القصة الكاملة للقاحي الخيول والبيض المخصب لمواجهة كورونا
قالت الدكتورة هند إبراهيم حمزة، استشاري الطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطري، إنه منذ انتشار جائحة «كوفيد 19»، وبعد وصولنا الآن إلى 9.9 مليون إصابة و2.13 مليون وفيات يتسابق الباحثون في شتي بقاع العالم لمكافحة تلك الجائحة، ويري الكثيرين أن الوصول للقاح مناسب هو السلاح الفعال للقضاء علي فيروس كورونا، موضحة أن هناك تجارب في دول عديدة قد أجريت بالفعل وفي طريقها للتنفيذ.
دور الحيوانات في مواجهة الكورونا بنهج «الصحة الواحدة»
وتابعت «حمزة» في تصريح خاص لـ«الوطن» قائلة: «ولكن ولحين التاكد من فاعلية وكفاءة تلك اللقاحات المنتجة والتي هي قيد التجربة ولحين الاستقرار على نسبة نجاحها أو فشلها أو أثارها الجانبية وتحت تحذير منظمة الصحة العالمية بأن العالم مهدد بفشل أخلاقي وكارثي في حالة عدم تكافؤ سياسة توزيع تلك اللقاحات أليس من الأحري تطبيق سبل الوقاية واتباع تدابير السلامة البيولوجية تحت مظلة نهج «الصحة الواحدة» أو «One Health».
وطرحت الدكتورة هند حمزة، الحاصلة على ماجستير الأوبئة والأمراض المعدية وتدابير السلامة البيولوجية بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، تساؤلا مفاده «فما هو هذا النهج وما علاقته بالسيطرة علي جائحة الكورونا وغيرها ؟»، موضحة أنه يعني الإعتراف بالصلة بين الإنسان والحيوان والنبات والبيئة الجامعة لهم، والإقرار بأن صحة الإنسان والحيوان والبيئة المحيطة بهم تعني سلامة كوكب الأرض كله والسعي لتوحيد الجهود المبذولة من الجهات المعنية لتصبح جهد واحد متكامل لمواجهة الاوبئة والأمراض التي تنتقل وتؤثر علي عناصر تلك البيئة، «فالمرض لا يعرف الحدود وها هو الكورونا قد انتقل من الحيوان (خفاش ووهان ) إلى الإنسان ثم إلى إنسان آخر ولعله يرجع ثانية الي حيوان» بحسب تعبيرها.
«تدابير السلامة البيولوجية» خطوة استباقية قبل كفاءة اللقاحات
وواصلت «الطفرات الجينية التي تحدث لتلك العائلة من الفيروسات (RNA) سريعة ولها القدرة علي التحور ملايين المرات وتغيير صفات الحمض النووي ليضمن لها الاستمرارية والحياة وعند فهم نهج الصحة الواحدة وتضافر جهود الجهات المعنية بها وهي (WHO)منظمة الصحة العالمية، (OIE)منظمة الصحة الحيوانية ، (FAO) منظمة الأغذية والزراعة سوف يتثني للعالم إتخاذ الإجراءات المناسبة في وقت مبكر ويجعلنا علي استعداد لمواجهة الجوائح المتوقعة من خلال الترصد الوبائي والخريطة الوبائية قبل حدوث تلك الجوائح وتنقل صناع القرار من مرحلة الإستجابة لحدوث الجائحة الي مرحلة الوقاية منها وتجنب حدوثها».
كما أشارت إلى أن الدليل على ارتباط حماية الإنسان من تلك الجوائح والكوارث بصحة الحيوان أولا والذي هو خط الدفاع الأول عن صحة الإنسان، مانراه الأن من استخدام بعض الحيوانات في إنتاج اللقاحات والأمصال الأمنة للوقاية من الكورونا فكما حدث في جامعة كوستكاريكا من استخدام الأجسام المضادة المأخوذة من الخيول المحقونة 2-SARS-Cov المسبب لكوفيد 19 كتجربة اقتصادية لعلاج كورونا.
وأوضحت أنه قام مجموعة من الباحثين خلال الأشهر الماضية بإنتاج أجسام مضادة من دم الخيول لمكافحة كوفيد 19 استنادا علي نجاحهم في استخدام الخيل لتصنيع مضادات لسموم الأفاعي وداء الكلب «السعار»، كما تم استخدام الجلوبيولين المناعي المستخلص من الخيول لمجموعة من الفيروسات الشديدة الضراوة مثل إنفلونزا الطيور (H5N1), (H5N9) وكذلك فيروس كورونا المتسبب لمتلازمة الشرق الاوسط (MERS)، وبذلك تم انتاج تلك الأجسام المناعية ضد الكوفيد وتم الإنتاج في صورة أن قنينة واحدة بسعة 10 مليلترات تحتوي علي 80 ضعف كمية الأجسام المضادة التي يمكن أن نحصل عليها في 800 مليلترات من بلازما إنسان متعافي ومتماثل للشفاء من الكوفيد وهنا تطهر القيمة الإقتصادية لتصنيع الأجسام المضادة في الخيول وأهمية السير علي نهج الصحة الواحدة للإنسان والحيوان.
وضربت مثالا آخر في بريطانيا علي يد باحث مصري والذي يجري أبحاثه على إنتاج لقاح للكوفيد 19 باستخدام الهندسة الوارثية العكسية، وتتلخص في تحميل جزء من فيرس الكوفيد علي فيرس اخر يصيب الدواجن وهو النيو كاسل وتمريره في البيض المخصب (SPF) للحصول على تتر من اللقاح بتكلفة قليلة حيث أن سعر البيضة يتراوح من 10 إلى 15 جنيه مصري، ويمكن إنتاج تتر عالي من البيضة الواحدة وسوف يتم استخدام هذا اللقاح عن طريق الأنف وبذلك يواجه الفيروس في مكان تواجده الجهاز التنفسي ويكون اكثر امانا علي الاطفال والحوامل وهذه الطريقة في التصنيع مستخدمة في العديد من اللقاحات البيطرية ولقاحات الدواجن واثببت نجاحها وفاعليتها كذلك تم استخدام النيوكاسل في علاج انواع من السرطانات
وواصلت: ومن هنا يتضح أيضا للعالم ككل أهمية تطبيق مفهوم ونهج الصحة الواحدة والإهتمام بصحة الحيوان والإنسان كوحدة واحدة حيث يوجد اكثر من 200 مرض مشترك بينهما حتي الان وملايين من الفيروسات التي يمكن أن تصيب كلاهما في نفس البيئة والظروف، وأود أن انوه أنه لا يتثني لنا الانتظار حتي تتأكد فاعلية وأمان تلك اللقاحات ولكن علينا الأخذ في استمرار تطبيق تدابير السلامة البيولوجية كخطوة استباقية لنتائج تجارب اللقاحات وهي تتلخص في:
1-تأمين الحدود والدخول والخروج عبرها
2-التنظيف والتطهير
3-عزل وعلاج المصابين
4_التخلص الصحي والأمن من الوفيات
وأكدت أن هذا هو الطريق الآمن حتي بتم الإستقرار علي نتائج اللقاحات المستحدثة «لأنه حتي وإن تم الإستقرار علي نوع اللقاح ستواجهنا بعد الصعوبات في تغطية سكان العالم وذلك لأنه من الصعب في فترة قصيرة إنتاج كميات تكفي لعدد سكان العالم لأن ذلك سيشكل بالطبع ضغط علي الطاقة الإنتاجية للمعامل ومصانع التصنيع وكذلك صعوبة في النقل في ظل تقنين وضع الطيران بين الدول» بحسب تعبيرها