بقلم :حمادة عبدالجليل خشبة ..
يتفنن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي في استخدام كل وسيلة لتلويث نفسه وثيابه، وكل من حوله، فيتخفي وراء أقنعة مقننة، ليقع في النهاية تحت مظلة الحسابات الوهمية، أو يلبس قناعاً ليس له علاقة له بالحقيقة فيجاهر من ورائة بالمعصية، ولا يسلم من شره احد.
أصبح العالم كله قرية صغيره مع دخول العولمة والانتشار الكبير في التطور التكنولوجي، واصبحوا بمجرد النشر حتى ولو بكلمة صغيرة تراها انتشرت على أوسع نطاق حول العالم من اقصي الشمال الي اقصي الجنوب ومن غرب الكرة الأرضية الي شرقها، هذا في حد ذاتة طريقة إيجابية للبحث والمعرفة والاستغلال الامثل لمثل هذه التقنيات الحديثة .
أصبح الان لا يخلوا منزلا” من جهاز الحاسب الآلي او الهواتف الذكية التي من خلالها يتواصل الشباب والرجال والنساء على مواقع التواصل الاجتماعي سواء كان الفيس بوك او الانستحرام وتويتر وغيرها، أصبح الاتصال بأخ لك أو ب زميل لك حتى وان كان في أقصى الكرة الأرضية من خلال تلك الهواتف الذكية أمرا سهلا للغاية والتي يتوجب علينا السجود لله شكرا على نعمة.
هذه النعم ، سرعان ما يحولها بعض الشباب وبعض عادمي الضمير من خلال حساباتهم المزيف الي أماكن موبوءة بالفساد ومليئة باساليب التحرش بالآخرين، هذا لايمكن أن يقبلة عقل عاقل او ذو ضمير يقظ وحر .
لم يكف هؤلاء عن تلوث الواقع الحياتي ، بل ذهبوا الي تلوث الواقع الافتراضي باساليبهم الرخيصه واحتيالهم في اصطياد الفتيات ونصب شباكهم حولهن، واطلقوا لأنفسهم العنان في مغازلة الفتيات الضحايا، وتضليل النساء بأكاذيب ملفقة واخبار كاذبة، وربما يختفي أحدهم خلف اسم فتاة او ربما يختار لنفسة اسماً مهجوراً بهدف جذب إلية بعض ضعاف النفوس.
لقد رأينا في الأيام القليله الماضيه على مواقع التواصل الاجتماعي عن الانتحار البشع ل “بسنت” فتاة الغربية ولي مقالا سابقا عن هذه الواقعه باسم ” ماتت بسنت والسبب الصور المفبركة” أدعوكم للإطلاع علية وقراءتة. وهذا بخلال آلاف من الفتيات التي تبتزن يومياً من خلال التواصل الاجتماعي، ان لم تقع شباك الحب الوهمي الذي رسمه لها من خلال كلمات الغزل ويتحول في النهاية الي وحش كاسر ذو أنياب ومخالب.
من المؤسف حقًا أن بعض الناس يرى مواقع التواصل مرتعًا للفجور والنشوة الجنسية ، وهي إن تيسرت له أحيانًا فهي ليست كذلك، وإن كان بعض روّادها يروج للفاحشة بنشر الصور الجنسية الفاضحة، فليس هدف المواقع الاجتماعية إشباع غرائزه، ولا تلبية رغباته..كما أنها ليست وسيلة من وسائل الابتزاز والتهديد للضحية، ففي كل يوم ضحايا جديدة تحت مسمى (الحب والإعجاب)..ولاشك أن فيها العلم والتقنية، والأخبار، والدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة، والقول الجميل، كما أنّ فيها الأدب والعلم والتعلم، فلا نعيب على مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما نعيب على عادمي الضمير الذي يسعي دائما لابتزاز من حوله سواء كان في مواقع التواصل الاجتماعي او الواقع الحياتي.
انني لم أقف مدافعاً عن تلك المواقع بتاتاً، بل أقف على مسافة واحدة بينها وبين منافعها ومضارها، واميل الي منافعها اكثر.
وأعول على الشباب المسلم أكثر من غيره، ففي تتبع هذه المواقع مظنّة التقوى، كما تتجلى من خلالها الرقابة الذاتية التي ينطلق منها كل فرد، في أبهى صورها، فالمتفلت من تلك القيود سيصبح ضحية يومًا ما، وكما تدين تدان.
حفظ الله مصر وشبابها من الابتزاز الرخيص