بقلم .. الشيخ مستور متولي العسال
المدير العام بوزاره الاوقاف وإمام وخطيب مسجد ابو بكر الصديق بمدينة بسيون
**********
فَضَّلَ اللهُ بعضَ الأيّامِ عَلى بعضٍ وَمِن تِلكَ الأيّامِ الفاضلَةِ يَومُ عَرفةَ، فَله فَضائلُ كثيرةٌ، ومرَّ بِه حَوادثُ عَظيمةٌ للإِسلامِ.
فلمّا كان الحجُّ عَرفةَ، والحجُّ يَهدِمُ ما قبلَه، كانَ ما في يَومِ عَرفةَ مِن الخَلاصِ عنِ العذابِ، والعِتقِ منَ النّارِ أَكثرَ ما يَكونُ في سائرِ الأيّامِ، وإنَّه سُبحانَه وتَعالى لَيدنو ثُمَّ يُباهي بمنْ بِعرفةَ المَلائكةَ؛ فاللهُ سُبحانَه وتَعالى يُباهي بأَهلِ عَرفةَ المَلائكةَ، مَعناه: يُظهرُ فَضلَهم لهم وُيريهِم حُسْنَ عَملِهم ويُثني عَليهم عِندَهم، وأَصلُ البَهاءِ الحُسنُ والجَمالُ. فيقول: ما أَراد هَؤلاءِ؟ أي: أيُّ شيءٍ أَراد هَؤلاءِ حيثُ تَركوا أَهلَهم وأَوطانَهم وصَرَفوا أَموالَهم وأَتعَبوا أَبدانَهم؟ أي: ما أَرادوا إلّا المَغفرةَ والرِّضا، وَهذا يَدُلُّ عَلى أَنَّهم مَغفورٌ لَهم لأنَّه لا يُباهى بأَهلِ الخَطايا والذُّنوبِ إلّا مِن بَعدِ التَّوبةِ والغُفرانِ.
في الحَديثِ: إِثباتُ صِفةِ الدُّنوِّ للهِ سُبحانَه وتَعالى كَما تَليقُ بجَلالِه وعَظمتِه.
وَفيه: إِثباتُ صِفةِ المُباهاةِ للهِ سُبحانَه وتَعالى كَما تَليقُ بِجلالِه