الجمهورية اليوم دوت كوم
موقع اخباري شامل اخبار عربية وعالمية وظائف اهرام الجمعة خدمة الاسعار

البعثة الأممية كاذبة وبوادر التوافق غريبة في ليبيا

- Advertisement -

كتب أحمد أسامة
في ظل الصراع على الشرعية في ليبيا، بسبب الدعم التركي اللامحدود لرئيس حكومة الوحدة المنتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة، في طرابلس، إضافة الى الموقف الأمريكي المساند له، لا يزال المسار السياسي في البلاد على المحك.
وقد دعا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا، عبدالله باثيلي، اليوم، المجتمع الدولي إلى دعم اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، معتبراً أنها تمثل رسالة أمل لجميع الليبيين، مؤكداً دعم الأمم المتحدة لجهود اللجنة والمؤسسات الليبية ذات الصلة بهدف إعادة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية، وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب، وفقاً لخطة عمل اللجنة، حفاظاً على سيادة ليبيا ووحدتها.
إلا أنه سبق وأن أكد باثيلي، على ضرورة إجراء الإنتخابات بعض النظر عن حالة الإنقسام ووجود حكومتين في البلاد، بل وأعرب عن دعمه لمقترح المستشارة الخاصة السابقة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ستيفاني ويليامز، والذي نص على تقسيم البلاد إلى ثلاثة أقاليم.
وهذا إذ يُشير الى أن لدى بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية خطط أخرى للإبقاء على حالة الفوضى والأزمة السياسية الليبية وتقسيمها إن أمكن. فمنذ أن جاءت البعثة عام 2014، تحت شعار بسط الأمن والإستقرار وإيجاد حل سياسي دبلوماسي للأزمة الليبية ينتهي بإجراء إنتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة، لم تتحقق هذه المهام بل عملت على زيادة الإنقسام وبث الفوضى في البلاد.
ومما لا يدعو الى الشك في أن البعثة تقوم بتحقيق أغراضها، إعلان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، بالأمس، أن هناك شبه التقاء على إعادة النظر في الحكومة وتشكيل حكومة جديدة محايدة للإشراف على الانتخابات. حيث قال إنه ستشكل لجنة على غرار لجنة الحوار السابقة، وسيجري الاتفاق بين مجلسي النواب والدولة على الحكومة الجديدة.
وأوضح عقيلة أن اجتماعات القاهرة شهدت الحديث عن كون حكومة الوحدة الوطنية قد فشلت في أداء مهامها، وسلمت مواطناً ليبياً بدون إجراءات صحيحة. وأفاد بأنه من الممكن وضع قاعدة دستورية “إذا صدقت النوايا”، مضيفاً أن ما جرى في القاهرة سيعرض على المجلسين للنظر في إمكانية الاستفتاء عليه لحسم الخلافات بشأنه.
والحديث عن التوافق والإنتخابات مثير للجدل، ولا يمكن اعتبار تصريحات باثيلي وغيره المتكررة والمتعلقة بالحفاظ على وحدة البلاد جدية، فقد مر على سقوط نظام العقيد معمر القذافي أحد عشر عامًا، خاضت البلاد خلالها عشرات المؤتمرات ووقعت عشرات من الاتفاقيات السياسية، سواء في الصخيرات أو جنيف أو برلين وغيرها، وجميعها لم تتكلل بالنجاح، لأن ما يحدث هو “فوضى خلاقة” لاستغلال الموارد وتنفيذ الاجندات والمصالح.
فالولايات المتحدة هدفها دوماً ضمان السيطرة الكاملة على موارد النفط في ليبيا، التي تعد من بين الدول العشر الأولى من حيث إحتياطيات النفط. وإن تصرفات الأمريكيين، المخفية بذريعة تعزيز الديمقراطية، عبر البعثة، تهدف في الواقع إلى الاستيلاء على المزيد والمزيد من الموارد.

- Advertisement -

قد يعجبك ايضا
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق