كتبت/ سمر مجاهد
(المرأة العصرية وبناء المجتمع ). إن من أكثر الادوار الانسانية تأثيرا في المجتمع هو دور المرأة. فالمرأة هي الام والقائدة القادرة علي تربية شباب وشابات المجتمع تربية طيبة صالحة وهي الاكثر تأثيرا واسهاماً في نجاح ابنائها فقد اثبتت المرأة العصرية مدى قدرتها وإستطاعتها وتكيفها بما يلائم ويناسب التطورات والظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المحيطة بها لما تملكه من مواصفات لا تُعد ولا تُحصي فقد تبدلت اولوياتها واصبحت تمتلك درجة عالية من الثقافة والوعي والشغف المستمر للاطلاع والتعلم وكسب كل ماهو جديد من مهارات علمية ومهنية وحياتية فأصبحت ذات رأى مستقل وقوة شخصية استطاعت من خلالها تحقيق ذاتها فالمرأة اليوم تساند الرجل بل وتنافسه احيانا في العمل والبيت والمجتمع فهي نصف المجتمع من حيث التكوين وكل المجتمع من حيث التأثير والنشأة والتكوين فالمرأة الان تمتلك طموحا واهدفا دفعت بها الي الامام فأصبحت صاحبة قرارها نظرا لإستقلالها ماديا فأثبتت ذاتها واجتهدت في تنظيم امورها واستطاعت التوفيق بين مختلف شئون حياتها العائلية والعملية. فإن اتصاف المرأة بالضعف من قبل المجتمع لم يكن يوما عائقا امام تحقيق رغباتها لان هذا الضعف ما هو الا ضعفاً بيلوچياً في تكوينها ولهذا فإنها تمتلك نفس قدرة الرجل في العلم والعمل والتربية بل وتحترم العادات والتقاليد والاعراف وتربي أولادها ولا تقصر في واجباتها فهي تعمل جاهدة علي تنظيم حياتها وتقسيم اوقاتها ووضع سلم لاولوياتها نصب عينها.فالمراة هي وتد البيت وروحه وركنه الاساسي فهي الزوجة والام والاخت والبنت قبل كل شئ وهي ايضا الصديقة والزميلة والمديرة والرائدة والشريكة فهي الان اصبحت تتبوأ أعلي المناصب وتشغل اهم المراكز فقد انخرطت في شتي الميادين السياسية والاجتماعية والعملية والاقتصادية . فالمرأة اليوم أصبحت عصامية لديها من الاصرار والوعي والطموح ما يجعلها تسعي لبناء مستقبل افضل لها ولعائلتها فهي الان تسير واثقة الخطي مغامرة في الحياة مواجهة للصعاب بعزيمتها واصرارها واستعدادها الدائم لكل مفاجاة او عثرة قد تعتري طريقها ولديها من الوعي الذاتي ما يمنحها القدرة علي التعلم من اخطائها وإدراك نقاط ضعفها وتمتلك من الفطنة والذكاء ما يؤهلها لإقتناص الفرص التي تساعدها في إحتلال المراتب الريادية علي الدوام .ونجد ايضا ان بعض النساء قد فرض عليهن ان يصبحن اقوياء لما مروا به من تجارب وظروف قهرية جعلت منهم اشخاص يقفن في وجه الحياة متحدين ظروفهن مُعاندين واقعهم من أجل دعم عائلاتهم والتضحية لتأمين حياة أفضل لهم فتجدها قد اكتسبت قوة علي الصعيد الشخصي مكنتها من التغلب علي مخاوفها والتفوق عليها والانتصار في النهاية. وفي الوقت ذاته لا نستطيع انكار الدعم الذي يقدمه الكثير من الاباء والازواج والعائلات لنسائهم حيث ان هذا التشجيع والدعم المتواصل يجعلها قد تصل سريعا إلي المناصب العليا فقد تبدلت الان نظرة المجتمع وثقُل العقل واتزن الفكر عن ما كان عليه سابقا فتحرر المراة سابقا كان مُرادفا للإنحلال الاخلاقي والتسيب والضياع والافتقار إلي الحشمة والحياء اما الان فقد تغيرت الظروف وتبدلت الاحوال وتغيرت تلك النظرة واصبح من الضروري مشاركة المرأة ومساندتها لعائلتها وزوجها والسعي لتحقيق ذاتها وبناء شخصيتها المستقلة فالمرأة هي نصف المجتمع ومُتمة بُنيانه فنجد ان دعم المرأة يجعلها دائما في حالة من التقدم والازدهار فجميعنا بحاجة للاستمرارية والمتابعة والمساعدة في بعض الاحيان فإن طلب المساعدة من الشريك ليست دليل ضعف او تقصير وإنما هي ببساطة مشاركة للوصول إلي الافضل لذلك يجب علي المرأة ترتيب اولوياتها فإن نقص التركيز مع اسرتها وزوجها واولادها لابد وان يخلق انعكاسا سلبيا علي حياتها مهما ابدعت في عملها فإنه لا يجوز مطلقا ان تتفوق في قطاع علي حساب قطاع أخر فربة المنزل المثالية هي ليست فقط التي تطهو وتنظف وترتب بل هي القادرة علي تربية جيلا واعياً وتساعد شريكها وتبرز في المجتمع وتكون رائدة في مجالها فإن لكل امراة في هذه الحياة تحدٍ تخوضه خلف سِتار المجتمع فإن هذا التحدي قد يكون من اجل ابنائها او في عملها وفي المجتمع بوجه عام .