اعتاد الناس بشكل عام في السابق وجمهور القارات بشكل خاص على رؤية نمط محدد في مواقع البيع والشراء، ولأن ذلك النمط كان الغرض منه في الأساس سواء البيع أو الشراء فقط، فكانت المعلومات المقدمة بها لها طابع نمطي لا يهدف إلى إرضاء العميل بقدر إرضاء مصالح شركات العقارات الخاصة.
ولكن في الآونة الأخيرة بدأت تظهر مواقع اختلف طابع البيع والشراء بها خاصة في المجال العقاري، مثلما كان الحال في الموقع التابع لشركة فلات & فيلا وأمثاله ممن تبنوا نمط معلوماتي يقدم شيء لا يطابق ما اعتاد جمهور المجال العقاري على رؤيته في السابق.
ولكي نكون أكثر وضوحًا سنرصد لكم أبرز ما تغيَّر في الجمهور العقاري وخلق متطلبات مستجدة باتت مفروضة على مختلف المواقع العقارية، وما قد يُحدِثه ذلك التطور من تغيير في البناء العام لهذا المجال.
1- الثورة المعلوماتية العقارية:
في ذلك الوقت بالتحديد سواء في مصر أو في العالم العربي ككل أصبح هناك مئات المشاريع التي تظهر لنا بشكل سنوي، مما خلق حاجة أكبر لتنظيم تلك المعلومات وعرضها في منصة عقارية بشكل مُبسَّط يُسَهِّل على العميل الاطلاع والمقارنة. ففي السابق كانت المواقع العقارية مُهمِلة لذلك العنصر وتستهدف فقط من يستهدفون في الأساس الشراء في كمبوند محدد أو في مدينة محددة، ولكن المواقع الجديدة تلك أصبحت أيضًا تدفع العميل نحو المقارنة واختيار الأمثل حتى في حالة انه كان على غير علم بطبيعة بعض المشاريع المقدمة.
2- المصداقية والشفافية:
من أكثر الأمور التي غابت للأسف عن المجال العقاري وغيره من المجالات الأخرى، هي مسألة الشفافية في عرض المعلومات، وحدث ذلك بالتحديد بسبب خشية الشركات العقارية من فقدان بعض العملاء بعد مصارحتهم بعيوب المشاريع العقارية التي قد اعتزموا نية الشراء بها، ولكن ذلك أثر بالتالي في مصداقية المستثمرين تجاه تلك الشركات، خصوصًا بعد ان اصبح ذلك الحدث متكرر، وبعد ان اُكتُشِفت تلك الحيل من قبَل المستثمرين فما بعد، ولكن ذلك تم معالجته بشكل كبير خاصة بعد ان اسفرت الأبحاث عن ان الثقة المكتسبة في حال نقد بعض المشاريع يُكسِب الشركات ثقة العملاء ويجعلهم يميلون لإعادة البحث لديهم والشراء منهم.
3- الشمول والتحليل:
نقطة ضعف أيضًا تخلصت منها بعض المواقع العقارية ولكنها مازالت أيضًا للأسف عند البعض، الا وهي اختصار المعلومات بشكل قد ينتقص من القيمة الكلية للمشروع أو الكمبوند أو العقار، فالحاجة للشمول في المجال العقاري تزيد بكثير عن الحاجة له في المجالات الغير عقارية، والسبب في ذلك باختصار هي الأسعار العالية التي تزيد من حساسية وضرورة البحث، وبناءً عليه تزداد أهمية ذكر أكبر كم من المعلومات قد تفيد العميل في قرار استثمار أمواله في مجال العقارات، وستساعده أيضًا في المقارنة وفي تحليل المميزات والعيوب طبقًا لاحتياجاته.
4- حداثة المعلومة
استكمالًا للنقطة سالفة الذكر، يجب الاهتمام بعنصر حداثة المعلومات المذكورة في الموقع العقاري، وذلك لان في بعض الأحيان يَحِل جديد على بعض المشاريع الاسكانية، وتلك المستجدات قد تلاءم أو تتعارض مع احتياجات المشتري، وذلك أيضًا قد يختلف من شخص لأخر، فعلى سبيل المثال قد يسْعَد شخص بافتتاح مول بجانب الشقة أو الفيلا التي ينوي شراءها، وقد يتراجع شخص أخر عن شراء نفس الشقة أو الفيلا بسبب ما قد يسببه ذلك المول من صخب بجانب عقاره، فالمسألة في النهاية نسبية، لذلك يجب تحديث المعلومات بشكل سريع وترك القرار الأخير للعميل أو المستثمر.
5- المحتوى المرئي بأنواعه
مع التقدم التكنولوجي أصبح المحتوى المرئي يُعرَض بأشكال كثيرة مما قدَّم قيمة إضافية توضِّح الرؤية بشكل أفضل بالنسبة للعميل، فالعميل خاصة العميل العقاري لن يكتفي بقراءة بعض الكلمات ومن ثم دفع مبلغ طائل نظير عقار لم يراه، وسيسعى للاطلاع على كل الأشكال التي اتاحتها التكنولوجيا في وقت بحثه ذلك ليكمل الصورة التي ستساعده على اتخاذ قرار الشراء، فمثلًا عرض صور أو فيديوهات بشكل مُكثَّف سهل كثيرًا عملية اتخاذ القرار في المطلق، ولذلك لجأ اليها مؤخرًا الكثير من المواقع العقارية.