كتب أحمد أسامة
يعيش الليبيون في غضب شديد بسبب فشل إجراء إنتخابات رئاسية بدأ السعي نحوها منذ حوالي العامين من قبل كافة الأطراف السياسية الليبية، أواخر العام الماضي، والذي عمق حالة الإنسداد السياسي والخلاف والفوضى في البلاد. ودعا مجلس النواب الليبي الى إقرار حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا، للوصول بها نحو الإنتخابات. وأشارت وسائل الاعلام الليبية منها الوكالة وصحيفة العهد الجديد والساعة ٢٤ أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية قانونياً في طرابلس عبد الحميد الدبيبة، رفض قرار المجلس وما زال متمسكاً بالسلطة الى يومنا هذا بدعم من بعض الميليشيات المسلحة في العاصمة. واكدت وسائل الاعلام الليبية ان الدبيبة يثير الجدل في الآونة الأخيرة بتوقيعه لإتفاقيات عديدة في مجال الطاقة والمجال العسكري مع تركيا، مخالفاً بذلك القوانين التي تنص على عدم توقيع الحكومة المؤقتة لأيٍ من الإتفاقيات طويلة الأجل مع أي دولة أخرى مما أدى الى ردود فعل رافضة من قبل سياسيين، في الداخل والخارج الليبي. وفتح تقرير ديوان المحاسبة في ليبيا لعام 2021، باب إنتقاد الدبيبة على مصراعيه، بعدما كشف عن وجود إهدار كبير وإنفاق مبالغ فيه للمال العام،وسط دعوات باتخاذ إجراءات قانونية شديدة. وقال عضو مجلس النواب إبراهيم الزغيد أن حكومة الدبيبة صرفت 170 مليار بدون ميزانية، منوهاً إلى أن دخل النفط يذهب إلى القطط السمان. كما قال عضو مجلس النواب المبروك الخطابي: “كيف نريد ممن جاء إلى الحكم ويحاول التشبت بالكرسي عن طريق تحقيق المصالح أن يكون شفافا ونزيها؟”. يُشار الى أن رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية خالد المشري، سبق وأن قام بمهاجمة الدبيبة وحكومته، واتهمه “بالتمسك” بالسلطة و”حكم العائلة”بعد تفاهم مع رئيس مجلس النواب “عقيلة صالح” بشأن تشكيل حكومة موحدة، قبل شهر يناير المقبل، وفقاً للاجتماع الذي عقده الرئيسان في المغرب بشأن توحيد المؤسسات السيادية تمهيداً لإجراء انتخابات. واعتبر سياسيون ليبيون التعهد الأخير للدبيبة، بتأمين إجراء الانتخابات في جميع المدن والمناطق، مجرد مناورة سياسية، وإجراء يصعب تطبيقه، لاعتبارات عديدة، متسائلين عن إمكانية تحقيق ذلك في ظل انحصار سيطرة الحكومة على المنطقة الغربية للبلاد فقط دون شرقها أو جنوبها. وقال عضو مجلس النواب الليبي حسن الزرقاء: “بعد تواتر الأنباء حول تفاهم مجلسي (النواب) و(الأعلى للدولة) على تشكيل حكومة (موحدة) تشرف على إجراء انتخابات شاملة، يحاول الدبيبة، عبر هذا الاستعراض والتعهد بإيصال رسالة للمبعوث الأممي الجديد عبد الله باتيلي والمجتمع الدولي بأنه قادر ويستطيع تأمين الانتخابات، بدلاً من أية حكومة جديدة.” كما تساءل الزرقاء: “كيف يكون الدبيبة مشاركاً في الانتخابات، وحكومته هي من ستشرف على تنظيمها وتسيطر على الأموال العامة؟” وذهب إلى أنه “من المتوقع أن تدعم نجاحه بكل الطرق”.
وتابع: “أغلبية الليبيين يدركون أن المعضلة ليست في تأمين الالتزامات اللوجستية للاستحقاق الانتخابي. وينظر المراقبون بأن الدبيبة يستمد قوته وقدرته على المناورة والبقاء في المنصب من حليفته تركيا التي تعمل على تقوية صفوف الميليشيات الداعمة له في طرابلس ليمارس دوره الكامل في تحقيق طموحاتها في البلاد والمتعلقة بنهب ثروات ليبيا ومواردها.