كتب أحمد أسامة
تعمل تركيا بقيادتها السياسية الحالية على إستغلال حالة الفوضى والوهن التي تعيشها ليبيا، لتتغلغل في البلاد وتمتص ثرواتها وتعزز موقعها في منطقة شرق المتوسط. حيث تقوم أنقرة بتعزيز حالة الصراع بين الحكومتين الليبيتين وحالة الانقسام الداخلي ما بين حكومة فتحي باشاغا المدعومة من قبل البرلمان والتي لم تستطع دخول طرابلس وحكومة عبدالحميد الدبيبة التي تدعمها لتستمر في وجودها بالسلطة. وعبر توقيعها مع حكومة الدبيبة على اتفاقيات للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الليبية، وإتفاقيات أمنية، أتاحت تركيا لنفسها ممارسة ضغوطها وسياساتها على البلاد، رغم الرفض المحلي والدولي لدورها الهدام في ليبيا. وقد رصدت وسائل إعلام محلية وشهود عيان دخول فرقاطة حربية تحمل العلم التركي، في وقت سابق مساء أول من أمس إلى قاعدة الخمس البحرية غربي ليبيا، وهي الثانية من نوعها، التي تدخل قاعدة الخمس على مدى الـ24 ساعة الماضية. لتأتي هذه الخطوة الجديدة بعد أن أنشأت تركيا مؤخراً مركزاً للتدريب البحري المشترك بمدينة الخمس، في إطار مذكرة التعاون الأمني والعسكري، المبرمة مع حكومة الوفاق الليبية السابقة برئاسة فائز السراج. وبنظر الخبراء السياسيين، فإن الضغوط الحادة التي تعاني منها حكومة الدبيبة ومساعيها لضمان استمراريتها في السلطة، تجعلها تقوم بتوقيع الاتفاقيات التي تعزز نفوذ الأتراك في ليبيا. كما أنه يُشار الى أن صادرات تركيا إلى ليبيا تجاوزت 2 مليار دولار خلال الفترة الممتدة من يناير إلى نهاية أكتوبر من العام الحالي بحسب أرقام مجلس المصدرين الأتراك، وزادت بنسبة 3.3 بالمئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وأشارت وسائل الاعلام الليبية الي انه على أن ليبيا تغوص في دائرة النفوذ التركي سياسياً وأمنياً وإقتصادياً، في ظل تحارب الأطراف السياسية وتنازعها على السلطة، مما سيضر كثيراً بالليبيين. وتعليقاً على هذه المستجدات، قال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، إن المؤامرة على ليبيا “أكبر من تفكيرنا، وهدفها تقسيم البلاد وإهانة الشعب الليبي”. موضحاً أن حكومة الدبيبة التي تم اختيارها في جنيف لمدة محددة، وبهدف إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر كانون الأول من العام الماضى لم تنجز مهامها المتمثلة في توحيد المؤسسات وتوفير متطلبات المواطنين والمصالحة الوطنية والانتخابات ليعتبر متابعون للشأن الليبي أن ما يعكسه المشهد الليبي حالياً لا يسمح بكثير من التفاؤل للوصول إلى حالة من التوافق السياسى بل إن النفوذ التركي المتزايد يثير الكثير من التشاؤم