” نافذة إلى الروح “

 

العين هي نافذة الروح .. هكذا قالوا..
فهي تقدم لنا خارطة مفصلة لما يحتويه الجسد ، و ما عانته النفس خلال مسيرتها .. يتبين لنا ما ورثناه من أسلافنا و كيف يمكن أن تظهر و تؤثر على حياتنا الحالية ، و حتى نوعية تفكيرنا..

المقولة القديمة تثبت أنها ليست نافذة للروح فقط ، و لكنها نافذة للجسد الذي تسكنه هذه الروح أو النفس بصورة أدق ..

رغم أن علم القزحية iriodology الذي لا يتم تدريسه، تقدم تقرير مفصل عن الحالة الجسدية ”العضوية“ و حتى ” النفسية “ للفرد
فهو لا يدرس فقط الألوان ، و التصبغات بل و حتى الأشكال المرسومة ، أو التي تتكون نتيجة لمرض أو تسمم ، و حتى الإجهاد ، و التعب ، و مشاكل الغدد و خلل الهرمونات.. الحالة النفسية ،، كل هذا يمكنك ملاحظته على قزحية العين وحدها.. لتصبح فعلًا نافذة لما يوجد في الداخل ..

و لهذه الأسباب لا نرتاح للأشخاص الذين يستعملون العدسات اللاصقة باستمرار فهي تخفي عنا ذواتهم الحقيقية التي نريد معرفتها عند محاولة التواصل الحقيقي معهم … مثلاً جرب أن تتحدث مع شخص يرتدي عدسات لاصقة، سترى نفسك تحاول إطالة النظر ، و التركيز في عيونهم ليس من باب انبهارك بألوانها ، و إنما لعلك تلمح الحقيقية المغطاة تحت عدساتهم تلك! ..

ومهما كانت تلك العدسات اللاصقة المستخدمة تبدو طبيعية.. إلا أننا سنلاحظها بكل سهولة ،و نميزها لانها لا تتماشى مع ترددات بدنه،، فالعين هي ملخص لما يحدث في البدن .. فعندما نتلقى إشارات من البدن لا تتماشى مع ما يبثه عينه عندها سنعلم أنه قام بـ إخفاءها عن عَمدٍ ..

لذلك التواصل البصري هو أبلغ ، و أسهل ، و أحسن طريقة للتواصل مع جميع الكائنات ..

الأطباء خلال مسيرتهم العلمية الطبية تم تلقينهم ،و تدريبهم على النظر ، والتفحص بعين المريض لملاحظة أي تغيرات أو علامات تدل على أمراض معينة .. لكن عملية النظر هذه اقتصرت على ملاحظة لون الغشاء للتأكد من خلوها من الإصفار أو النزيف .. و أي إصابات واضحة .. أو ملاحظة استجابته للمنعكسات العصبية ، و فقط و اقتصرت عملية الفحص بهذه السمات و انتهت هنا مع الأسف ،،،

فكان الجزء الذي لا يفحصه الأطباء (القزحية) لسوء حظهم هو أكثر جزء يتحدث عن معاناة المريض ، بل و يصفه بدقة ..

فأصبح الطبيب يقف أمام الدليل الذي يبحث عنه و ينظر إليه لكنه لا يراه ..

لتكتمل صورتهم بـ :
” لهم قلوب لا يفقهون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها “

{ وَفِی #ٱلۡأَرۡضِ ءَایَـٰتࣱ لِّلۡمُوقِنِینَ (20)
وَفِیۤ #أَنفُسِكُمۡۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ ؟ (21) }

ختامًا عندما تدرك أنك نسخة من ملكوت عظيم، و أن هذا الملكوت خلق على أرض منبسطة مسطحة ، و السماء فوقها سقفا محفوظا، كما العين .. ستعرف وقتها كيف تم الخلق ، و لماذا يحاولون تشويهه و ابعادك عن حقيقتك .. فالأرض و أنت تملكان نفس الآيات !! ، و يجري عليكم نفس القوانين التي هي كلمات الله التي لا تتبدل ..

أما من يحاول أن يوهمك بأشياء أخرى فسيرسم لك عيون أخرى لترى بها .. فاختيارهم موفق دائمًا للرموز لأنهم يعلمون علم الكتاب ، و بهذه الطريقة يحاولون السيطرة عليك ..

{ سَنُرِیهِمۡ ءَایَـٰتِنَا فِی ٱلۡـَٔافَاقِ¹ وَفِیۤ أَنفُسِهِمۡ ²
حَتَّىٰ یَتَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ
أَوَلَمۡ یَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ شَهِیدٌ؟(53)
أَلَاۤ إِنَّهُمۡ فِی مِرۡیَةࣲ مِّن لِّقَاۤءِ #رَبِّهِمۡۗ
أَلَاۤ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَیۡءࣲ #مُّحِیطُۢ (54) }

كتب أحمد البياسي

Related posts

Leave a Comment