بقلم دكتور/ خالد الجندي..
من الصراعات النفسية والمشاكل الحياتية التى تواجه الإنسان بسببها، بل والأمراض النفسية ليها ارتباط وثيق بالعشم. من أتقن الصبر لن تكسره الحياة ومن عرف قيمة الحب في الله تهون عليه التضحيات ومن تقاسم السعادة مع الاخرين أحس بقيمة الإنسانية كل شيء في هذه الدنيا إما أن يتركك أو أن تتركه إلا الله إن أقبلت إليه أغناك وإن تركته ناداك. .. العلاقات الاجتماعية المستقرة الناجحة سبب من أهم أسباب شعور الإنسان بالسعادة، كما أنها يمكن في أحيان كثيرة أن تثمر نبعآ فياضآ من الخيرات والمصالح المشتركة، وعلى الرغم من أهمية العلاقات الاجتماعية إلا أن بعضها يمكن أن يتحول إلى مصدر حزن وشقاء وألم وإزعاج للبعض، وقد يعود ذلك لأسباب نكون شركاء في صناعتها، ومن أهم تلك الأسباب: كثرة الاعتماد على الآخرين (أو ما يطلق عليه: العَشم الزائد)، فلكل علاقة مهما قويت قدرة على الاحتمال، وهذا يستدعي أن نحسن مهاراتنا في الاعتماد على أنفسنا، وذلك للتقليل من الآمال التي نبنيها على الآخرين، ومن فوائد ذلك أنه يقلل عَتبنا على الآخرين، كما يقلل خيبة أملنا فيهم. كما يجب ألا نكثر من إعطاء الوعود للآخرين بما يجعلهم يتوقعون منا أشياء لا نستطيع الوفاء بها؛ فقد يتلقف البعض هذه الوعود- ممن ينتظرون التعلق بأي شيء- ويحملونها أكثر مما تحتمل، ويبنون عليها توقعات، ثم تكون العاقبة هي الخيبة التامة، ثم الغضب ممن سبب لهم ذلك.
وعلينا أيضآ مراعاة ظروف الآخرين وحالاتهم النفسية والمادية حين نناقشهم في أمر، أو نطلب عونهم أو استشارتهم، حتى لا نفاجأ بردود فعل مُستفزة أو مُحبطة، وهذا يعني أن نفهم الأسباب الكامنة وراء سلوك بعض الناس وتصرفاتهم؛ لأن معرفة الدوافع- إذا ما استطعنا وضع اليد عليها- ستكون مِفتاحآ جيدآ لتفهم بعض تصرفاتهم الغامضة والمتناقضة، ومن ثم حسن التعامل أو تقليل الخلاف معهم.. علينا أن نبذل بعض الجهد في دعم ذواتنا باتجاه قوة الشخصية، بما يعني ألا أسمح للآخرين أن يستغلوني أو يضيعوا وقتي دون فائدة، ظن فى واقع الأمر أن من العشم ما قتل كما روى فى قصة الملك والفقير ( فقير عاش طول حياته نايم فى الشارع بجلابيه خفيفه ومتحمل البرد وشافه المَلك وقاله انتظرني هدخل القصر وأبعتلك حد من الخدم بغطا يدفيك ويحميك من البرد .. دخل الملك القصر ونسي يبعت للفقير الغطا ! وخرج من قصره لصلاة الفجر لقي الفقير مات .. مات من البرد ! عاش حياته متحمل ومجمد نفسه لكن لما اتعشم بغطا يدفيه .. جسمه برد وتلج ومات لأن العشم لغي قوة تحمله وبقي مستقوي بكلمة غيره والعشم فيها. وسيظل العشم الوحيد الذي لا خذلان فيه هو العشم في الله وكرمه حقا وصدقا ويقينا ..
لم