الساعات الأخيرة من رحلة…نفيسة العلوم

يناير 21, 2021 admin

كتب-محمود مسلم
السيده نفيسه عليها السلام والرضوان
( انتقلت إلى الرفيق الأعلى وهى صائمة)
تقول زينب بنت أخيها يحيى المتوج
اشتد المرض على عمتى السيده نفيسه
▪فى بداية شهر رجب وبلغ أقصاه فى العشر الأواخر من رمضان حتى أضنى جسدها النحيف وأقعدها عن القيام للصلاة ، فأحضروا لها الطبيب فأمروها بالإفطار
فرفضت وصاحت فى وجوهنا وقالت :
( واعجباه ، لى ثلاثين سنة وأنا أسأل الله عزوجل
أن يتوفانى وأنا صائمة ، أفأفطر ،، معاذ الله ؟ )
▪ثم أنشدت تقول :—-
اصرفوا عنى طبيبى ♢♢♢ ودعونى وحبيبى
زاد بى شوقى إليه ♢♢♢ وغرامى فى لهيبى
لا أبالى بفوات ♢♢♢ حيث قد صار نصيبى
طاب هتكى فى هَواه ♢♢♢ بين واشٍ ورقيب
ليس من لامَ بِعذلٍ ♢♢♢ عنه فيه بمُصيبِ
جسدى راضٍ بسُقمى ♢♢♢ وجُفونى بنَحيبى

▪فصرفوا الطبيب عنها ، فإذا وراء ستار حجرتها
( قبر محفور ) قد حفرته بيديها
فأشارات إليه وقالت :—-
▪( هذا قبرى وأنا هنا أدفن – إن شاء الله – وقد قرأتُ فيه ألف ختمه وصليت فيه مائة ألف ركعه وذكرت الله فيه أضعاف ذلك وأنا أرجوا الله أن يتسع لى ، فإذا مت فأدخلونى فيه )
▪فاشتد بها المرض فاستفتحت بقراءة سورة الأنعام
فلا زالت تقرأ إلى أن وصلت لقوله تعالى
( لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون ) فأغشى عليها وضممتها إلى صدرى
فإذا بها تنطق الشهادتين ثم فاضت روحها إلى بارئها
فى ( 28 رمضان سنة 208 هجريه ) أى بعد موت الإمام الشافعى بأربع سنوات
▪وأوصت ألا يتولى أمرها أحد غير زوجها إسحاق المؤتمن بن الإمام جعفر الصادق عليهم السلام ،
وكان مسافراً فلمّا أخبروه بوفاتها هيأ لها تابوتاً ▪وقال : —
( لا أدفنها إلا فى البقيع بجوار جدها)
(رسول الله صلى الله عليه وسلم )
فتعلق به أهل مصر وعرضوا عليه كل غال ونفيس حتى يوافق على دفنها لديهم
فأصرّ على موقفه وبات الليلة بجوارها فلما أصبح غير رأيه فتعجب المصريون منه وسألوه عن ذلك فقال
( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم)
▪يقول لى يا إسحاق
اترك نفيسه لأهل مصر
اترك نفيسه لأهل مصر
اترك نفيسه لأهل مصر
فإن الرحمات تتنزل عليهم بها
▪وجاء الناس من سائر القرى والنواحى والمدن المصريه للصلاة عليها وكان يوماً مشهوداً ، وأوقدوا الشموع تلك الليلة
وسُمع البكاء من كل بيت بمصر ،
ودفنت بمقامها الحالى بمدينة القاهرة شارع الأشراف
▪قال المقريزى : قبر السيده نفيسه بمصر أحد المواضع المعروفه بإجابة الدعاء
… فسلام الله عليك سيدتنا نفيسه
وعلى أهل البيت الكرام جميعاً