البروفيسـور الدكتـور الشريف علـي مهـران هشـام
يوافق الخامس عشر من شهر يوليو من كل عام, اليـوم العالمي لمهــارات الشبـاب حيث أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2014 هذا اليوم يومًا عالميًا لمهارات الشباب من أجل تعزيزالأهمية الاستراتيجية لتزويد الشباب والشابات بالمهارات اللازمة لتوظيفهم وتمكينهم من الحصول على العمل اللائق، فضلا عن تمكينهم من ريادة الأعمال، وقد أتاحت هذه الفرصة للشباب مجالا لتطوير قدراتهم وفتج مجال للحوار والتعاون الفعال بين الشباب ومؤسسات التعليم والتدريب التقني والمهني والشركات والمؤسسات العامة والخاصة ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب العمل والنقابات وصانعي القرار والسياسات وشركاء التطوير والتنمية.
عموما, تعاني الشابات والفتيات، والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الهمم والتحدي ، والشباب من الأسر الفقيرة، وأبناء المجتمعات الريفية والصحراوية والمناطق المتطرفة الحدود وكذلك الشعوب الأصلية والأقليات — فضلا عن الذين يعانون عواقب الصراعات والحروب المسلحة والاضطرابات البيئية والاقتصادية و السياسية والذين يعانون . من الأزمة تلو الازمة الكثيرة العناصر المتشابكة والمعقدة أيضا . إن عالم الأقتصاد والتجارة والعمل يمر بالفعل بمصاعب ومشاكل عديدة نتيجة عواقب جائحة كوفيد – 19 وتحوراتها المتتالية وحدوث نزاعات إقليمية ودولية مثل الحرب الروسية الاوكرانية التي أثرت سلبيا علي سوق الغذاء ( والذي قد يصل إلي حد المجاعة في بعض الدول ) والطاقة والغاز والبيئة والمياه ( والذي قد يصل إلي حد المحروب في بعض الدول ) ومشاكل الأمن والسلام والتنمية في معظم دول العالم والتي زادت من معدلات البطالة والتضخم والقلق السياسي بسبب ضبابية المشهد الدولي.
إن تبني خطة متكاملة يمثل ضرورة نحو تحقيق التنمية المستدامة والقضاء على البطالة بين الشباب ومحاربة الفقر بجميع صوره وأبعاده وتحقيق العدالة ، ومكافحة الظلم وانعدام المساواة في الداخل المحلي للدول وعالميا فيما بينها، وأيضا تعمير الأرض وحفظ كوكب الأرض من التدهور البيئي والمعيشي والأمني، إضافة إلي تحقيق النمو الاقتصادي الشامل والمستدام، وضمان العمالة الكاملة والمنتجة وتوفير العمل اللائق لجمع النساء والرجال، وتحقيق المساواة في الحقوق والواجبات بين الجنسين وتعزيز النسيج الاجتماعي والاقتصادي بما يتوافق مع ثقافات وتاريخ وموروثات وإمكانيات شعوب كل دولة , مع الألتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية وحقوق الإنسان.
علي كل حال, يساهم التعليم التقليدي والألكتروني والرقمي والتعلم والتدريب في المجال التقني والمهني بدور فعال وهام في تطوير الشباب بالمهارات والقدرات اللازمة للالتحاق بسوق العمل، بما في ذلك مهارات التقنية والعمل الحر. إن تحسين قدرة الشباب وتطوير مهاراته على التكيف مع الطلب المتغير وفرص العمل من الشركات والمجتمعات المحلية والدولية .
وخلاصة القول , في اليوم العالمي لمهارات الشباب 2022, يلزم تضافر الجميع شعوبا ومؤسسات ودول نحو توفير فرصا حقيقة ومتاحة وتتناسب مع قدرات ومهارات الشابات والشباب وتنمية قدرات ذوي المهارات المحدودة والعاطلين عن العمل أو الذين يعانون من العمالة الناقصة أو العمالة الهامشية ، والشباب غير الملتحقين بالمدراس، والأفراد المفتقرين , وإعتبار محاور التعليم والتعلم والعمل والتدريب وتعزيز دور التقنية والتطور الإلكتروني والتوظيف الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي وتبادل الخبرات المحلية والاقليمية والدولية والتعاون الكوني, أي أعتبار هذه المحاور , المدخل الرئيس لتنمية الأفراد ونهضة الأمم. والله المستعان,,,