أحضان علي الطريق بقلم/دعاء زيان

 

بقلم/دعاء زيان

يوم آخر زاد به أنين يعتصر روحي،لابد لي من مغادرة تلك الشرنقة الضيقة مهما كلف الأمر، ارتديت ملابسي وصممت علي الفكاك من أنياب اليأس بالخروج من جدران المنزل التي تطبق علي ضلوعي، مشيت بلا هدف ،لا أدري إلي أين ستأخذني قدماي تلك المرة فوجدت نفسي بالكورنيش حيث أجد راحتي مع نسمات الهواء العليل والهدوء ، أحسست بدفء يتسلسل إلي قلبي المتعب وطمأنينة تسري في بدني كله ولكن سرعان ما تبدد كل ذلك من مشهد تكرر أمامي عدة مرات، شاب وفتاة صغيران يهمسان لبعضمهما في الظلمة في جزء خفتت فيه أضواء الأعمدة الكهربية، يتهامسان وقد اقتربت اجسادهما حتي الإلتصاق، دفعني قلب الأم والمروءة في بداية الأمر لإحسان الظن أولا ربما أنهما أخوة وبعد خطوات أخري رأيت آخرين تلك المرة يمسك بيديها،جحظت عيناي فلا داعي لحسن النية بعد الآن أنهما حبيبان ولكن أي حب هذا لأولاء الخمس عشر فأنصرفت غاضبة ورأيت المشهد الأخير و فتاة تنحني بجسدها فتسقط في أحضان الشاب بجوارها،تسمرت في مكاني ، أحضان في الطريق!!! أي بلاء هذا الذي يجعل فتاة بلغت الحلم منذ عدة أعوام قليلة تلقي بنفسها في عرض الطريق، ينهش عرضها وعرض أباها كل المارة، أين اباكِ أيتها الصغيرة ؟أين والدتك؟هل لهتهم حياتهم الدنيا عنكِ؟ هل لكل منهم نزوة منشغل بها ؟

هل توفاهم الله وأنت وحيدة في هذا العالم الموحش بلا مربي أو صدر حنون ووجدت في ذلك الفتي الأرعن ملاذك الأمن ؟هل تطلقا وانتقما من بعضهما البعض فيكِ فقررت أن تردي لهم الصاع صاعين و تندسي شرفهم وأمام عيون جميع المارة ، وبدل من أن ألقى أعبائي

في قاع النهر وأعود، حملت فوقها أحمال وعدت أجر أذيال الخيبة .

Related posts

Leave a Comment