غالبا ما ستذكر الآية الكريمة في سورة التكوير “وإذا البحار سجرت” عندما ستشاهد مقطع الفيديو المرفق لأسماك من نوع “السلمون” وقد تعرضت للحروق وتفتحت مناطق في جسمها وكأنها قد شويت على النار ونضجت، وتحاول السباحة بصعوبة لإكمال وجهتها.
وربما لايكون هناك ربط مع الآية لكنها ستخطر على البال خاصة وأن بعض المنظمات المهتمة بالبيئة التي أصيبت بالرعب والخوف عند مشاهدة مقطع الفيديو أيضا ، ذكرت أن ارتفاع درجات حرارة مياه المحيط، إلى 70 درجة فهرنهايات أي ما يعادل 21 درجة مئوية، هو ما ساهم بوجود هذه الظاهرة الغريبة.
وقال بريت فاندين هيوفيل، المدير التنفيذي لمنظمة “ريفير كيبر”، إحدى المنظمات البيئية غير الربحية إن الأسماك كانت تسبح في أعلى نهر كولومبيا من المحيط عندما غيرت مسارها فجأة، وشبهها بالهروب من “مبنى محترق”، إذ تسبح في مياه ساخنة قاتلة بلغت درجة حرارتها أكثر من 70 درجة فهرنهايت، وهي أعلى من درجات الحرارة التي حددها قانون المياه النظيفة، الذي يحظر ارتفاع درجة حرارة النهر بما يزيد عن 68 درجة فهرنهايت أي 20 درجة مئوية.
وتابع: “من المحتمل أن أسماك السلمون كانت في طريقها إلى الإباضة، ولكنها لن تكون قادرة على ذلك بسبب الإجهاد الحراري الذي يؤدي إلى نفوقها”.
وأكد فاندين أن “الحادثة تجاوزت موجة الحر، وتفاقمت بسبب العديد من السدود التي أعاقت تدفقات المياه عبر ولاية واشنطن وما وراءها لعقود، وبالتالي زادت درجة حرارة المياه”.
وبحسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية فإن موجة الحر الأخيرة التي ضربت المحيط الهادئ شمال غرب كندا قد تسببت في هلاك أكثر من مليار حيوان بحري، وساهمت في اندلاع الحرائق في جميع أنحاء المنطقة.
وبالعودة إلى فاندين فقد أكد أن زيادة حرارة مياه الخليج جاءت أيضا، بسبب العديد من السدود التي أعاقت تدفقات المياه عبر ولاية واشنطن وما وراءها لعقود ، وبالتالي زادت درجة حرارة المياه. لقد أدى تغير المناخ وموجة الحر القاتلة الأخيرة إلى دفع الوضع إلى أقصى الحدود.
ولكنه عدّ أنه من السابق لأوانه تحديد عدد أسماك السلمون التي ماتت نتيجة الماء الساخن. ولكن لا يزال هناك عشرات الآلاف من السوكاي في نهري كولومبيا والأفعى السفلى، وبالتالي مع ازدياد حرارة هذه الممرات المائية المؤدية إلى المحيط الهادئ خلال الشهرين المقبلين ، يمكن أن تموت العديد من الأسماك.
و ختم بقوله “إنه لأمر مفجع أن نشاهد الحيوانات تموت بشكل غير طبيعي”. “والأسوأ من ذلك ، التفكير في سبب ذلك. هذه مشكلة من صنع الإنسان ، وهي تجعلني أفكر في المستقبل حقا “.
ورغم التشابه في معنى الآية الكريمة التي تتحدث عن تحول مياه البحار إلى حمم ونيران، ولكن ذلك يحتاج إلى دراسات معمقة وتدقيق أكثر لهذه الظاهرة وللآية معا للوقوف على هذا التقابل أو التشابه الغريب ونفي أو تأكيد الارتباط بينهما.