الولايات المتحدة الأمركية تقوم بتهيئة الظروف لتنصيب سلطة موالية لها في ليبيا

 

احمد اسامة

اصبحت ليبيا وفي ظل أزمتها المحتدمة والمستمرة لأكثر من عقد من الزمان، تتعرض لتهديد كبير متمثل بفرض الولايات المتحدة الأمريكية الوصاية عليها بشكل غير مباشر، فهي تحاول حياكة نهاية لهذه الأزمة بشكل يتوافق مع مصالحها ويضمن ولاء هذه الدولة المطلق لها.
وبدأت خطة واشنطن باستحواذها على عملية التمهيد للانتخابات، بحيث تستطيع التحكم بعملية الترشح وكيفية الترشح لرئاسة ليبيا، وتستطيع إقصاء من تريد من الشخصيات السياسية المعادية لها، وفرض عقوبات عليهم وإرغامهم على الخضوع لها، وبالطبع كل هذا سيتم وفقًا لـ”القوانين الدولية” ومن خلال الأمم المتحدة.
حيث قفزت إلى المشهد السياسي في ليبيا، مبادرة طرحها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا، عبد الله باتيلي، في 27 شباط/فبراير 2023، لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية المؤجلة.
مبادرة المبعوث الخاص للأمم المتحدة توغلت في حقل الألغام في المشهد الليبي، واختصرت الحل بتشكيل لجنة لم تخض في تفاصيلها من ناحية العدد، والجهة التي ستقوم باختيار أعضاء اللجنة، والإطار الزمني المتاح لتشكيلها، وبدء عملها، واحتمال انطلاقها من حيث انتهى المجلسان – مجلس الدولة ومجلس النواب – ولم تحدد الجهة التنفيذية التي ستتولى الإشراف على الانتخابات، لا سيما في ظل الصراع الدائر بين حكومة الدبيبة وحكومة باشاغا، كما ان من شأنها أن تنتزع صلاحيات مجلسي النواب والدولة.
والمرحلة الثانية لخطة الإدارة الأمريكية تكمن في تهيئة الظروف المناسبة للمرشحين الموالين لها، والذين يستطيعون تمكين مصالحها في هذا البلد الغني بالنفط.
وبهذا الصدد تجدر الإشارة إلى تصريح المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى ليبيا ريتشارد نورلاند المثيرة للاهتمام والتي تدعم فيها مبادرة باتيلي بشكل مطلق، والتي من خلالها نستطيع التأكد بأن واشنطن تقوم بحياكة خطة وراء الكواليس للانتخابات “النزيهة” الليبية، حيث قال السفير الأمريكي بأن مبادرة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبدالله باتيلي لا تسعى لوضع الأسس القانونية والدستورية فقط بل استخدام الدبلوماسية لجمع الأطراف الفاعلة معًا لإجراء الانتخابات في بيئة آمنة تُحترم فيها النتائج من الفائزين والخاسرين على حد تعبيره.
وأضاف نورلاند “أنه إذا كان “عبد الحميد الدبيبة” ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، فعليه التنحي عن رئاسة الحكومة، لافتاً إلى أنه من الممكن إجراء الاستحقاق الانتخابي في ليبيا خلال العام الجاري؛ مشيراً إلى أن مبادرة المبعوث الأممي “عبدالله باتيلي” بشأن إجراء الانتحابات، جاءت بعد مشاورات مُعمّقة مع السياسيين الليبيين والأطراف الدولية.
والجدير بالذكر أن عبد الحميد الدبيبة، يُعتبر أحد الشخصيات المثيرة للجدل في ليبيا، فترشحه في الإنتخابات السابقة كان سببًا من أسباب فشلها، وهو رئيس حكومة منتهية الولاية قانونيًا وأمميًا. بالإضافة إلى ذلك، ملفات الفساد واختلاس الأموال، تلاحق عائلة الدبيبة وكشفت أكثر مرة على العلن.
ولكن وبالرغم من ذلك، ترى واشنطن بأن الدبيبة سيكون حليفًا تستطيع الاعتماد عليه إذا ما استلم مقاليد الحكم في ليبيا، وأبسط مثال على ذلك اندفاعه دون تردد لتسليم المواطن الليبي، أبو عجيلة مسعود، المتهم غيابيًا بقضايا إرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية.

Related posts

Leave a Comment