كتب-محمود مسلم
كشف خبراء أن نهاية العالم ربما ستأتي على يد شمسنا المحتضرة، والتي أعلن علماء الفلك أنها ستتوسع يوما ما إلى ما يسمى بالعملاق الأحمر وتسبب غليان كوكبنا، ما يجعله “صخرة هامدة”.
وقد تكون الشمس القلب النابض لنظامنا الشمسي، حيث تغمرنا بطاقتها على مدار 4.5 مليار سنة الماضية، ولكنها أيضا ستكون مصدر هلاكنا.
وعندما تحترق الشمس دون توقف، فإنها تمر بدورة مستمرة من الاندماج النووي، وتجمع معا ذرات الهيدروجين الأصغر لتشكيل ذرات أكبر من الهيليوم. وتطلق هذه العملية كميات هائلة من الطاقة التي تصل إلى كوكبنا في شكل ضوء وحرارة.
ووفقا لوكالة الفضاء الأمريكية، فإن دفئ الشمس جعل الحياة على الأرض ممكنة ومصدرا مهما للطاقة للعديد من الكائنات مثل النباتات.
ولكن الشمس، التي يبلغ عمرها زهاء 4.6 مليار سنة، هي بالفعل في منتصف دورة حياتها. وعندما تحترق من خلال احتياطياتها من الوقود، فإنها ستنفد يوما ما، وستخضع لعملية من المحتمل أن تجعل عالمنا غير صالح للحياة.
ويتوقع علماء الفلك أن الشمس ستتحول يوما ما إلى ما يسمى بعملاق أحمر أو نجم يحتضر في المرحلة المتأخرة من تطورها النجمي.
وعند هذه النقطة، سيكون الهيدروجين نفد من الشمس وستتغلب قوى الجاذبية الداخلية داخل النجم على الضغوط الخارجية المؤثرة على النجم. وبالتالي، ستبدأ الشمس في التمدد والتبريد مثل البالون المنتفخ.
عاصفة شمسية تطلق جسيمات بسرعة 1.8 مليون كم/الساعة متجهة قرب الأرض!
وتقدر ناسا أن العملاق الأحمر سيكون أكثر سطوعا بنحو 2000 مرة من الشمس الآن. ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن النجم المتوسع من المحتمل أن يغلف الكواكب، عطارد والزهرة.
وعلى الرغم من أن الأرض قد تظل بعيدة عن متناول العملاق الأحمر، إلا أن حرارتها ستكون قوية بما يكفي لحرق الكوكب.
وقال كيلي ويت من EarthSky.org: “سيغلي ماء كوكبنا وغلافه الجوي، ولن يتركا وراءهما سوى صخرة متفحمة بلا حياة. سيستغرق المريخ بعض الوقت حتى يسخن، ولكن في النهاية، سيكون خارج المنطقة الصالحة للحياة للبشر أيضا. وفي تلك المرحلة، ستكون أقمار الكواكب الخارجية – مثل كوكب المشتري وزحل – هي الأماكن الوحيدة المتبقية في نظامنا الشمسي للمستعمرات البشرية”.
ولكن حتى هذا لن يكون سوى حل مؤقت، حيث أن قوة جاذبية العملاق الأحمر على النظام الشمسي ستكون أضعف بكثير من قوة الشمس.
ونتيجة لذلك، يمكن أن تتعطل مدارات الكواكب المحددة للنجم. ويمكن أن تستمر هذه المرحلة لمليار سنة حتى تفرز الشمس غلافا من الغاز وتشكل ما يسمى بالسديم الكوكبي.
وحتى هذه المرحلة ستنتهي، مع تبدد الغاز النجمي في الفضاء تاركا وراءه نواة نجمية أو قزما أبيض. ومع ذلك، فإن الخبر السار هو أنه من غير المتوقع أن يحدث أي من هذا في حياتنا. ونظرا لأن الشمس في منتصف طريقها فقط، فلن تدخل في آلام الموت لمدة خمسة مليارات سنة أخرى أو نحو ذلك.
وقالت ناسا: “نجوم مثل شمسنا تحترق لنحو تسعة أو عشرة مليارات سنة. لذا فإن شمسنا في منتصف عمرها فقط. لكن لا تقلق. ما يزال أمامها زهاء خمسة مليارات سنة”.
وليس هناك أيضا ما يضمن أن البشر سيظلون هنا بعيدا في المستقبل. ويبدو أن الكوكب يمر بمرحلة انقراض جماعي دورية، بما في ذلك الانقراض الجماعي الذي قتل الديناصورات قبل 66 مليون سنة، وربما بعض التهديدات الكونية الأخرى ستقضي على الحياة على الأرض بعد ملايين السنين من الآن.