيله للميليشيات المسلحة لصالحه بهدف الإطالة من فترة بقائه في السلطة نظراً لفرصه القليلة في الفوز بالإنتخابات إن جرت. والإدارة الأمريكية تريد إستغلال مبادرة المبعوث الأممي لترسيخ وجودها في البلاد وإيصال شخصية موالية لها ولإقصاء المعرقلين لخططها وضمان تدفق النفط بشكل شبه مجاني لها ولحلفائها الغربيين. وصفقتها مع حفتر، ستشكل نهاية لقوة الجيش الوطني وقدرته على تأمين سيادة البلاد السياسية والإقتصادية، لأنه سيضطر للتنازل بشكل مستمر مرة تلو الأخرى لواشنطن وتحقيق رغباتها في الهيمنة.

Related posts

Leave a Comment