دعاء الرسول “ذهب الظمأ وابتلت العروق

دعاء الرسول “ذهب الظمأ وابتلت العروق ” للأستاذ الدكتور حسن عبد العال كلية التربية جامعة طنطا
————————
كنت دائما مع كل رمضان أسأل نفسى ساعة الإفطار فى مغرب كل يوم : لماذا كان دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يتناول إفطاره ” ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ” إيذانا بانتهاء صوم اليوم ، ولماذا لم يكن دعاء نبينا الكريم ” ذهب الجوع ” فلم يأت فى دعائه صلى الله عليه وسلم ذكر الجوع والحرمان من الطعام وانما كان الظمأ والعطش ، وإن لم أجد جوابا لسؤالى كنت أقول لنفسى اتبعى سنة من لا ينطق عن الهوى ” إن هو إلا وحى يوحى ” . بيد أن الله شاء أن يطلعنى على بعض الحكمة الثاوية فى الدعاء النبوى الكريم ، حين قرأت تفسيرا علميا دقيقا عن القيمة الصحية الهائلة للماء الذى يروى عطش الصائم ، للدكتورة ليلى شلبى ، وكيف يزيل العطش الذى يطال الخلايا والعروق والشرايين ( الأوردة ) مسببا الجفاف خلال ساعات الصوم ، وهذا التفسير العلمى يقود للتعبير عن حقيقة ما يحدث أثناء الصيام .
إن الماء كما يقول علماء الطب هو حجر الزاوية فى عمليات التمثيل الغذائى ، التى يعتمد عليها الإنسان اعتمادا كليا فى كل مظاهر الحياة ، والماء هو الذى جعل منه ربنا سبحانه أصل الحياة للأحياء ” وجعلنا من الماء كل شىء حى ” . ومن هنا كانت نصيحة الأطباء التى يجب أن ينصت لها الصائمون قبل أن يبدؤا صومهم أن يتجنبوا الظمأ ، فإن عطش خلايا الجسم يعجل بخلل وظائفها ثم موتها ، كما أن الدم قوامه الخلايا والماء ، ولذا فإن الاحتفاظ بقدر من الماء يساعد على تنشيط الدورة الدموية ، ويسهم فى سلامة حركتها وقدرتها على توصيل كل مايلزم الخلايا والأنسجة من مقومات الحياة . صحيح أن القدرة على مقاومة الجوع بقوة الإرادة أثناء الصيام يعد طاقة إيجابية ، أما العطش فهو التهديد الحقيقى الذى يخل بالموازين ويؤدى بهلاك الخلايا .
من هنا كان دعاء الرسول الكريم قبل البدء فى إفطاره صلى الله عليه وسلم ” اللهم انى لك صمت وعلى رزقك أفطرت وبك آمنت وعليك توكلت ، ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ” وكل عام وأنتم جميعا بخير .

Related posts