كتب- أحمد أسامة:
يتحدث الجميع داخل ليبيا عن ضرورة إجراء الإنتخابات الليبية في حين تنتشر الميليشيات المسلحة المدعومة من أطراف محلية ودولية، في غربي البلاد، تعبث بالأمن والأمان، وتهدد حياة المواطنين. فقد أكد المتحدث الإقليمي بإسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ أن بلاده تُدعم الأمم المتحدة في محاولاتها لحث الأطراف الليبية على الاتفاق على تفاصيل إجراء الانتخابات. بينما المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند أكد أن إحلال السلام والاستقرار طويل الأمد هو مفتاح تحقيق الرخاء الاقتصادي لأجل كل الليبيين. هذه التأكيدات والتصريحات وبالأخص من جانب الأمريكيين والأمم المتحدة تأتي في ظل إنسداد سياسي في البلاد وخلاف على القاعدة الدستورية التي على أساسها تُجرى الإنتخابات، وإحتمالات قيام حكومة ثالثة في البلاد، أو عودتها الى مربع الصراع.
ناهيك عن تمسك عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة المنتهية الولاية بمنصبه، في طرابلس، وإستقوائه بالميليشيات والأجندات الأجنبية، بدعم تركي وأمريكي واضح له. حيث تقوم ميليشيات الدبيبة بين الحين والآخر بإفزاع المواطنين وإلحاق الضرر بممتلكاتهم وأرواحهم. فقد أكد شهود عيان إندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة أمام الشركة العامة للكهرباء بـ بوابة الجبس على طريق المطار بالعاصمة طرابلس، بين مجموعة مسلحة من مدينة الزاوية وأخرى. وبحسب وسائل إعلام محلية فإن سبب الاشتباكات رفض مجموعة الزاوية الوقوف في بوابة الجبس بـ طريق المطار والتنافس الحاصل على السيطرة في المنطقة. بموازاة ذلك، استنكرت كلية الهندسة بجامعة طرابلس قيام ميليشيا بانتهاك حرمة الجامعة والقبض على أحد الطلاب من المحاضرة. وأكدت الكلية أن الميليشيا كانت ترتدي ملابس مدنية ولم توضح هويتها الأمنية، مشيرةً إلى أنه تم إبلاغ جميع الجهات الأمنية أن الواقعة تعتبر واقعة خطف لأن الجهة مجهولة. بينما أفاد شهود عيان بأن الطالب الذي تم القبض عليه داخل حرم الجامعة مقيد بقسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية في كلية الهندسة. وذكرت المجموعة المسلحة أثناء القبض عليه أنه يتبع تنظيم داعش الإرهابي، بينما أكد أصدقاء الطالب أنه ليس له علاقة بأحد وليس له أي نشاط ملحوظ داخل الجامعة وعلاقته بالجميع طيبة. هذا بعض من فيض ممارسات الميليشيات المسلحة، وبالتالي فإن الحديث عن إنتخابات في ظل هذه الظروف التي يعيشها المواطن الليبي بوجود الميليشيات المسلحة، لا يمت للواقع بصلة، وهو مجرد دعايات غربية الهدف منها الضحك على عقول الواطنين، بينما تستفيد هذه الدول من حالة الفوضى والوهن التي تعيشها ليبيا لتقوم بنهب ثرواتها.
وهذه الدول تقوم برعاية الميليشيات وتمويلها وغض الطرف عنها، لا بل بدعمها بالمرتزقة كتركيا التي أرسلت السوريين للقتال في ليبيا، والتي ترفض قرارات الأمم المتحدة بسحب القوات والمرتزقة الأجانب من البلاد، لتهيئة مناخ سياسي ملائم للإنتخابات.