كتب أحمد أسامة
مازالت الأزمة الليبية في مكانها دون أي تحرك نحو الحل بسبب العوامل الكثيرة التي تغذيها من خلافات وإنقسامات بين سياسيي البلاد والتيارات المختلفة ووجود حكومتين إضافة الى التدخلات الخارجية التي تريد تطبيق أجندات دولها والتي تحظى تركيا بالنسبة الأكبر فيها فقد تطرق تقرير تحليلي نشره موقع ميدل إيست آى البريطاني لأبعاد التدخل العسكري التركي المستمر في الشؤون الداخلية لليبيا بالشكل المزعزع لاستقرارها حيث أشار إلى تسبب التدخل العسكرى التركي في الصراع الداخلي الليبي في قلب ميزان القوة لطرف على حساب الآخر من دون معرفة عدد الخسائر في صفوف المدنيين إثر استخدام الطائرات التركية من دون طيار بيرقدار ونقل التقرير عن المحلل السياسي جليل حرشاوي قوله إن الوجود العسكري التركي في ليبيا ما زال هائلا إذ تتكون مهمة تركيا الحالية في ليبيا الآن من مئات العسكريين والجواسيس وغيرهم من الأفراد الأتراك و3 آلاف من المرتزقة السوريين ومجموعة شاملة من المعدات في حين لا يمنع هذا الوجود احتمالية نشوب صراع مسلح على الأرض بين الموالين لتركيا كحكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية في طرابلس وأعدائها وحالة الجمود السياسي المهيمنة حاليا على المشهد العام في ليبيا لن تقود بالمطلق إلى تحقيق أي بوادر لتعزيز الاستقرار أو الحكم الرشيد في البلاد. فقد استغلت تركيا الصراع بين الحكومتين الليبيتين وحالة الانقسام الداخلي ما بين مؤيدين لحكومة فتحي باشاغا المدعومة من قبل البرلمان والتي لم تستطع دخول طرابلس لتعنت الدبيبة وتمسكه بالسلطة وآخرين مؤيدين لحكومة الدبيبة وتعمقت في الأزمة الليبية. وعملت أنقرة بالتعاون مع حكومة الدبيبة على الإعداد وتوقيع اتفاقية للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الليبية في 3 أكتوبر 2022 تلاها توقيع إتفاقيتين أمنيتين متجاهلة قرار مجلس النواب الليبي بإنهاء صلاحيات حكومة الدبيبة وتكليف حكومة باشاغا وفي آخر ما تم من تداعيات السياسة التركية في ليبيا عبر دعمها لحكومة منتهية ورئيس حكومة منتهي، هو استعمال الدبيبة القوة ضد مؤسسات الدولة وموظفيها. حيث عرقلت ميليشيات تابعة للدبيبة منذ أسبوع انعقاد جلسة لمجلس الدولة في أحد فنادق العاصمة مما أدى الى تقديم المجلس شكوى إلى النائب العام في هذا الصدد. وبحسب مراقبين فإن المسار السياسي الذي يرسمه الليبييون بعزل حكومة الدبيبة هو المسار الضامن لمستقبل ليبيا لإرتباط هذه الحكومة بتركيا التي بدورها تحقق أجندتها الشخصية على حساب الليبيين