بقلم / نــور علم الـدين
مِن الأوهَام ماقتل ومِن الظنون ما أفسدَ العقل والروح ….
فما أتعس الإنسان الذي إمتلأَ قلبهِ بالشكوك ، لأنهُ مليئ بالتفسيرات السلبية الدائمة لأقوال و أفعال الآخريين ، فيصبح لديهِ تصور دائم أنهُ يحيَّا وسط مؤامرة والبعض ينوي لهُ الشر …
فإذا شعُرت أنك داخل تلك المؤامرة ، تذكر قولهِ تعالي ( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) سورة الطارق …… فلتبقيّّ دائمًا معية الله تُرافقنَا ……
وكما قال المُتنبي (فإذا ساء فِعل المرء ساءت ظنونهُ ) …. فإياكم أن تأخذوا غيركم علي محمل ظنكمَّ السيء ، فَفِيكُمَا من الصدق ما ليس بمقدوركم فهمهُ وما يفوق تصوركما ، فقط خذُوهم كما هُما .. وليس كما تعتقدون أنتم !
لكي تُحافظ علي نقاء قلوبكم لِتنعم بعلاقة مع الله ومع الخَلق ،
فلا تتكلم بما تظِن وأتُرك مجالس الغيبة والنميمة ، لِيكُن همك الوحيد هو إصلاح نفسك فهي أوليَّ وأحق …
وقد روا احد الصحابة … ( طُوبى لمنْ شَغَلَهُ عَيبُه عن عُيُوبِ النّاس ) …
لِذلك إستثمر عُمرك فى إصلاح ذاتِك دون الإنشغال بالبحث فى أفعال غيركَ ، فعندما يُسيء الإنسان الظن بغيرهِ يغلق كل منافد تلقِّيٰ الخير من هذا الإنسان ، فمِن حقك أخذ الحذر من إيذاء الآخريين إذا رأيت ما يبعث على القلق ، لكن لا تلقِ بنفسك لتهلِكُكَ أوهامك ، فلو أصلحَ نفسهِ لإنصلحت ظنُونهُ ..
فسوء الظن يصل بصاحبهُ لكثرة التجسس و مُتابعة الآخريين ، فَدعكَ من الظنون التى تُعكر عليكَ صفو حياتك ….
ف ” الشَّرِيرُ لَا يَظُنُّ بِأَحَدٍ خَيْراً لِأَنَّهُ لَا يَرَاهُ إِلَّا بِطَبْعِ نَفْسِهِ “…. ( علي بن أبي طالب )
إذًا يجب عليك أن تكون شخصًا متزن ، لأن هذة الظنون تُصيب النفس المُطمئنة وتجعلها تبتعد كثيرًا عن صِفات النفس الساكنة الراضية ……
و جميل أن تكون نواياك بيضاء حتىَّ و إن ألبسوك سواد ظنونِهم .. و قد قال ابن عباس ، ( إنَّ الله قد حرم على المؤمن من المؤمن دمه وماله وعرضه ، وأن يظنَّ به ظنَّ السوء ) ……فنحن نتمنىٰ أن يقبل الله اعذارُنا يوم القيامة .. فلماذا لا نلتمس العُذر لبعضنا البعض ..؟!
لِندعوا الله أن يُطهر أروحُنا بسوء الظن بخلقهِ …….
وأخيرًا _________
لا تكُن فارغَ العقل وتجعل مِن نفسكَ حاكمًا على النوايا والقلوب………………….