كتب أحمد أسامة
حرب وتنافس تشهده ليبيا ما بين حكومتين أحدها إنبثق من ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف عام 2021 برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والذي يرفض تسليم السلطة إلا بعد إجراء إنتخابات برلمانية، والثانية جاءت بقرار من مجلس النواب الليبي، برئاسة وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق، فتحي باشاغا، بهدف إنجاز ما فشلت في حكومة الدبيبة وإنجاز الإنتخابات الرئاسية في أقرب فرصة. لكن وبسبب تعنت الدبيبة ورفضه تسليم السلطة لحكومة باشاغا، تتوجه الأنظار نحو تكوين حكومة ثالثة في البلاد بعيداً عن الحكومتين الحاليتين، بعدما فشل الاخير في دخول العاصمة طرابلس ونيل الثقة من قبل المجتمع المحلي والدولي. هذا حيث أنه وبحسب الأنباء هنالك إتفاق بين مجلس النواب الليبي برئاسة المستشار عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، لتوحيد السلطة في البلاد وتكوين حكومة ثالثة، بعدما أظهر رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس ورئيس حكومة الإستقرار في سرت عدم رغبتهما في حل الأزمة سلمياً وقرارهما الإستعانة بالميليشيات والسلاح للوصول إلى كرسي الحكم المؤقت في البلاد. ومن بين الأحداث التي تؤكد إقتراب تكوين حكومة جديدة في البلاد هو حادثة عرقلة إجتماع المجلس الأعلى للدولة في طرابلس مطلع الأسبوع الجاري من قِبل ميليشيات مُسلحة تابعة لعبد الحميد الدبيبة. حيث أكد خالد المشري أن ميليشيات مسلحة تابعة للدبيبة حاصرت مقر المجلس الأعلى للدولة وتسببت في منع إنعقاد الجلس التي خُصصت لإختيار المُرشحين للمناصب السيادية في السلطة الموحدة الجديدة. وقد كشفت التقارير توافق رئيس مجلس النواب الليبي، ورئيس المجلس الأعلى للدولة على ضرورة تشكيل حكومة ثالثة مُصغرة الهدف منها الوصول بالبلاد إلى إنتخابات رئاسية حرة ونزيهة. هذا التوافق جاء بالتزامن مع دعوات الولايات المتحدة الأمريكية لتقسيم البلاد على لسان رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا السابقة ستيفاني ويليامز. ومن هنا بدأ الخبراء والمحللون السياسيون ينظرون إلى الحكومة الثالثة على أنها مخطط غربي لتقسيم ليبيا وإدامة الانقسام والفوضى والفساد في البلاد حتى تستمر هذه الدول في نهب ثروات الشعب الليبي من النفط وعائداته. وفي هذا السياق، قال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، طاهر السني، إن الحل في ليبيا يستند على إيقاف التدخل الخارجي المباشر وغير المباشر في الشؤون الداخلية للبلاد، لافتًا إلى أن عدة دول باتت تفصل لليبيا حلولًا تناسبها. وأضاف السني في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء، أن على المجلس وأعضاء المجتمع الدولي احترام إرادة الليبيين في إنهاء الأزمة وتحقيق الاستقرار في بلادهم بعيداً عن أي تدخلات تؤثر سلباً على جهود التقارب فيما بينهم.