بقلم: طه ثابت
أتحدث بلغة العصر وما يفكر فيه أجيال السوشيال ميديا الآن من عصف ذهني وإبداع في إبتكار قاموس حديث للغة ومحاولة وضع فلسفة ساذجه لطرح القضايا .
ظاهرة التريند قد تقتل أبناءك بل إنها ستقتلهم لا محال، عندما ترى مجرم يمثل بجريمته في منتصف شارع حيوي لا يخلو من المارة، وتجد الجميع يلتف حوله ليتسابقون على تسجيل المشهد ليتم تحميله على منصات التواصل الإجتماعي من أجل صناعة التريند، وكأن تلك المنصات هي من ستعيد الحق للمقتول، حينها لابد أن تقف باكيًا على ما سيحدث في المستقبل .
هناك خلل ما ولا تندهش من إستخدام ذاك التعبير، أصور الأمر وكأنه فيروس خطير تغلغل داخل قلوب الكثير من البشر ليخدرهم وينهي شهامتهم ، كيف لا يتحرك أحد؟ أي عقل يدرك هذا الأمر بإمكانك إنقاذ روح بريئه ثم تتخلى عنها لتقف جبانًا تشاهد في صمت وتقوم بإخراج تلك الحديدة الناطقه التي ستسجل مشهدًا نراه مئات المرات، وكأننا نسجل فيلم سينمائي للتاريخ .
لقد تحول الإنسان إلى جماد بواسطة تلك المنصات اللعينه ، أصبحنا بلا قلب أو عقل فإنتهى الأمر بزهق أرواحنا ، هل هذا غضب من الله سبحانه وتعالي أم مخطط لتدمير عقول شبابنا، أم فقدنا الإنسانية وتخلينا عن المعتقدات الدينية والأخلاقيات وعن الأصول .
في الماضي كان القاتل يفعل جريمته في الليل ويختبئ الأن علي مسمع ومرأي الجميع، يفعل جريمته ويقوم بالتمثيل ثم يسير في الشارع إلى أن ينتهي مخرجين السينما بتسجيل المشهد، ثم تجري النخوة والشجاعه في عروقهم لينهالوا عليه بالضرب بعد أن زهقت روح بريئه .
مصر تحصد نتيجة الفساد الإجتماعي والإنفلات الإخلاقي وعدم التركيز على قضايا الشباب المعاصره وفقدان الرقابه الدقيقه لتوجهاته .
إنني أطالب الجهات المختصه بمراقبة منصات التواصل الإجتماعي وحظر الألعاب الدمويه وإغلاق المنصات التي تصنع التريند من أجل الحفاظ على سلامة المجتمع وأمنه وثقاقته ونشر القيم والمبادئ حرصا على عدم إنهيار المجتمع المصري .