زيارة مدير الاستخبارات الأمريكية إلى ليبيا تثير مخاوف

كتب أحمد أسامة
تسليم أنصار النظام السابق بقيادة القذافي في وقت لا تزال فيه الاتهامات تحاصر عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة بعد تسليمه ضابط الاستخبارات الليبي السابق أبو عجيلة مسعود إلى واشنطن بذريعة تورطه في تفجير طائرة لوكربي عام 1988 انشغلت الأوساط السياسية في شرق ليبيا وغربها بزيارة ويليام بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إيه إلى البلاد، ما زاد من المخاوف عن دوافعها لا سيما أن البلاد تعيش حالة من القلق والتشكك وزيارة بيرنز التي تعد الأولى لمسؤول أميركي رفيع المستوى إلى ليبيا منذ عام 2012، وكانت بنغازي أولى محطات مدير الاستخبارات الأميركية حيث التقى فيها المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني لوقت قصير، قبل أن ينتقل إلى غرب ليبيا للقاء الدبيبة، في العاصمة طرابلس. ووجد العديد من المراقبين صلة بين زيارة بيرنز والاعداد لتسليم نجل معمر القذافي، سيف الإسلام القذافي، فقد خرجت اليوم منظمة “هيومن رايتس ووتش” بتصريح أكدت فيه بأن ليبيا ملزمة قانونيًا بتسليم سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الليبي السابق. وأضافت المنظمة في تقريرها عن أحداث 2022 أن القذافي الابن، مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية منذ 2011، وما زال هاربا.

وشددت “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها على السلطات الليبية ضرورة تسليمه فورا إلى لاهاي. وأوضحت أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مدد تفويض البعثة الدولية لتقصي الحقائق في ليبيا في يوليو إلى تسعة أشهر إضافية غير قابلة للتمديد لينتهي عملها في مارس المقبل من العام الجاري. بينما أرجع رمضان التويجر، القانوني والباحث الليبي: “يبدو أن خطراً ما يداهم وجود ومصالح الولايات المتحدة الأميركية في ليبيا هو ما جعل مدير الـ(سي أي إيه) يجري هذه الزيارة، وفي هذا الوقت بالذات، الذي تشتد المعارك فيه بين روسيا وأوكرانيا”. وأضاف التويجر في تصريحات صحفية، أن هذه الزيارة “تأتي في الوقت الذي تفقد فيه ليبيا سيادتها واستقرارها، وتتمركز القواعد والقوات الأجنبية من مختلف الأطراف الدولية المتصارعة للسيطرة على العالم في كل مكان من أرض بلادي”.

ومنذ اندلاع «ثورة 17 فبراير (شباط) التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، يعتقد الليبيون أن بلادهم “باتت مسرحاً متسعاً لاستخبارات دول أجنبية وعربية عدة خصوصًا الأمريكية منها”، ويشيرون في أحاديثهم إلى أن “الأطراف الدولية المتداخلة في أزمتهم تسعى للحصول على مكاسب نفطية”، من باب أنها “تسعى لحل الأزمة”. ومنذ تسليم حكومة الدبيبة أبو عجيلة إلى واشنطن، وتيار النظام السابق يتخوف من إقدامها على تكرار الخطوة ذاتها مع عبد الله السنوسي، صهر القذافي، رئيس جهاز الاستخبارات السابق، أو مسؤولين ليبيين آخرين، على الرغم من نفي الدبيبة في وقت سابق الإقدام على ذلك. غير أن الليبيين، الذين شاهدوا بامتعاض موكب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وهو يعبر من طريق باب العزيزية باتجاه وسط العاصمة تحت حراسة مشددة، يشيرون إلى أن “الصراع على السلطة في البلاد يجعل كل شيء قابلاً للحدوث.

Related posts

Leave a Comment