كتب – رشا حافظ
أعلنت جمهورية قرغيزستان استعادتها رسميا وبشكل كامل لأكبر منجم للذهب في البلاد بعد ٣٠ عاما من احتكاره من قبل شركة “سنتيرا غولد” الكندية، وأعلن الرئيس القرغيزي صادر جباروف في خطابه الى شعبه بهذه المناسبة عن بداية عهد جديد لدولته، فيما تقدر قيمة منجم “كومتور” Kumtor الآن بحوالي 3 مليارات دولار أمريكي، والقيمة الدفترية للآلات والعقارات فقط 1.3 مليار دولار أمريكي.
وقال الرئيس جباروف: “لقد أعيد منجم ذهب كومتور بالكامل وبشكل نهائي إلى وطننا الأم، ولقد وقعنا للتو اتفاقية مع “سنتررا” لحل هذا النزاع، ومن خلال هذه الاتفاقية، تمكنا من ضمان تسليم كامل وغير قابل للنقض لأعظم كنز، وليس من المبالغة القول إن اليوم هو نقطة تحول حقيقية في تاريخ بلدنا، لقد أخذ شعبنا اليوم مسؤولية مصيره بأيديهم”.
وأكد الرئيس جباروف أنه ابتداء من الآن، ستمتلك قيرغيزستان منجم كومتور بالكامل، بنسبة 100٪، وقال:”تمكنا من تحديد الفترة الانتقالية الكاملة للمنجم على أنها تبدأ من تاريخ إدخال الإدارة الخارجية في مايو من العام الماضي، وبالتالي، تمكنا من إلزام جميع الأطراف بالاعتراف رسميًا بجميع الإيرادات اعتبارًا من 15 مايو 2021 كممتلكاتنا.
وأضاف الرئيس خلال خطابه: “علاوة على ذلك، يتعين على “سنتررا” أن تدفع إلى قرغيزستان أرباحًا بقيمة 11 مليون دولار أمريكي عن الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي، كما يتعين على “سنتررا” دفع مبلغ 50 مليون دولار أمريكي إلى قيرغيزستان لمرة واحدة”.
وأوضح الرئيس جباروف:” لقد استعدنا السيطرة الكاملة على صندوق كومتور للاستصلاح، مما يعني أن 53 مليون دولار أخرى ستعود إلى قيرغيزستان، وتم الاحتفاظ بهذه الأموال سابقًا في حساب ائتماني مع أحد البنوك في لندن، حيث سحبت شركة “سنتررا” طلبها بالدفع مقابل شحنة ذهب لم يتم تسليمها تبلغ قيمتها حوالي 29 مليون دولار أمريكي في مايو 2021.”
وقال الرئيس: “أنهت شركة “سنتررا” جميع الدعاوى القضائية وغيرها من الدعاوى المرفوعة ضد قرغيزستان في الولايات المتحدة والسويد وكندا. وفيما يتعلق بالشركة المساهمة المفتوحة “Kyrgyzaltyn”، فإنها سوف تستحوذ على 26٪ من حصتها في Centerra. في الوقت نفسه، ستغطي سنتررا جميع مدفوعات الضرائب المتعلقة بنقل الحقوق إلى حصة الأسهم المحددة وفقًا للقانون الكندي على نفقتها الخاصة، ومن جانبنا، اتفقنا على سحب جميع الدعاوى والمطالبات الأخرى ضد سنتررا.”
وأضاف الرئيس القرغيزي جباروف:”لن يكون هناك ما يضمن اتخاذ قرارات إيجابية لصالحنا. كان بإمكاننا إضاعة المال، والأهم من ذلك، الوقت الثمين، ولو طال أمدها لحُرمنا من المشاريع الاستثمارية الكبرى، وفي الواقع، قبل انتهاء إجراءات التحكيم، خاطرنا بفقدان الثقة الدولية والاستثمار في البلاد، وكنا نخسر المال والبضائع، حيث كانت المفاوضات صعبة للغاية”.
وأوضح الرئيس القرغيزي: “حتى الآن، تلقينا فقط أرباحًا سنوية رمزية من Kumtor Mine. على وجه الدقة، على مدار 20 عامًا، تلقينا ما مجموعه 85 مليون دولار أمريكي فقط. في المقابل، في سبعة أشهر فقط من العام الماضي، حققنا ربحًا قدره 323 مليون دولار أمريكي من المنجم. نأمل أن نحقق هذا العام 500 مليون دولار أمريكي، وبالنظر إلى السنوات العشر القادمة، يقدر الخبراء أن منجم كومتور سينتج ما لا يقل عن 5 مليارات دولار أمريكي من 160-200 طن من الذهب المتوقع استخراجها”.
وكان الرئيس القرغيزي جباروف قد وقع في منتصف مايو قانونًا يسمح للسلطات بوضع يدها على منجم الذهب الأساسي لاقتصاد الجمهورية السوفيتية السابقة الواقعة في آسيا الوسطى.
وقد أمن استغلال منجم كومتور في 2020 حوالى 12,5% من إجمالي الناتج الداخلي للبلد، بحسب شركة سنتيرا غولد المدرجة في بورصة تورونتو، وأقرت الشركة الكندية في مايو أنها “لم تعد تسيطر على منجم كومتور ولم يعد بإمكانها ضمان سلامة موظفي المنجم وأنشطته”.
واتهمت قرغيزستان بانتظام سنتيرا غولد بعدم الأمانة في إدارة المنجم الذي تملك الدولة أكثر من ربعه، كما فرض القضاء القرغيزي على الشركة غرامة قدرها 2,5 مليار يورو لاتهامها بإلقاء نفايات التعدين على أنهار جليدية. وتنفي الشركة هذه الاتهامات.