بقلم دكتور خالد الجندي
كلنا يتمنى أن يعيش حياة زوجية راقية وعلاق عاطفية هادئة.. واجمل ما في العلاقة الزوجية هو الحب بأن نتعلم ما يريده منّا شريك الحياة .!! وكيف نسعده عندما نمنحه ما يريد .!!
في الصغر لم نسمع كلمات الحب والغرام والهيام وعبارات الرومانسية والأحاسيس الوجدانية بين ابائنا وامهاتنا وغيرهم من الأزواج في زمن الطيبين.
لكن رأينا بينهم الحب والتودد والتفاهم والتناسق العجيب وقلة المشكلات وهدوء وسكون لم نجده بين بعض الأزواج الشباب.على الرغم من أن كثيرا منهم كانوا غير متعلمين فالإحترام والإهتمام سر الحب الذي لا يموت.
يقول علماء النفس..
الحب: هو جانب سلوكي يتسم بالمشاركة والترابط القوي نتيجة لإحساس تجاذبي بين طرفين يقول فيه كل طرف للآخر “ضمنيا” : أنني أراك في نفسي وأرى نفسي فيك ، وأنت أهم مصدر لسعادتي.
فالمعضلة الكبرى أن كلا الزوجين يظنان أنهما يعطيان، ولكن الواقع هو أن كلاهما أو أحدهما لا يتلقى ما يريد من الطرف الآخر.. لذا لم تزد توهج علاقاتهم العاطفية واصيبت بالفتور.
الحب.. يعني رؤية ما منحك الآخر، وليس ما عجز عنه.
ولكى نعيش حياة زوجية سعيدة هادئه خاليه من المنغصات والمشكلات مليئة بالمودة والرحمة التى هى أساس العلاقة الزوجية أخاطب الزوج اولا لانه صاحب القوامه وربان السفينه فأقول له لا تظن أن الكارثة قد وقعت عند أي خلاف:
قد تنشأ الخلافات والمنغصات والمشكلات في أي لحظة، ولأي سبب، وذلك لاختلاف رغبات كل من الزوجين، وعند ذلك عليك أن تتقبل هذه الاختلافات على أنها أمر طبيعي لابد منه، وتحاول علاجها بالنقاش الهادئ والحوار البنّاء فلكل داء دواء، ولكل مشكلة علاج، فلا تيأس من علاج أي مشكلة إذا كنت تتطلع إلى تأسيس حياة زوجية سعيدة.
حاول دائما تحاشي إثارة الموضوعات التي تثير حساسية زوجتك، وتستدعي غضبها، واجتنب القيام أمامها بعمل شيء تعرف سلفاً أنها لا ترضى عنه.
ولا تكن معارضاً لكل اقتراح أو رأي يصدر عن زوجتك، فإن ذلك يؤلمها ويفقدها الإحساس بقيمتها عندك، مما يؤثر على سعادتكما الزوجية، وعليك- بدلاً من ذلك أن تشجعها على إبداء رأيها، وتحمد الصواب من آرائها، ولا تظهر المعارضة لأمور تعرف أنها محبوبة ومرغوبة لديها إلا ما كان فيه محذور شرعي، وفي هذه الحالة عليك التوجيه بلطف ولين ورفق.
و اعلم أن قوامة الرجل على زوجته لا تعني البطش والتعالي والتكبر، وإنما تعني الرعاية والحفظ والرأفة والرحمة ووضع كل أمر في موضعه شدة وليناً، ولا شك أن سوء استخدام الرجل لصلاحياته المعطاة له يؤدي إلى نقيض السعادة.
اعرف طبيعة زوجتك:
إن جانب العاطفة لدى المرأة أقوى منه لدى الرجل، وقد يطغى عليها هذا الجانب فتقوم بتصرفات خاطئة، والواجب عليك عندئذ ألا تقابل هذه الثورة العاطفية بثورة أخرى غضبية منشؤها إرادتك إظهار رجولتك، فإن الرجولة الحقيقية تعني التعقل في جميع التصرفات، ووضع الأمور في نصابها، وقيادة سفينة الحياة حتى تصل إلى بر الأمان.
كن لطيفاً بشريكة حياتك ، دع الرحمة تُفسر أفعالك ، لسانك دع العسل يقطر منه ، راعي مشاعرها وفطرتها البريئة ، افهم مغزى قلبها ومدى نبضه ، لا تغضب واحذر أن يتعدى صوتك صوتها ، أخرج من قاموسك التعدي باليد أو اللسان ، لتكن الركن السادس في حياتك ، وسعادتها أولى اهتماماتك ، أعفوا عن تقصيرها مرارا ، أصفح عن زلاتها تكرارا ، أغفر عثراتها استمرارا ، كن لها الكمال فلا تحتاج إلى غيرك ، املئ عاطفتها وأشبع رغباتها ، والمرأة مرآة لك ؛ فما تقدمه لها هو ما ستراه يُقدم لك منها ، فإن أنت أحسنت فسترى الإحسان يغمرها ، وإن أسأت فالمرآة لا تعكس إلا الواقع !
ثم أتوجه بحديثى إلى الزوجه:
اخاطبها فأقول الاحترام والتقدير والطاعة مفتاح قلب الرجل ، والتعامل معه من أسهل ما يكون فليس ذَا بكائنٍ مُعقّد ، الرجل ( العاقل ) قلبه كبير ولا يحتاج سوى القليل كي يُعطي الكثير ، يستطيع بطبيعته أن يحتضن الزوجة بكافة تفاصيلها دون تذمر أو شكوى ولن ينسى فضلك ولو بعد حين ، راعي مشاعره وطريقة تفكيره ، راعي بعض تصرفاته فهي ناشئة من أصل متين رحيم وإن كان ظاهرها غير ذلك ، اجعليه لا يرى منك إلا ما يسره من أفعالك وأقوالك ، دعيه من النظر إليك وسماع حروفك يُصافحك قلبه ، لا تهجريه ولا تبتعدي عنه وجعليه يسمع نبضات قلبك ، حينها سيكون الرجل ( العاقل ) سعادة وجمال مُتجسد لك .
فَلَو أن كل طرف أدى حق وحقوق الطرف الآخر ؛ وصبر عن زلات غيره الغير معصومة ، حينها يُختم بخاتم الأبدية ، ويُوقع بقلم المثالية ؛ على هذه العلاقة بأنها ( علاقة سعيدة لا تموت )