بدعوة من فرقة مسرح “الدُّرة” العُمانية.. ختام العرض المسرحي “شَرخٌ في جِدارِ الزَّمن”لفرقة مسرح الرِّيف البحرينية..

 

متابعة-رشا حافظ

في مبادرة فنية ثقافية من فرقة مسرح “الدُّرة” العُمانية ، هدفها التَّواصل بين المسارح الأهلية الخليجية والعربية ، لترسيخ وتفعيل التجارب المسرحية ، وتطوير الموارد البشرية ، من خلال أدوات النقد البناء الهادف ، الذي يسعى إلى البحث والاشتغال المسرحي الفني ، لتطوير العروض المسرحية لتكون أكثر جودة ، استضافت زميلتها فرقة مسرح “الرِّيف” البحرينية ، لتقدم المسرحية المونودرامية ” شَرخٌ في جِدارِ الزَّمن” للجمهور العُماني لأهمية هذه التجربة فنياً ، ولمحتواها في طرح قضية مجتمعية على الجمهور.

وعلى هامش العرض المسرحي البحريني أعدت فرقة “الدُّرة” العُمانية للضيوف البحرينين برنامجاً فنياً ، وتراثياً ، وسياحياً ، للتعريف بالثقافة العُمانية ، وتراثُها الأصيل ، تخلل ذلك البرنامج حفل غذاء بدار الأوبرا السلطانية ، على شرف سعادة عبدالله بن سعود العنزي سفير المملكة العربية السعودية المعتمد لدى السلطنة ، ومن ثم التجول بين أروقة دار الأوبرا ، حيث استمعوا إلى شرح مُوجز عن الدار ، والمرافق التابعة لها ، وطبيعة العروض التي تُقدِّمها ، وبرنامجها على مدار العام ، والتجهيزات التي تضمنتها ، والتي تعدُّ من أحدث التجهيزات المستخدمة لعروض الموسيقى العالمية.

كما تعرفوا خلال تجوالهم في مسرح الدار ، والمرافق الأخرى على الطابع المعماري الثري الذي تتميَّز به ، والذي يمزج بطريقة إبداعية الإرث الثقافي المعماري العُماني مع الطابع المعماري الحديث ، واطلعوا على الدور الذي تقوم به دار الأوبرا السلطانية في المجال الثقافي وما تقدمه من فنون كلاسيكية عالية المستوى.

وللتعرف أكثر على فرقة مسرح “الريف” البحرينية سألناهم عن أهمية المشاريع الفنية التي يقدمونها ؟

أجاب الإعلامي والفنان “علي باقر” عضو فرقة مسرح الريف البحريني ، وأحد رواد المسرح بالبحرين وعلى الساحة العربية ، والذي سطع نجمه في مجال النقد المعاصر : أهمية المشاريع الفنية التي نقدمها ، أنها تتيح للشباب الذي يبحث عن الموهبة والتعلم والتدريب الفني في الكتابة المسرحية ، أو التمثيل والإخراج أن يتخطى حواجز الخوف ، والاستفادة من تلك التجارب المسرحية ، كما أننا كمجلس إدارة عكفنا على تعزيز هذا النشاط ، والاستمراية فيه دعماً للشباب ، وكانت مسرحية “شَرخُ في جدار الزَّمن” للكاتبة البحرينية الدكتورة جميلة الوطني ، هى التجربة الثانية لنا ، للفنَّان المخضرم محمد الحجيري ، ساعده فيها الفنان صادق عبدالرضا في المؤثرات الصَّوتية والسينوغرافيا ، والبطولة فيها للفنانة إلهام علوي آل دريس القطيفية من (المملكة العربية السعودية) ، هذه التجربة في المونودراما تعدُّ نوعاً من أنواع صناعة العروض المسرحية.

لذلك استطاع مسرح الرِّيف أن يقف شامخاً وأن يتجدد بشبابه منذ إشهاره في 18 يونيو 2005 حتى الآن عبر تلك البرامج المفيدة التي تدعم المواهب المسرحية.

وحول التجربة المسرحية المونودرامية “شَرخ في جدار الزَّمن” أشار الإعلامي والفنان البحريني علي باقر : أن هذه التجربة تسلط الضوء على فتاة متأزمة نفسياً من مجتمعها ، الذي ابتلت بأفكاره النافرة ، التي لا تؤسس مجتمعاً متماسكاً نتيجة الإرهاصات الطائفية التي شبَّ أفراده عليها ، وباتت تخلق تأزمات نفسية عند تلك الفتاة ، التي تعلَّق قلبهابشابٍ يبادلها ذلك الحبَّ ولا تبحث بديلاً عنه..ولكن مجتمعها يكبحُ هذا التَّوافق العاطفي بينهما ، ولا يتناغم مع هذا الحبِّ معهما ، بسبب تقوقع عاداتهم السَّلوكية وتصنيفاتهم الطبقية أوالطائفية التي تنشئوا عليها ، وبذلك وأدوا ذلك الحبَّ الجميل الطاهر العفيف ، وذبحوا قلبيهما النابضين بالحياة السعيدة التي تستشرق المستقبل الحافل بالأماني العائلية السعيدة ، وبذلك ذاقا مرارة القسوة المجتمعية دون بصيرة ورحمة وتراجع.

مما أدخل حبيبها خالد المتمسك بحبه لها في قهر نفسي داخلي لا يحتمل ، وفضل عدم التراجع خطوة واحدة عن هذا الحبِّ العفيف الطاهر المرفوض ، مما جعله يقدم على الانتحار لينهي مرارة حياته بعد تعبه النفسي. مما أدخل حبيبته في دوامة القهر والتأزم النَّفسي أيضا ، فتصورت نفسه أنها شاركت مع مجتمعها في موت حبيبها ، وتمنت في نفسها لو أنها لم تُقدم على حبِّه لبقي على قيد الحياة ينعم بها ولو تزوج أخرى.

ومن الجدير بالذكر أن وفد فرقة مسرح “الريف” المسرحية ، يتكون من الفنان عقيل الماجد رئيساً للوفد وعضوية كل من الفنانين : علي بدر ، وعلي باقر ، والمخرج محمد الحجيري ، والكاتبة الدكتورة جميلة الوطني ، والممثلة الفنانة إلهام علوي آل دريس.

ومن المؤمل أن تتكرر تلك الزيارات قريباً بين الطرفين ، لتستفيد كلٌ من فرقة “الريف” البحرينية وفرقة “الدرة” العُمانية ، من وجهات النظر التحليلية والنقدية والتطويرية.

Related posts

Leave a Comment