الميليشيات والتدخل الخارجى مطب أمام إجراء الإنتخابات الليبية

 

كتب أحمد أسامة

فى 24 ديسمبر الماضى كان الشعب الليبى على موعد مع إنتخابات رئاسية الأولى فى البلاد منذ سقوط حكم الرئيس معمر القذافي عام 2011 لكن وبسبب الخلاف بين مجلس النواب والدولة على عدد من بنود القاعدة الدستورية وتواجد الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية والمدعومة من تركيا تم تأجيل الإنتخابات إلى أجل غير مسمى وفي محاولة من مجلسي النواب والدولة للوصول بالبلاد إلى إنتخابات تتوافق مع مطالب الشعب الليبى قرر الطرفان تشكيل حكومة جديدة مهمتها الرئيسية توفير البيئة المناسبة لتنفيذ الإستحقاق الإنتخابى وكان من المفترض أن ينعقد إجتماع لأعضاء المجلس الأعلى للدولة في طرابلس لتوزيع المناصب السيادية في الحكومة المزمع تشكيلها. هذا الإجتماع تم عرقلته من قبل الميليشيات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، حيث أكدت التقارير أن ميليشيات تابعة لعبد الحميد الدبيبة حاصرت مقر المجلس الأعلى للدولة في طرابلس ومنعت الأعضاء من حضور الجلسة لعرقلة المسار السياسي في البلاد. الخبراء والمحللون السياسيون يرون أن إجراء الإنتخابات أصبح شبه مستحيل لأسباب عديدة من ضمنها عدم وجود قاعدة دستورية لتنظيم الإنتخابات ووجود خلاف واضح وصريح بين مجلسي النواب والدولة على عدد من بنود القاعدة الدستورية أهمها بند ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية في الإنتخابات. هذا ويُعتبر تواجد الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس عقبة حقيقية أمام إجراء الإستحقاق الإنتخابي، حيث أنهم كلما شرعت الأجسام السياسية في البلاد للإجتماع وإيجاد حل ينتهي بإجراء إنتخابات رئاسية، تقوم الميليشيات بزعزعة الأمن في العاصمة وضواحيها. والجدير بالذكر أن ليبيا تعيش في ظل حكومتين احداهما وليدة ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والأخرى فى سرت مكلفة من البرلمان برئاسة وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق فتحي باشاغا الأمر الذي يقف عائقاً أمام توحيد مؤسسات الدولة والعبور بالبلاد إلى الإنتخابات الخبير والمحلل السياسي الليبى أحمد الفيتورى يرى أن فرص تحقيق الإنتخابات الرئاسية مستبعد بسبب الخلافات العديدة بين الأطراف السياسية الليبية ومع وجود حكومتين في البلاد إزداد الإنقسام المؤسساتى ناهيك عن مساعي دول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لتقسيم البلاد عن طريق دعمهم لفكرة تكوين حكومة جديدة وإجراء إنتخابات رئاسية على أساس الأقاليم الثلاثة في البلاد وهو ما سيقود إلى تقسيم ليبيا لا إيجاد رئيس للبلاد. ويعتبر تدخل عدد من الدول في الشأن الداخلي الليبي من أسباب تأجيل الإنتخابات إلى أجل غير مسمى حيث نجد تركيا التي تدعم أحد طرفي النزاع في ليبيا عبر إرسال العتاد العسكري والمرتزقة السوريين إلى العاصمة طرابلس مقابل حقوق التنقيب عن الغاز والنفط في المياه الليبية إضافة الى ترويج الولايات المتحدة الأمريكية لفكرة إمكانية إجراء إنتخابات رئاسية حرة ونزيهة في ظل وجود حكومتين

Related posts

Leave a Comment