أ. هادي أحمد العبدو.
إن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ، التي تم تبنيّها في سبتمبر 2015 من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ، هي خطة عمل للناس وكوكب الأرض والازدهار.
تتضمن 17 هدفًا للتنمية المستدامة (SDGs) و 169 مقصداً أو غاية.عن طريق الموازنة بين الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة: الاقتصادية والاجتماعية والبيئية مما يتطلب من الجميع العمل معًا سواءً الحكومات ، والمنظمات غير الحكومية ، والمجتمع المدني.
ويُلاحظ أن هذه الخطة الكونية كانت جزء من الاستراتيجية التفيذية للمنظمات الغير ربحية من خلال تطبيقها في المساعدات المقدمة سواءً كانت غذائية أم تنموية أو سبل للمعيشة.
ومن هذا المنطلق تم التركيز على برنامج نهج التخرّج الذي استطاعت من خلاله المنظمات الغير الربحية تحقيق بعض أهداف التنمية المستدامة.
وتفسيراً لذلك تم تسميته بنهج التخرّج ، لأن الفكرة هي تخريج الناس من الفقر ، وليس فقط معالجة أعراضه.
حيث يُستخدم هذا النموذج للتخفيف من حدة الفقر ، و تم استخدام هذا النموذج على نطاق واسع في مجتمع التنمية ، وكما أشارت ((مجلة الإيكونوميست ))، فهي إحدى استراتيجيات التخفيف من حدة الفقر القليلة التي تعمل باستمرار عبر البلدان والثقافات والظروف.
لاسيما أن الاقتصاديون ذكروا بأن نجاح النموذج يرجع إلى مزيج من دعم الاستهلاك وتحويلات الأصول / النقدية ، تليها ما يصل إلى عامين من التدريب والتوجيه والتشجيع.
ويضمن نهج التخرّج دعم الاستهلاك وعدم إجبار شديدي الفقر على إنفاق أو بيع أو استهلاك تحويل أصولهم في المستقبل سواء كان ذلك في شكل نقدي أو عيني لأنشطة ريادة الأعمال. علاوةً على ذلك ، يضمن التوجيه المستمر في بناء القدرات للأشخاص الذين يعانون من فقر مدقع. وهذا يضمن أن المشارك في البرنامج يسير على الطريق الصحيح للاعتماد على الذات وبناء المهارات اللازمة.
وفي نفس الصدد كان هذا النهج رائداً من قبل لجنة تطوير الريف في بنغلاديش في عام 2002 بمعدل نجاح بلغ 95٪ في التخرج من الفقر. ومنذ ذلك الحين تم اختباره في أكثر من 43 دولة حول العالم حيث يوجه هذا النهج الأسر خطوة بخطوة من الفقر إلى الاعتماد على الذات…
وتتراوح مدة برنامج التخرج ما يقرب من 18-36 شهرا لكل أسرة ومترتبطة أيضا بنوع البرنامج ويشمل الحد الأدنى من دعم الاستهلاك ، والتدريب على المهارات الموجه نحو السوق للتوظيف الذاتي…
وعلى المستوى الاجرائي هناك ارتباط تقني وحقيقي بين هذا النهج و أهداف التنمية المستدامة حيث يمكن تصنيف هذا النهج ضمن أجزاء المقاصد لتحقيق التنمية الاستدامة عن طريق جزئية المساعدات في بناء مشاريع صغيرة يكن لها دور في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وهذا الارتباط أو الاستراتيجية الخضراء تظهر بالأهداف أدناه:
-الهدف 1 من أهداف التنمية المستدامة ، القضاء على الفقر ، من خلال التركيز على الحد من الفقراء وأولئك الذين يعيشون في أوضاع معرضة للخطر ، أي من خلال تعزيز صناديق الاستثمار للمشاريع الصغيرة ، وصناديق سبل العيش وصناديق سبل العيش للزراعة الأسرية.
-الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة التعليم الجيد ، من خلال توفير الوصول إلى تدريب مجاني وعالي الجودة.
-الهدف 9 من أهداف التنمية المستدامة الصناعة والابتكار والبنية التحتية ، من خلال تطوير المساعدات الانسانية المالية في الأسواق النامية وتعزيز الابتكارات من أجل التنمية المستدامة
-الهدف 8 من أهداف التنمية المستدامة ، العمل اللائق والنمو الاقتصادي ، يعزز النمو الشامل فضلاً عن بيئة عمل آمنة ومأمونة للجميع ، والتي تتناسب مع رسالة المنظمات الإنسانية لرؤية عام 2030
-الهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة المساواة بين الجنسين ، وتحديداً من خلال زيادة عدد المستفيدين من تغطية نهج التخرج من خلال برنامج التدريب لدينا وعن طريق زيادة عدد الإناث المشاركات في المشاريع الناشئة والأسواق المفترضة.
وفي مستهل الحديث هناك علاقة وثيقة بين النهج وثقافة التربية على المقاولة من حيث تشكيل النواة الأولى للاقتصاد المستدام والبدء بالمشاريع المقاولاتية .
ولتوضيح ذلك نستشهد بما ذكره البروفيسور عماد الغزال _استاذ متخصص في الاقتصاد والرياضيات المالية وباحث في علوم المقاولة وسوق الشغل_ في كتابة ((التربية على المقاولة)) “تزخر المؤسسات التعليمية بملكات ومواهب متنوعة ومتفردة تعاني غالبيتها من عدم الاستغلال أو من سوء التوظيف في حين أن هذه الطاقات بمثابة رؤوس أموال معطلة وجب تأطيرها وتطويرها وتوظيفها في مشاريع تربوية بخصائص مقاولاتية تستهدف زرع بذور المقاولة في الأجيال الصاعدة.”
و بناءً عليه يمكن اعتبارها رؤية أو بوصلة للتوجّه إلى نهج التخرّج الجزء الذي لا يتجزأ من صناعة المشاريع والمقاولة ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية 2030.