بقلم : دكتور أحمد عبد الحميد
ماجستير أصول التربية جامعة طنطا
رمضان بالنسبة للأسرة شهر فرح وسرور لأنها تلتقي في مواعيد محددة كالإفطار والسحور والصلاة، وهو مناسبة لترسيخ قيم فاضلة لدى أفرادها وفي مقدمتها التعاون”.
و رمضان مدرسة تربوية يستطيع الآباء والأمهات في البيوت وأيضا المعلمون والمعلمات في المدرسة تربية الأبناء على معاني الخير والفضيلة والمشاركة والتعاون المثمر البناء.
ويحتاج بناء وتعزيز مفهوم المشاركة والتعاون في نفوس الأبناء داخل الأسرة الواحدة في رمضان إلى تحقيق جملة مجموعة من العوامل.
ومن هذه العوامل فهم الفلسفة التي يقوم عليها شهر رمضان، السعي الجاد من قبل المعلمون لترجمة معاني الخير التربوية في مدرسة رمضان وإكسابها للأبناء كي يصبح جزءا من ذاتهم سلوكا وممارسة عملية في حياتهم،
التأكيد على مبدأ القدوة الحسنة من قبل الأسرة والمدرسة حتى لا يكون هنالك شرخا تربويا”.
وحتى تتم تربية الأبناء على هذا المفهوم وتعزيزه داخل النفوس، لا بد للأسرة أن تعد أبنائها لاستقبال هذا الشهر وتغتنمه لبث القيم التربوية في نفوسهم، وأن تدربهم بشكل عملي على الأخلاق الحميدة وفعل الخير وإطعام الفقراء.
ولابد من ضرورة أن تقوم الأسرة بعمل مجلس عائلي قبل الافطار في شهر رمضان، تتناول فيه الأسرة أهمية التعاون وكيفية تحقيقه على مدار الشهر الفضيل.
و أن يطرح المجلس العائلي قضايا تتعلق بشهر رمضان وبخاصة أعمال البر والخير ومضاعفة الأجر عليه في رمضان.
إن التعاون داخل الأسرة في رمضان يزيد من المحبة والألفة ويساهم في تمكين أعضاءها من القيام بواجباتهم الدينية.
خصوصا الزوجة التي غالبا ما تنشغل بأمور المنزل وإعداد وجبات الطعام والولائم مما يجعل من رمضان بالنسبة للكثير من ربات البيوت عبئا إضافيا طالما تنتظر نهايته”.
ولابد من مشاركة الزوج والأبناء للزوجة في إعداد وجبات الطعام مثلا والتنظيف وترتيب المنزل وغيرها من الأعمال يساعدها في القيام بواجباتها.
ويسهم إلى جانب ذلك في تربية أفراد الأسرة على أهمية التعاون الذي هو صفة ضرورية ليس فقط في رمضان بل في كل أيام العام.
المحرك أو الدافع لنا جميعا للتعاون هو كسب الأجر والثواب الذي يتضاعف في هذا الشهر”.
أهمية مشاركة الأبناء في اتخاذ القرار والحوار وإبداء الرأي في الأمور الأسرية حتى يصبح هذا السلوك متأصلا في واقعهم وحتى يعتاد الطفل تحمل المسؤولية منذ نعومة أظفاره.وكل عام أنتم بخير